أنطاكيا ـ «القدس العربي»: تتسابق وسائل الإعلام الأجنبية والعربية لأي سبق صحافي عن «تنظيم الدولة»، والذي استطاع خلال الفترة القصيرة ان يكون من أقوى التنظيمات عالميا، وان يشـغل وسـائل الإعلام المرئية والمسـموعة، وهذا أدى إلى استغلال بعض الجهات لوسائل الإعلام لإعطاء أي معلومات تفصيلية أو سرية عن «تنظيم الدولة».
ويقول أحد المترجمين في تصريح خاص مع «القدس العربي»: لقد طلب منا كادر صحافي أجنبي بأن نؤمن لهم لقاء مع عنصر أو قائد عسكري منشق عن التنظيم، وذلك لإجراء لقاء صحافي وأخذ معلومات كمواد إعلامية دسمة، وبالفعل قمنا في مدينة أنطاكيا التركية بالتواصل مع أحد الأشخاص ممن كان لهم نفوذ في بعض مناطق سيطرة «تنظيم الدولة» في سوريا.
ويتابع المترجم: لقد تم تأمين حساب سكايب للتواصل مع ذلك الشخص، وتم الاتفاق على يوم معين لأن نتلقى اتصالا من الشخص ذاته لتحديد المكان، وذلك ضمن أمنيات يتبعها ذلك الشخص للحذر من وقوعه بأي فخ أمني.
وأضاف المترجم أنـه: تم اللـقاء مع الأمـير في «تنظيم الدولة» والمنشـق عـنه، وقبل البدء باللقاء الصحافي معه، طلب ذلك الشخص مبلغ ألف دولار للساعة الواحدة كشـرط لـبدء اللقـاء، ومن ثم اخذ المبلغ مقدما عن الساعة التي سيدور بها النقاش عن أسرار وخفايا التنظيم والمعلومات التي يبحث عنا الكادر الصحافي، وعند الانتهاء كان قد مضى ساعة ونصف فطلب 500 دولار عن نصف السـاعة الـزائدة.
ووصف المترجم اللقاء بين الصحافيين والأمير المنشق عن «تنظيم الدولة» بـ «الصريح»، حيث قام بإعطاء الكادر الصحافي كل ما يلزم من معلومات وأدلة، حـتى أنه أبدى استعداده لإعطائهم صورا ومقاطع فيديو كانت في جهازه صورها أثناء عمله كقيادي عسكري في «تنظيم الدولة»، ولـكن اشـترط أن تكون مقابل مبالغ مالية عاليـة، ولكن في وقتها رفض الكـادر الصـحافي واكتـفى بالمعـلومات.
وأشار المترجم إلى أن بعض القيادات المنشقة عن التنظيم قد تكون أجنبية، وهذا ما يتطلب دفع مبالغ مالية طائلة للجلوس والحديث عن «تنظيم الدولة»، ولكن لحسن حظ الكادر الأجنبي في حينها ان الأمير المنشق كان سوريا.
ويقول أحد الناشطين أن اللقاء الصحافي مع عناصر وقيادات منشقة عن «تنظيم الدولة» أصبح مصدر رزق لهؤلاء، حتى أن بعض ممن يفكر بالانشقاق عن التنظيم يحرص أن يكون لديه أكبر قدر ممكن من الصور
وذلك للاستفادة منها وبيعها لوسائل الإعلام.
وأضاف الناشط: في إحدى المرات أخذنا مقطع فيديو مصورا بعدسة موبايل لصحافي أجنبي كان أسيرا لدى التنظيم، وكان المقطع للحظة إلقاء القبض عليه من قبل «تنظيم الدولة»، لكن أحد عناصر التنظيم رفض تسليم المقطع حتى يتم دفع مبلغ عشرة آلاف دولار ثمنا لهذا المقطع.
ويتابع الناشط: والذي حضر كوسيط بين الكادر الصحافي الأجنبي وأحد العناصر المنشقة عن التنظيم بأن الكادر دفع مبلغ عشرة آلاف دولار مقابل مقطع الفيديو من دون أي تردد، وهذا ما وصفه العنصر المنشق عن التنظيم بأن المبلغ لم يكن كبيرا وتمت مراعاتهم مع وسائل إعلامية أخرى على حد قوله.
هذا ويعـتبر «تنظيم الدولة» من التـنظيمات التي تهمل التواصـل مع الوسائل الإعلامية العـالمية، و ترفض إعطـاء أي تصريحـات أو معـلومات عن التنظيم، وهذا ما جعله التنظيم الأكثر غموضا من حيث التركيبة العسكرية والعمل الميداني ما جلب اهتمام وسائل الإعلام العالمية نحو التنظيم.
ياسين رائد الحلبي