كانت الساعة في حدود الحادية عشره والنصف زوال اليوم الأربعاء، عندما اقتحم ثلاثة شبان على طريقة " الكوماندوز" وزارة الصحة في قلب انواكشوط، وتدرجوا حتى وصلوا مكتب الوزير، طلبوا لقاءه بلغة متعالية، فأخبرتهم الكاتبة، والشرطي أن عليهم الإنتظار حتى يأذن لهم الوزير، رفض الشبان ذلك بقوة، وصرخوا بأعلى أصواتهم.. سندخل عليه رغما عنه، وحدثت ضجة كبيرة، جعلت الوزيرة يخرج من مكتبه، ويقول للشبان: " تفضلوا" وبدأ حديث غير ودي بين الوزير والشبان، انتهى بعودة الوزير لمكتبه، ويبدو أن الشبان كانت لديهم خطة لإمطار الوزير بوابل من البيض الفاسد، بعد أن أمطروه بالكلام الجارح، والألفاظ البذيئة.
بعد عودة الوزير لمكتبه حاول الشبان تكسير باب المكتب والدخول عليه، فاستمات الشرطي في الدفاع عن مكتب الوزير دون الاصطدام مباشرة بالشبان، وقد ضرب الشبان الباب بقوة، ووزعوا البيض الفاسد على أروقة المكتب، وتلطخت ثياب الشرطي، والكاتبة، وبعض المراجعين للوزارة بالبيض، وبعد دقائق من الفوضى، والهرج، والمرج اقتحم شبان آخرون بوابة الوزارة مسلحين بأدوات الكتابة المكبرة، وقاموا بكتابة شعارات بالخط الغليظ على سيارة الوزير، التي كتبوا على جنباتها عبارة " بلد ينزف" وفعلوا الشيء نفسه على سلاليم كل طابق من المبنى، لتصل الشرطة بعد ذلك، وتعتقل البعض، في حين هرب البقية.
وبدأت بعد ذلك معركة إزالة الشعارات عن سيارة الوزير، ومكاتب الوزارة، وإعادة ترتيب ما مزقه الشبان، وسط انتقادات واسعة من المواطنين الذين شاهدوا الحادث، وتحدث بعضهم لموفد (الوسط) بمرارة عن ما جرى، قائلا إنه كاد يدخل في اشتباك مع المعتدين، لأنه يعتقد أن المساس بهيبة الدولة، وتحطيم الممتلكات العامة ليس مسموحا به، ويجب منعه، بخلاف الاحتجاج السلمي.
الوسط