تامر حسني : مصر ليست راقصة وبلطجي وتاجر مخدرات.. و”أهواك” فيلم كلاسيكي

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
اثنين, 2015-11-09 17:10

 الفنان المصري تامر حسني، العائد بعد غياب 3 سنوات إلى السينما، حقق مفاجأة كبيرة، بتحقيق فيلمه الجديد “أهواك” لأعلى إيراد يومي في شباك التذاكر المصرية، بتجاوزه حاجز 4 ملايين جنيه مصري في يوم واحد، طبقا للأرقام الصادرة من غرفة صناعة السينما المصرية، كما تصدر الفيلم للمركز الأول للإيرادات في الدول العربية التي يعرض بها.

 

CNN بالعربية، كان لها لقاء مع “تامر”، الحاصل على عدد كبير من الجوائز العالمية، ليتحدث عن نجاحاته الموسيقية والسينمائية، وتحقيق ألبومه الأخير، الذي طرحه قبل عام، لأكثر من 38 مليون مشاهدة على موقع “يوتيوب” فقط.

 

يمر هذا العام 10 سنوات على خوضك لأولى بطولاتك السينمائية بفيلم “سيد العاطفي” كيف تقيم الفترة الماضية؟

لا أنظر إليها باعتبارها فترة زمنية واحدة، وأفضل تقييمها في شكل مراحل عدة، منها خطوات ناجحة ومتقدمة بشكل ملحوظ عربيا ومحليا، ومنها ما لم ينل النجاح المطلوب، لكنني وبشكل عام، أحمد الله على هذه الفترة، وراضي تماما عن مشواري السينمائي خلال العشر سنوات الماضية، وسعيد جدا بتلك المراحل بكل إيجابياتها وسلبياتها، خاصة الخطوات الاستثنائية الناجحة مثل فيلم “عمر وسلمى”، الذي يمثل قفزة كبيرة في مشواري السينمائي، وهو ما ينطبق أيضا على مسلسلي التليفزيوني “آدم”، وفيلمي الأخير “أهواك”، الذي فاقت ردود الفعل الجماهيري عليه ما كنت أتوقعه.

 

بعد أن أصبح لك خبرة كبيرة في العمل السينمائي هل تحدث نفسك أحيانا بأنه كان من الأفضل ألا تقبل فيلما قدمته أو مشهدا لا ترضى عنه الآن؟

سأكون مبالغا إذا قلت إن هناك فيلما كاملا غير راضي عنه، لكن قد يكون هناك على سبيل المثال أغنية في فيلم شعرت بعد فترة أن تقديمها لم يكن قرارا صحيحا، وهذه الواقعة تحديدا تعود لسبع أو ثمان سنوات ماضية، وأعتقد أن أي فنان في بداية مشواره عليه أن يخوض تجارب عديدة قبل أن يثقل بالخبرة اللازمة التي تمكنه فيما بعد من حسن الاختيار، لذا عملية التأني في الاختيار عملية هامة جدا، وكلما نضج الفنان كلما كان من السهل عليه أن يرى أخطاؤه بنفسه.

 

وهل تعترف دائما بأخطائك؟

الفنان الواعي فقط هو من يتقبل كل وجهات النظر، ويستمع للنقد ويدرسه جيدا ولا يكتفي بالاستماع إلى الإطراء فقط، والفنان الواعي أيضا هو من يميز الفرق بين النقد والحقد، أي بين ناقد له وجهة نظر فنية صحيحة، وبين حاقد لا يقول ما يفيد، لذا من الخطأ دمج النقد والحقد ووضعهما في سلة واحدة، أنا شخصيا أصغى باهتمام إلى النقد المحترم المفيد وأدرسه جيدا لأطور من نفسي حتى لا أقع في الخطأ نفسه مرتين، والأغنية التي أحدثك عنها على سبيل المثال لاقت انتقادات واسعة عند طرحها قبل سنوات، ولا أنكر أبدا أنني استفدت كثيرا من النقد البناء المبني على أسس، لأنني اعتبرته بمثابة إشارة تحذيرية توضح لي مدى تأثير أعمالي في جيل بأكمله، وهو ما كان يعني ضرورة إعادة ترتيب أفكاري والتأني ودراسة كل اختياراتي، وأقول لك الآن بمنتهى الصراحة، كان يتوجب عليّ التأنى قبل موافقتي على هذه الأغنية تحديدا، وهذه هي التجارب التي تثقل خبرة الفنان.

