قد تبدو هذه الحادثة لمن سمعها أول مرة ولغرابتها نسجا من الخيال أو ضربا من عالم الأساطير , لكنها وقعت بالفعل في منزل أسرة تقطن بحي "سوكوجيم" بمدينة أنواذيبو.
البداية كانت مع ملاحظة إحدى بنات الأسرة فقدان سوار من الذهب الخالص كان ضمن مقتنياتها الخاصة و النفيسة في مكان حفظها داخل المنزل , وبعد السؤال عنه دون جدوى , و البحث في كافة الأماكن المحتملة, توجهت أصابع الإتهام في اختفائه إلى عاملة المنزل , التي نفت للعائلة علمها أصلا بمكان السوار المفقود مؤكدة أنها لم تتجاوز يوما عملها المعهود, ولم تقترب ولو لمسافة بسيطة من أماكن حفظ المقنيات الخاصة للعائلة.
أجوبة العاملة لم تكن مقنعة بالنسبة للأسرة بإعتبارها الوصية والمؤتمنة على المنزل في غياب أفراد العائلة, لتكون الشرطة خيارا لابد منه أمام العائلة لرفع اتهامها للعاملة ومعرفة من يقف وراء اختفاء السوار الذهبي.
وخلص التحقيق مع العاملة لعدم وجود أي دليل يثبت تورطها فيما ذهبت إليه الأسرة ليتم تحريرها وخروجها من قسم الشرطة , غير أن العاملة بعد خروجها أرادت أن تثبت للجميع براءتها بطريقتها الخاصة , فأستعانت بأحد المشعوذين وطلبت منه معرفة الفاعل الحقيقي الذي وضع سمعتها على المحك وهز ثقتها مع عائلة محترمة تشهد بمعاملتها الحسنة لها في السابق.
هنا تحديدا بدأ المشعوذ برمي حباله السحرية التي تنتمي إلى عالم خفي يدعي القدرة على فعل المستحيل وكشف المستور ليثمر عمله عن شئ غريب , قلب الأمور رأسا على عقب , وباتت الصورة معه أكثر وضوحا وربما إيلاما و دهشة وغرابة.
في اليوم الموالي لقدوم العاملة للمشعوذ أحس إبن الأسرة وهو مراهق بآلام حادة في معدته استدعت نقله للمستشفى وتعاظم احساسه بالألم هناك , ورغم تلقيه الرعاية والعلاج الطبي بقيت تلك الآلام ملازمة له , فطنة أحد أفراد الأسرة وربطه ماحدث للمراهق بقضية اتهام "العاملة" رجحت لدى هذه العائلة أن علاج ابنها ليس له علاقة بإبرالأطباء ولا حبوب المخابر ومهدئاتها فأستدعت في الحين "راقيا شرعيا" معروفا وأخبرته كامل تفاصيل الحكاية فماكان منه إلا أن يطلب من العائلة استقدام العاملة.
وبمجيئها حدثت المفاجأة حيث أخبرتهم أن الإبن من أخذ السوار بدليل أنها لجأت إلى حكيم معروف في وسطها بالتعاطي مع هذا النوع من الحالات وقال لها أن من أخذ السوار سيصاب ب" النفخ" ولن يبرأ منه إلا بتبطيله الحكمة واعتراف الفاعل بالقيام بذلك.
اشترطت عاملة المنزل إخبارالعائلة للشرطة ببراءتها والإعتذار لها أمامها لتحريرالإبن من الألم وأضافت شرطا آخر بعدم سؤالها عن المشعوذ الذي لجأت إليه أوملاحقته , فما كان من العائلة إلا أن رضخت لهذه الشروط , وبعد تنفيذ المتفق عليه , عاد المراهق إلى سيرته الأولى وغادرت عاملة المنزل وهي تنتشي كأس الإنتصار لذاتها ولسمعتها وإن كانت الوسيلة التي اعتمدتها في ذلك أبغض عند الله وأدنى... ولله في خلقه شؤون.
نقلا عن الحرية نت