موريتانيا: ألعاب رياضية خاصة بالنساء

أحد, 2015-08-09 17:35

بعد صلاة الظهر بقليل تبادر "لميمنه" رفقة زميلات سيرا على الأقدام إلى نسوة أخريات يجتمعن تحت ظل خيمة في قرية أكدرنيت (إحدى القرى الصغيرة الواقعة في أقصى الشرق الموريتاني)، وهي تحمل معها "سيك" اللعبة التقليدية الخاصة بالنساء والتي تصنع 
عادة من عيدان الشجر ولا يتعدى عدد "سيك" سبعة إلى ثمانية "سيكات" وتعد من أبرز الألعاب النسوية التقليدية التي مازال معمول بها في أعماق موريتانيا بشكل كبير.

إعداد اللعبة 

لا تمضي النساء أكثر من بضع دقائق قليلة عن البدء في لعبتهن التقليدية المفضلة فبمجرد وصول "لميمنه" من أحد أحياء القرية رفقة زميلات لها من أجل أن يسجلن أهدافا في اللعبة على زميلاتهن المجتمعات تحت ظل خيمة وفيرة في طرف قصي من موريتانيا التي مازالت العادات والتقاليد فيها تتحكم في كل شيء". 

يبدأ النساء في جلب كمية من التراب كما يحملن معهم بعض "العيدان"، وعدد من فضلات الإبل، لتكون بذلك أساسيات اللعبة أو ما تصنع به قد اكتمل ولم يبق لهن إلى أن تتفضل المرأة "الخظرة" من أجل تمديد كمية التراب وجعل العيدان وفضلات الإبل على جنبات كمية التراب لتبدأ بذلك اللعبة المثيرة للجدل".

فريقان في مواجهة مفتوحة

مع انتهاء إعداد اللعبة تبدأ النساء مباشرة في الإشراف على اقتتال مباشر بين العيدان وفضلات الإبل، ومن أجل كسب الرهان والتخلص من الخصم تحدث النسوة أصواتا وضجيجا هو عبارة عن التخاصم من أجل الدفاع عن النفس ولكي لا يقدم الطرف الآخر على ارتكاب جريمة ظلم بحق خصمه. 

ويكون الطرف الفائز هو الأهم في اللعبة لأنه استطاع أن يحرز تقدما كبيرا على خصمه، كما أن الفوز يشكل ضربة قوية للخصم ومن شأنه أن يرغم المجموعة المنهزمة على التسرع في إعادة الشوط وبدء اللعبة في نفس اليوم أو في أقرب وقت آخر؛ لأن رد الهزيمة أمر ضروري في لعبة "سيك". 

وليست لعبة "سيك أو لبره" كما يسميها البعض في موريتانيا هي وحدها الخاصة بالنساء بل هناك الكثير من النوعيات التقليدية الأخرى أبرزها "أكرور و"ستيت" كما أن هناك ألعاب أخرى خاصة بالرجال من بينها "ظامت" و"خربكه" والكثير الآخر، حيث تعمق البيئة التقليدية الموريتانية العديد من العادات والتقاليد التي مازال الشعب يتمسك بها وخاصة في القرى والأرياف والبوادي المنتشرة في البلد". 

 

المصدر:  ettode.com