 

وأنت تبدأ عقدا جديدا في مشوارك السينمائي بتحقيق فيلمك الجديد لأعلى إيراد يومي في تاريخ شباك التذاكر المصرية هل هناك فكرة فيلم تشعر بالندم لأنك لم تقدمها خلال الفترة الماضية؟

لم أندم على عدم تقديم فكرة معينة لأنني ببساطة لم أقدم أفلاما كثيرة، والشخصية الوحيدة التي تمنيت تجسديها بالفعل قدمتها في مسلسل “آدم” وفي الوقت المحدد بفضل الله، لكن كان هناك شيئا أهم يشغلني بحق طوال الفترة الماضية، وهو تغيير شكل المطرب في السينما المصرية، وهو الهدف الأهم الذي شغلني كثيرا بالفعل، خاصة أننا اعتدنا على شكل مكرر للمطرب لا يتغير، فهو يظهر بالشكل نفسه، والمشاهد نفسها، حتى الجمل تجدها متشابهة إلى حد بعيد، والقاعدة الأهم التي اعتدنا عليها هي تقديم المطرب لمجموعة من الأغنيات في فيلمه، لذا كان كسر كل هذه القواعد هدفي الأول، وتجد هذا واضحا في مسلسل “آدم” على سبيل المثال الذي لم أقدم خلاله أي أغنية حتى لا أخل بسياق العمل، وحتى لا تفقد الشخصية مصداقيتها، كما أنني لم أغن أيضا في فيلم “أهواك” لتجسيدي لشخصية طبيب.

 

وهل رحب المنتجون بهذه الأفكار بسهولة؟

بل على العكس، عارضوني بشدة، لكنني نجحت بفضل الله في إثبات صحة وجهة نظري، وحققت أعمالي نجاحا كبيرا، وهو ما جعل ناقد كبير مثل الأستاذ طارق الشناوي يقول في أحد مقالاته إن “تامر حسني كسر قاعدة هامة جدا فشل فيها كثير من المطربين، تكمن في اعتماده على التمثيل في أعماله وليس على الغناء”، وقد أسعدني هذا الرأي كثيرا لأنني أيقنت أنني أسير على الطريق الصحيح بشهادة النقاد والجمهور معا، وهو ما يعطيني فرصة حقيقة خلال الفترة المقبلة لتقديم أنماطا مختلفة، والخروج عن المألوف بعيدا عن شخصية المطرب المتعارف عليها سينمائيا في مصر.

 

وهل عدم وجود أفكار تساعدك على تحقيق هدفك كان أحد عوامل تأخر عودتك السينمائية؟

هذه حقيقة، خاصة أنني لم أكن راض تماما عما حققه الجزء الثالث من فيلم “عمر وسلمى”، لأنني من الأشخاص الذين يراجعون أنفسهم دائما أمام المرآة، لذلك قررت التأني قبل خوض أي تجربة سينمائية جديدة، وبحثت عن أفضل السُبل لتطوير نفسي، وقرأت كثيرا، ودرست أفكارا عدة لاختيار أفضلها، خاصة أن العصر يتغير بسرعة شديدة، وأسلوب الحوار بين الشباب في تطور مستمر، حتى مفاهيم الضحك لديهم تغيرت، أضف إلى ذلك، ظهور نوعية جديدة من الأفلام سيطرت على دور العرض خلال الفترة الماضية، وكان من الضروري دراستها للوصول إلى إجابات محددة لأسئلة يفرضها الواقع السينمائي، مثل هل الخطأ عند الجمهور لأنه يقبل على أفلام تُختصر قصتها في صراع بين راقصة وبلطجي وتاجر مخدرات؟ أم أن الخطأ يقع على صناع الأفلام؟ وأسئلة أخرى كثير كانت كفيلة بتوقفي فترة لدراسة كل جوانب الصناعة، والحمدلله كان اختياري لـ”أهواك” موفقا وقدمت فيلما “في منتهى الشياكة”، سواء من ناحية “تكنيك التصوير” أو شكل الصورة والألوان، ونجح الفيلم وحقق إيرادات كبيرة رغم سيطرت هذه الأفلام على الجمهور.

 

