بدأت صباح اليوم بمقر مركز المشورة للدراسات فعاليات دورة في التأمين التكافلي تحت عنوان: أسس وتطبيقات التأمين التكافلي. الدورة المنظمة من طرف المركز في إطار خطته التدريبية يقدمها الخبير الدولي في التأمين التكافلي الأستاذ الدكتور موسى القضاه، ويشارك فيها مجموعة من أطر شركات التأمين في موريتانيا، وتدوم أربعة أيام، يتطرق فيها المحاضر لمختلف جوانب التأمين التكافلي الشرعية والتطبيقية. وقد ألقى مدير مركز المشورة كلمة في مستهل الدورة جاء فيها:
بداية أود أن أرحب بيننا بالدكتور موسى القضاه وأشكره على تلبية الدعوة وتجشم عناء السفر الطويل للحضور إلى نواكشوط لمشاركتنا ما لديه من علم غزير وتجربة ثرة في مجال التأمين التكافلي نسأل الله سبحانه أن يجزيه وأن يجعل هذا العمل الجليل في ميزان حسناته.
أيها السادة، التأمين التكافلي هو منتج مالي موافق للشريعة الإسلامية يقوم على مبدإ التبرع لجبر المخاطر التي تشترك فيها طائفة من الناس، وهو وإن كانت الفكرة التي يقوم عليها قديمة  ففي صحيح البخاري عن أبى موسى قال: قال النبي صلى الله الله عليه وسلم: (إن الأشعريين كانوا إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم منى وأنا منهم) إلا أن تحول هذه الفكرة إلى مؤسسات بديلة عن التأمين التجاري المحرم لما فيه من غرر ومقامرة هو أمر حديث يعود إلى ثلاثين سنة خلت فقط. حيث ابتكر رواد الصناعة المالية الإسلامية منتج التأمين التكافلي وبدأ التطبيق خلال ثمانينيات القرن الماضي، وتمكن هذا المنتج خلال فترة وجيزة من تحقيق انتشار واسع حول العالم والوصول إلى أرقام قياسية ليصبح أحد أسرع القطاعات المالية نموا في العالم.
وبلدنا المسلم لم يكن بمعزل عن هذه الطفرة، فقد أنشأت خلال العقد الأخير من القرن الماضي شركات ونوافذ قدمت منتج التأمين التكافلي للجمهور الموريتاني الذي يفضل التعامل معها عن غيرها رغم عدم إلمام الكثيرين بمفهوم هذا التأمين والفروق بينه وبين التأمين التقليدي، وقد تعزز هذا التوجه بافتتاح شركات جديدة خلال الفترة الأخيرة وظهور نوافذ جديدة أيضا.
ذلك ما يفرض تنظيم مثل هذه الدورات التي تهدف إلي تزويد المشاركين فيها بالأساسيات الفقهية التي يقوم عليها التأمين التكافلي والإجابة على سؤال: لماذا التأمين التقليدي محرم؟ وكذلك تطبيقات وفنيات مثل هذا النوع من التأمين. وهو ما ترمى إليه هذه الدورة المنظمة من قبل مركز المشورة للدراسات في إطار خطته التدريبية في مجال المالية والاقتصاد الإسلامي. فالمركز يسعى ومنذ نشأته في نهاية العام 2012 إلى تدعيم الطفرة الحاصلة في مجال المؤسسات المالية الإسلامية في البلاد من خلال التكوين وتوفير الخبرة. وقد نظم خلال السنة الماضية وهذه السنة العديد من الدورات في مجالات المالية الإسلامية المختلفة، كما أنه يشرف على تنظيم منتدى سنوي للمالية الإسلامية، نظمت منه حتى الآن نسختان. ولا يقتصر عمله على التكوين بل يشمل الاستشارة والدراسات في هذا الميدان.
أجدد شكري للدكتور القضاه، وللإخوة المشاركين آملا أن تكون هذه الدورة على مستوى تطلعاتهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.