بقلم الشيخ ولد احمد زايد
كثيرا ما كان المواطن الموريتاني يمر من امام هيئة انواكشوط الحضرية ذهابا وايابا دون ان يلتفت نحوها او يستشعر ذاك الدور الايجابي المنوط بها في خدمة الوطن والمواطن
ومع تعاقب الرؤساء بمختلف مشاربهم على هذه الهيئة المهمة بقي المنوال على ماهو علية ،هيئة تعمل في صمت لا أثر لها في استكانة تامة لسلطة التوجه السياسي بعيدا عن إيثار محبة الوطن وفرض الخدمات الإجتماعية وتحسين الظروف والنشاطات المنوطة بالهيئة ، وبذلك ظل المواطن الموريتاني مع فضوله الشديد في قطيعة تامة مع مجموعة عاصمته الحضرية لا علاقة تربطهما سوى تلك الأتاوة الشهرية التي يدفعها
حال توارث الى سمحت الديمقراطية والتناوب الشفاف ان تلج السيدة اماتي بنت حمادي رئاسة مجموعة انواكشوط الحضرية منتخبتا شعبيا ،من هنا بدت الصورة اكثر وضوح بعد سنوات التعتيم المظلمة ،كما بدا حال الادارة داخل الحضرية يخطو اولى خطواته الى الاصلاح بتقريب الخدمات وتحسينها
لم تثني صعوبة المهمة سيدة انواكشوط الحضرية عن اداء رسالتها النبيلة التي على اساسها انتخبها الشعب واضعا ثقته العمياء بها ، كما لم تدفعها ضخامة العراقيل ان تتقاعس ،فبالرغم من كونها إمرأة فقد كدت وجدت وثارت على الواقع الردئ لتفرض بحسها الإداري وثقافتها العالمة واقعا آخر مغاير
بدأت الرئيسة اوان دخولها صرح المجموعة الحضرية بإعطاء كافة الزيادات للعمال ،الزيادات التي كانت عالقة اوان رئاسة احمد ولد حمزة ، كما استجابت لعدة مطالب رفعها العمال يوم تنصيبها رئيسة لبلدية انواكشوط ، مما يعطيك صورة بان السيدة لاتنسى هموم العامل البسيط وانها حاضرة معه في قضاياه
وفي محاولة منها للرقي بالادارة وفرت الرئيسة مطلع ولايتها كافة الامكانيات والوسائل اللوجستية المادية داخل الادارة مخافة التقوقع او التقاعس عن خدمة المواطن
لتتبع ذلك باصلاحات ادارية خلال عقدها للمجلس البلدي
هذا ولأن السيدة اماتي بنت حمادي تتحلى بكامل المسؤولية في اداء عملها فقد بادرت بعد تخلي الشركة الفرنسية pizorno عن دورها اوان الانتخابات الرئاسية الى تبني مشروع نظافة انواكشوط وما اصعبها من مهمة ،إلا ان ارادة المرأة كانت اقوى من التحدي ، فمن الاسبوع الموالي وفرت الرئيسة كافة المستلزمات والمعدات الضرورية لانتشال العاصمة انواكشوط من شبح الاوساخ المقيت ، ولأن عملية نظافة انواكشوط مهمة شاقة وصعبة امرت الرئيسة جميع موظفي الهيئة الحضرية بجعل عملية نظافة العاصمة اولوية ادارية قصوى قبل أي شيئ ،حتى انها كلفت غالبيتهم من مدراء ورؤساء مصالح بمتابعة جدية لمجريات العمل في مختلف المقاطعات
هذا ولم تمضى ثلاثة اشهر حتى اضحت العاصمة انواكشوط وبشهادة الجميع مدينة خالية من الاوساخ والقمامة (طرق وساحات واسواق نظيفة) على العكس تماما مع الوضعية السابقة للشركة الفرنسية
هذا الجهد والحصاد لم يأـي من فراق بل جاء نتيجة عمل جبار ومتابعة من امرأة آثرت مصلحة وطنها علي مصلحة البطون
فأن تكون في الميدان تعمل بعد منتصف الليل لتباغتك سيارة تقترب منك فيسألك الراكب كيف العمل؟ فتجيب على ما يرام تلتفت فإذا بالرئيسة امامك تلك هي اماتي بنت حمادي بمهنيتها وإنسانيتها حاضرة مع العمال تقاسمهم الهم المشترك
كثيرا ما ينتقد بعض المرجفون في المدينة وضعية عمال النظافة قائلين بأن السيدة اماتي بنت حمادي تستغل العمال خارج القانون ودون عقود عمل رسمية ، هذا تساءل ولكن مايجب ان يعييه هؤلاء المرجفون ان مجموعة انواكشوط الحضرية ليست شركة للنظافة وانما دورها يقتصر على الاشراف والمراقبة وبالتالي فان اكتتاب العمال هنا غير وارد لأن الهيئة الحضرية مجرد حاضن مؤقت لمشروع ريثما يتم التنازل لشركة متخصصة في المجال
الهيئة الحضرية بادرت الى تبني النظافة لان ذلك من صلاحياتها وواجب مهني في ظل شغور المهمة
مايجب ذكره الآن هو ان الرئيسة اماتي بنت حمادي وفرت اكثر من 1700 فرصة عمل وقربت خدمات المؤسسة الحضرية من المواطن البسيط وجعلته في اتصال دائم بها كما نحجت في تنظيف العاصمة بعد عجز الكثيرون عن ذلك حتى استعانوا بالجيش
ومن اجل خلق فرصة عمل مستمرة للعمال قامت السيدة الرئيسة اماتي حمادي بمناقصتين هدفها ايجاد شركة للنظافة تدمج وتحتضن هذه الطاقات العمالية ذوات الخبرة في المجال بعقود رسمية
هناك انجازات عديدة خلقتها السيدة لايتسع المجال لذكرها عل آخرها توزيع الدراجات والعربات على حملة الشهادات وغيرهم مع تكوينهم على كيفية سياقتها ، هذا فضلا عن الكثير من الادوار الاجتماعية والخدمات الوطنية التي قامت بها السيدة
بصراحة المرأة تعمل بكل مهنية واستراتيجتها واضحة تماما وبرنامجها طموح، ان تتعرض للنقد اللاذع فذلك اكبر دليل على نجاحها وانها على الدرب الصحيح
رسالتي لك سيدتي الرئيسة ليست من تحت الماء بل من على قمة الهرم الواقفة عليه سيري بتمعن واعملي وفقك الله لخدمة الوطن والمواطن
تحياتي
26340634