بشكل عام ما رأيك في هذه النوعية؟

لست ضدها ولا أرفضها، لكنني ضد طريقة التناول، خاصة أن أفكارها متشابهة إلى حد بعيد، ونستطيع اختصارها في راقصة وبلطجي وتاجر مخدرات كما ذكرت لك، وفي الحقيقة أشعر بدهشة من إقدام صناع الأفلام على تقديم هذه النوعية بإصرار غريب، رغم أن دورهم الحقيقي يكمن في تقديم أعمال ذات أفكار متميزة ومختلفة بدلا من الاستسهال وتقديم الفكرة نفسها مع اختلافات طفيفة، أو كما نقول بالعامية المصرية، “قول حاجة تانية بقى غير اللي قبلها”، أضف إلى هذا أن هناك مشكلة في تصنيف هذه النوعية من الأفلام باعتبارها أفلاما شعبية، وهذا تصنيفا خاطئا بالطبع ولا جدال في ذلك، خاصة أن هذا التصنيف أساء كثيرا ولا يزال لأهالي المناطق الشعبية، لأن اختصار حياة أهلنا الذين يسكنون المناطق الشعبية البسيطة في راقصة وبلطجي وتاجر مخدرات ظلم كبير، هذه ليست مصر وليست صورتنا من الأساس، لذا قضية تنوع الأفكار وتعددها واختيار الأفضل هو الحل الوحيد لعودة ازدهار السينما المصرية مرة أخرى بدلا من تقديم أفكار متشابهة بأكثر من شكل.

 

لكن هذه الأفلام تحقق إيرادات كبيرة وتجد لها متلقي بالفعل؟

علينا أن ندرك أن الشعب المصري واجه طوال السنوات الأربع الماضية أزمات كثيرة، وكان على الغالبية العظمى من الجمهور البحث عن متنفس يبعدها عن دائرة الإحباط واليأس، والطريق الأسهل للأسرة المصرية هو الذهاب إلى دور العرض لمشاهدة فيلما جديدا، لكن للأسف، لم تجد الأسر سوى هذه النوعية، وهو ما نتج عنه فيما بعد عزوف شريحة كبيرة من الجمهور عن متابعة الأفلام، بينما فضل البعض الآخر مواصلة تردده على دور العرض بهدف النزهة و”تغيير الجو”، وليس بهدف دعم هذه الأفلام، ولعل هذا السبب كان أحد عوامل تأخر عودتي سينمائيا، لأنني استغرقت وقتا طويلا في دراسة السوق، وأصبحت على يقين من أن الخطأ يقع على كاهل صناع الأفلام وليس على الجمهور، لذلك أرفض مصطلح “ذوق الناس اتغير”، لأنه في الحقيقة لم يتغير، لكن تم التأثير عليه بنوع واحد من الأفلام، لكن التجربة أثبتت أن الجمهور يتهافت على مشاهدة فيلم جيد، بدليل نجاح “أهواك” رغم طرحه بالتزامن مع فيلم آخر من النوعية نفسها، لأننا قدمنا فيلما “أشيك من الشياكة”، والمقصد هنا ليس التقليل من الفيلم الآخر، لكن إعلاناته تشير إلى أن فكرته تدور في الإطار نفسه الذي أرفضه تماما، وهي أن الأحياء الشعبية البسيطة عبارة عن راقصة وبلطجي وتاجر مخدرات.

 

لكن البعض انتقد هذه “الشياكة” وقيل إن “الناس في الفيلم شيك زيادة عن اللزوم”؟

 

دعني أوجه لك السؤال بشكل مختلف، كيف ينتقد البعض هذه “الشياكة” ويحقق الفيلم كل هذه الإيرادات في الوقت نفسه؟

 

هل لك أن تشرح لي مقصدك؟

أولا، الجمهور يريد مشاهدة شيئا جميلا، وهو ما وجده بالفعل في “أهواك”، ثانيا، أي شاب تخرج حديثا من كلية الطب، على سبيل المثال، سيرى نفسه في شخصية “الدكتور شريف”، ويتمنى أن يكون ناجحا ولديه الكثير من المال مثله، ثالثا وهي النقطة الأهم، الفيلم يمنح الشباب أملا في الغد لكن بطريقة غير مباشرة، ويدفعهم للاجتهاد وتحقيق أحلامهم، والفيلم به رسالة وأبعادا نفسية وصلت بالفعل للجمهور، وهو ما جعله يقبل عليه بهذا الشكل، وكل هذا يؤكد أن المشكلة لدى صناع الأفلام، وأن الجمهور يستطيع التفرقة بين العمل الجيد وغير الجيد.

 

ألا ترى أن محاولتك لكسر النمط السائد في السينما طوال 3 سنوات كان مخاطرة كبيرة؟

بالطبع، وكان تحديا فنيا كبيرا أيضا، خاصة أنني قدمت “أهواك” في ظل وجود النوعية الأخرى في دور العرض كما ذكرت لك، لكننا قمنا بدراسة كل تفاصيل الفيلم بتأني شديد، وأنا شخصيا فكرت كثيرا في الفكرة التي يجب أن أعود بها للسينما، وفي النهاية استقر الرأي على تقديم “سينما شيك” تشبه أفلامنا الكلاسيكية التي نحبها جميعا، لذا ستجد أن “أهواك” يشبه كثيرا أفلام “إشاعة حب”، و”مراتي مدير عام”، و”الزوجة رقم 13″، حتى الضحك في الفيلم تم تقديمه بشكل كلاسيكي، لأننا وضعنا نصب أعيننا شعور الجمهور بالملل من أفلام البلطجة والقتل والدم، انظر حولك وستجد أن كل الأفلام بها تجار مخدرات وبلطجية وراقصة، وهذه ليست مصر، نحن نصدر صورة خاطئة عن الأحياء الشعبية المصرية البسيطة، ونصدر صورة ذهنية غير جيدة عن مصر بشكل عام، من المستحيل أن تكون هذه هي الصورة التي نسعى لتقديمها عن مصر، مستحيل.

