من المعروف في كل البلدان أن التعليم هو فرس الرهان ، وهو الموصل إلى بر الأمان ، فبه يتم تحقيق الأماني وبلوغ الشان ، ولا توجد أمة لعقل حكمائها قيد أنملة من الرجحان ؛ إلا واستثمرت فيه وجندت رجالها والنساء والشبان .
ولقد سعت دولتنا -حكومة وشعبا- إلى وجود مسلك لإنجاح التعليم ؛كيما تضمن رفع الرأس بين الجيران .. اختلف ذلك باختلاف الطرق والأساليب والحكومات على مر العصور والأزمان ؛ فانتقل الوضع من تخبط وفشل إلى تفاؤل وشيء من الاستحسان ، وإن كان الأمر مازال يحتاج مزيد دعم وبذل جهد وتجميع عيدان..
ومع أن وزارة التعليم ترتكز في محاولتها للنهوض بالتعليم على التخطيط والبرامج والأشخاص والإدارات المسيرة للشان ، وطبعا تتفاوت هذه العناصر في أداء المهام والكفاءة وعدم الارتهان .. فسيكون لحديثنا هذا بعون الواحد المنان؛ تصويب أكثر على إدارات التعليم في هذا الزمان ؛وتحديدا إدارة النعليم في *كيدي ماغة* التي أصبحت أنموذجا لإعاقة التعليم وإهانة كرامة الإنسان ؛ ولا يمكن تمثيلها إلا بغابة يتنفذ فيها حيوان في زمن السيبة وعصور النسيان ..
وسنفرد على ما نقول ملاحظات للإثبات وكمال التبيان ، ولكي يكون الكلام مدعوما بالدليل والبرهان ؛سيكون تقديمنا للملاحظات بخصوص نقاط واقعة في هذه الفترة وفي قريب عهد من الأزمان ، مع أن كل ماسنثيره يعرفه كل إنسان ؛ربطه العمل مع هذه الإدارة سواء صرح به أو جعله في ذاكرة النسيان ..
-إن أول ما يميز هذه الإدارة ويجعلها سفينة مخروقة بلا ربان ؛ أنك إذا كنت تعمل تحت إمرتها وكنت تدير مدرسة كبيرة أو يحسب لها حسبان ؛ وكنت تبتعد في أسلوب عملك عن التزلف للإداراة ولم تقدم لرموزها أي عطاء كان ؛ فاعلم أن استبدالك بمعلم متعاقد أو مساعد ؛ مع انعدام خبرته وتراكم خبرتك أعواما في الميدان ؛ أمر محتم ومصير خبرتك وشهادة الإدارة المباشرة لك بالكفاءة كله في خبر كان ، وستلاحظ خبث هذه الإدارة وامتهانها الكذب والبهتان؛ بجعل ذاك المعلم المساعد على لائحة تحويلاتها تاما الآن..! تنفيذا لخطتها وتضليلا للنبهان، لكن هيهات أن تنطلي الحقيقة فالعاجز عاجز والناقص محله النقصان، وكن واثقا أن مستبدلك هذا إن كان لا يملك من الكفاءة والخبرة غير تقديم إناء شرب في منزل حاكم أو والي لضيف أو ضيفان ؛أن ذاك يغنيه عند هذه الإدارة عن كل شهادة وكفاءة ويجعل سيرتك الحافلة أمام سيرته هذه سريعة التلاشي و الذوبان ..!
***
-إذا سمعت عن وجود معلمين أو معلمات تعاقدوا مع إدارة أو إدارات بدون مستوى أو شهادات في هذا العام أو في سابقيه من السنوات ؛ فاعلم أن الأمر واقع واعلم أنك أمام مهزلة منسوبة للتعليم لا تعدو كونها غابة من الغابات .
-إذا سمعت في زمن ما أن مدير مدرسة رفع تغيبات معلمات عقدويات مرات ومرات ولم يعر بالا ؛ فاعلم أنك في حوزة نشاز الإدارات الجهويات ، واعلم أن سبب التجاهل ليس حب المعلمين ولا التحري في إسقاط العقوبات ؛ وإنما خوفا من المتنفذين الواقفين خلف أولئك العقدويات ؛ وإذا قيل لك أنهم أربعة وأحيانا خمسة يتبادلون على قسم واحد في الوقت الذي فيه مدارس تشكو غياب مدرسين ونقص مدرسات ؛ فالامر واقع وهو سمة هذه الإدارة عن بقية الإدارات،
-إذا حكى لك أحدهم أن العقدويين قدموا رشاوي وعطاءات ؛من أجل الحصول على التعاقد وإتمام الاعتمادات ؛ فاجزم بصحة الخبر وتأكد أنك في كيدي ماغة بالذات .
-إذا كنت تدرس في كيدي ماغة وتود الحصول على إدارة إحدى المؤسسات فاعلم أن طريقك السالك هو تقديم رشوة للمدير أو لمكاسه ؛موصل الكفالات .
إذا تم تكريم أحدهم و تم دعمه ماديا ومعنويا مع كثرة تغيبه عن مكان عمله ونم نجاهل منهم أحق منه بذلك؛ فأنت في إدارة التعليم في كيدي ماغة طفرة الإدارات.
-إذا تم تعليق معلم وهو يزاول عمله بانتظام فاعلم أنه في كيدي ماغه واعلم أن جرمه منحصر في تبعيته لحثالة الإدارات.
-إذا سمعت أن بعثة إحصاء حضرت إلى قرية أو قريات ؛لا يمكن لأي تقدير مهما كان مبالغا فيه أن يجاوز عدد سكان إحداها عشرات -لا تصل مائة شخص مثلا -وتم تقديم التلاميذ في هذه القرية أو تلك القريات على أتهم مائة وخمسون أو بالأحرى مئات ؛ أي أكثر من سكان القرية أومجموع القريات ؛فاعلم أنك في كيدي ماغة واعلم أن سبب تضخيم العدد زيادة الإستفادة من حصة الكفالات آو بقاء مدرسة *آل فلان*مفتوحة دون وجود تلاميذ ومقومات .
-إذا تناهى إلى علمك أن زوجة مسؤول في التعليم تتدخل في تحويل أو ترقية أو تنظيم شأن إداري يتعلق بالتعليم ؛برأي أو بمباشرة تطبيقات ؛مع عدم قدرتها على فك الرموز أو إنجاز أبسط العمليات ؛فأنت في إدارة التعليم بكيدي ماغة ؛عار الإدارات.
-إذا كنت تتابع تقريرا عن نسب الناجحين في المسابقات ؛فكن على علم أن الأخير في ترتيب الولايات ؛ كيدي ماغة وليكن في علمك أن السبب هو استهتار ورعونة الإدارة ومنافاة عملها للنظم بأبعد المستويات .. ترى إلى متى يتأخر التحقيق عن هذا النوع من الإدارات ؟ وإلى متى نجعل ثقة الوزارة في أشخاص مقيدين بقيود الخلفيات ؟ وهل يستحق القيادة من توجهه اللعاعة وتافه التدخلات أو ذاك الذي اضطربت عنده بشدة الهرمونات؟.
عثمان جدو