الفيفا: تحوّل جذري للكرة الموريتانية

خميس, 2015-08-20 21:15

كانت نهاية عام 2012 أكثر من مخيبة لكرة القدم الموريتانية بعد التراجع الحاد في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola الذي وصل بمنتخب "المرابطون" إلى المركز 206 مع نهاية ذلك العام وهو المركز الأسوأ لهم منذ إنشاء التصنيف عام 1993.

 
فبعد أربع سنوات شهدت خوض المنتخب الموريتاني أربع مباريات دولية فقط (لم يخض أي مباراة عامي 2009 و2011) بالإضافة إلى عدم المشاركة في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم البرازيل 2014 FIFA، أنهت الدولة الواقعة على شاطئ المحيط الأطلسي عام 2012 وفي رصيدها ثلاث نقاط فقط في التصنيف العالمي متقدمة على كل من بوتان وسان مارينو وجزر الترك وكايكوس.
 
هذا التراجع الحاد، دفع بالإتحاد الموريتاني لكرة القدم وعلى رأسه رئيس الإتحاد أحمد ولد عبدالرحمن، الذي وصل إلى رئاسة الإتحاد مع نهاية عام 2011، لوضع خطط جادة من أجل استعادة المكانة التي وصل على إثرها المنتخب الموريتاني إلى المركز 85 عام 1995 وهو أفضل ترتيب في تاريخه.
 
وكان من بين هذه الخطط زيادة عدد المباريات التي يخوضها المنتخب الموريتاني والإستفادة من أيام المباريات الودية والرسمية الموجودة في أجندة FIFA حيث شهد عام 2013 لعب المنتخب الموريتاني ست مباريات قبل أن يرتفع العدد في العام التالي إلى تسع مباريات شهدت تحقيق منتخب موريتانيا ثلاث انتصارات عاد بها إلى المركز 133 وهو أفضل مركز حققه في ذلك العام.
 
وقد تواصل تقدم موريتانيا المطّرد في سلم التصنيف العالمي خلال العام الحالي إلى أن وصل للمركز 113 في التصنيف الأخير الصادر لشهر أغسطس/آب 2015 وهو أفضل مركز يحتله منذ عام 2008. ويعود السبب في هذا التقدم إلى انتصارين متتاليين على سيراليون في مباراتين وديتين بينما كاد أن يكون الصعود أكبر لولا الهدف الذي سجله الكاميروني فينسنت أبوبكر في الثواني الأخيرة ليحرم موريتانيا من تعادل ثمين مع الأسود غير المروضة ضمن تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2017.
 
وقد تحدّث مدير المنتخب الموريتاني شيخاني ولد مولود لموقع FIFA.com عن الأسباب الكامنة وراء تطور أداء المنتخب خلال العامين الأخيرين قائلاً " لقد كان الصعود متوقعاً بفضل الخطة الموضوعة في الإتحاد بقيادة الرئيس حيث يهدف العمل إلى تطوير كرة القدم بفضل الرؤية التي تم وضعها وقد بدأت النتائج بالظهور ما يعكس التوجه الصحيح الذي نمر فيه."
 
إن من دواعى السعادة والغبطة أن يحصل هذا التقدم في التصنيف الدولي خلال الأشهر الأخيرة بفضل النتائج الطيبة التى تم تحقيقها في شهر يونيو/حزيران. يبقى الهدف الأساسي هو البحث المستمر عن أفضل مركز ممكن كل سنة.

 

كورينتين مارتينس
 

وأضاف مولود "الإستراتيجية الموضوع تهدف إلى لعب مباريات دولية رسمية خلال الأيام المحددة من قبل FIFA وقد استفدنا من هذا الأمر بشكل كبير. لقد حققنا أفضل مركز منذ عام 2008 حتى الآن والهدف هو أن ندخل نادي المئة من أجل مواصلة التقدم أكثر فأكثر في التصنيف العالمي."

 

صبغة فرنسية

لم يكن لهذا التقدم الكبير ليحصل لولا التعاقد مع المدرب الفرنسي كورينتين مارتينس الذي استلم تدريب المنتخب الموريتاني في أكتوبر/تشرين الأول 2014 وقاد الفريق في أربع مباريات ودية بالإضافة إلى مباراة الكاميرون وقد اعتمد في تشكيلته على عدد من وجوه الخبرة المحترفين في فرنسا والجزائر والمغرب بالإضافة إلى عدد من الأسماء الشابة التي ستحمل مستقبل كرة القدم الموريتانية على أكتافها.
 
وقال المدرب الفرنسي في حديث لموقع FIFA.com عن التقدم الأخير في التصنيف "إن من دواعى السعادة والغبطة أن يحصل هذا التقدم في التصنيف الدولي خلال الأشهر الأخيرة بفضل النتائج الطيبة التى تم تحقيقها في شهر يونيو/حزيران. يبقى الهدف الأساسي هو البحث المستمر عن أفضل مركز ممكن كل سنة."
 
إلى جانب الدخول إلى نادي المئة في التصنيف العالمي، سيكون هدف مارتينس وموريتانيا تحقيق نتائج لافتة في تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم روسيا 2018 FIFA حيث سيواجهون منتخب جنوب السودان في الدور الأول من التصفيات.
 
وعلى الرغم من الفارق الكبير بين المنتخبين في التصنيف العالمي والذي يصل إلى 83 مركزاً إلا أن مارتينس شدّد على أهمية هذه المواجهة والإستعداد لها بشكل جدي حيث قال "صحيح أن منتخب جنوب السودان سيكون خصماً عنيداً، ولكن يجب التعامل معه بكثر من الجدية والتركيز."
 
وأضاف المدرب ذو السادسة والأربعين من العمر "سيكون التأهل على مرحلتين، ولذلك فإن الترتيب في هذه الحالة لن يكون ذو أهمية، لأنه خلال 180 دقيقة يمكن للفريق الذى يقبع في ذيل الترتيب أن يفوز على الفريق الذى يحتل المرتبة الأولى في التصنيف."
 
وبالإضافة إلى كون مباراة جنوب السودان في أكتوبر/تشرين الأول المقبل الخطوة الأولى في مشوار موريتانيا نحو حلم المشاركة في كأس العالم روسيا 2018 FIFA، فإنها ستكون أيضاً فرصة من أجل تقدّم المرابطون أكثر فأكثر في التصنيف العالمي.
 

المصدر: fifa.com