أصدرت وزارة التعليم في موريتانيا قرارا بمنع اللباس التقليدي الرجالي في المؤسسات التعليمية، وأرسلت الوزارة بعد أقل من أسبوعين على بدء الدراسة في موريتانيا تعميماً موجهاً إلى جميع المناطق والولاة يقضي بمنع ارتداء اللباس التقليدي في المؤسسات التعليمية التابعة لها.
وتسعى الوزارة من خلال هذا القرار الى إضفاء الطابع العملي على المؤسسات التعليمية من خلال منع العاملين والمتعلمين من ارتداء "الدراعة" التي لا توافق طبيعة النشاط العملي والدراسي عادة.
ورغم ما قد يخلفه هذا القرار من جدل بسبب تمسك الموريتانيين الشديد بزيهم التقليدي، فإن الوزارة تبدو مصممة على قرارها غير المسبوق بعيدا عن المزايدات المتعلقة بأهمية الزي الشعبي وتأثير التخلي عنه في المؤسسات التعليمية التي تعتبر الموجه الأول للطلاب والمشجع على التمسك بالهوية الوطنية.
ويشمل القرار الذي أصدرته وزارة التعليم مؤسسات التعليم الابتدائية والإعدادية والثانوية، بينما لم يفرض هذا القرار على المعاهد والجامعات ومؤسسات التعليم الديني، وشمل القرار منع ارتداء الزي التقليدي في أماكن العمل كلاً من المدراء والمساعدين والمراقبين والأساتذة والمعلمين وعمال الإدارات والطلاب.
ويرتدي الرجال في موريتانيا "الدراعة" وهي عباءة واسعة تخاط من ثوب سميك يسمى "بازان" ويستلزم الطقم الواحد منها عشرة أمتار وتصمم بحيث يبقى جانباها مفتوحان من أعلى الكتف وحتى مستوى الساق حيث يلتقي الثوب من جديد وهو ما يجعل الأكمام واسعة وعريضة. ويقتصر التطريز على فتحة العنق والجيب الموجود على الصدر.
ولا تزال الأزياء التقليدية تحافظ على مكانتها رغم غزو الألبسة الأوروبية وتأثر الشباب بالموضة الحديثة. لكنّ الباحثين يرون أن الأزياء الشعبية في موريتانيا تعكس الفوارق الطبقية وتعد مظهرا من مظاهر التمايز العرقي في بلد يعاني من العنصرية والتعصب القبلي.