 

هل تقصد أنك كنت تضع في اعتبارك تصحيح الصورة الذهنية الخاطئة عن مصر أثناء تنفيذ الفيلم؟

مع احترامي للجميع، هناك عدد كبير جدا من الفنانين المصريين الناجحين، وتحقق أفلامهم طبقا للأرقام إيرادات كبيرة بالفعل، لكنهم مصنفون تحت فئة “فنانين محليين”، أي أنهم ينجحون في مصر فقط، وهذه ليست وجهة نظري أو رأيي، بل آراء خبراء السينما، ويمكنك العودة لهم للتأكد من ذلك، وطبقا للتصنيفات لا يوجد سوى 3 أسماء فقط لها ثقل في البيع الخارجي، ويصدرون صورة مصر في الوطن العربي، والحمد لله، وبالأرقام، ربنا أكرمني أن أكون واحدا من الأسماء الثلاثة، لذلك تلقيت اتصالات عديدة من أصدقاء ومعارف خارج مصر بعد طرح “أهواك”، يبدون لي سعادتهم بالصورة التي ظهرت بها مصر في الفيلم، وقالوا لي نصا “هي دي مصر اللي عايزين نزورها”.

 

قد يكون حسن اختيار مواقع التصوير هو السبب؟

قمنا بالتصوير في الغردقة، وأعلى كوبري 6 أكتوبر فقط، ومعظم المشاهد كانت داخلية، نحن لم نصنع شيئا عجيبا، مصر بالفعل حلوة وجميلة، وعلى الجميع الإقرار بذلك، الفكرة كلها تكمن في مخرج مثل محمد سامي “عنده عين حلوة”، يستطيع نقل الإيجابيات بدلا من مشاهد القتل والدم، خاصة أن هذا ليس سلوك الشعب المصري “صاحب الدم الخفيف”، والعالم كله يعلم أننا أكثر الشعوب حبا للكوميديا والضحك، لذا كان من الضروري أن يرى العالم مصر بعيون مختلفة، ولذلك أيضا ستجد أن الضحك في الفيلم يشبه ما يحدث في الواقع بين الشباب، سواء من حيث الجُمل، أو “الإفيهات” التي تأتي على لسان شخصية “الدكتور شريف”، باختصار قدمنا ضحك تفهمه كل شعوب الدول العربية، لأننا لا نخاطب فئة دون أخرى.

 

ذكرت منذ قليل أن المشكلة ليست في ذوق الجمهور لكن في صناع الأفلام رغم أنك تتعامل مع المنتج محمد السبكي الذي يقدم هذه النوعية من الأفلام؟

 تعاملت في هذا الفيلم مع رنا محمد السبكي، وليس محمد السبكي، و”رنا” لديها فكر سينمائي مختلف عن والدها، وعندما جلست معها قالت لي إنها تريد تقديم شيئا مختلفا، وإن من حقها كإنسانة تعلمت واجتهدت أن تقدم وجهة نظرها، وقالت لي أيضا إنها ترفض بعض الأعمال التي قدمتها شركة والدها، وهنا أستغل الفرصة لتوضيح نقطة هامة، وهو أن اسم “السبكي” يندرج تحته 5 شركات، وخمس أسماء، وعندما تثور يقع غضب تجاه “السبكي”، لا يستطيع الجمهور العادي الفصل بين “محمد” و”أحمد” و”كريم” و”خالد” و”رنا”، رغم أن لكل منهم مدرسة مختلفة، وفيلم “أهواك” أول أفلام “رنا” ليس له علاقة بأفلام والدها، وحتى لا أظلم محمد السبكي وأكون منصفا، هناك بالفعل أفلاما جيدة أنتجها محمد السبكي، وإذا تحدثت عن أفلامي معه على سبيل المثال ستجد أن فيلم “عمر وسلمى” ترك بصمة داخل كل بيت في مصر والوطن العربي وكان فيلما جيدا، وهناك أيضا أفلام “سيد العاطفي” و”نور عيني”، و”أهواك”، كلها أفلاما محترمة، لكن في الوقت نفسه لا أنكر أن هناك أفلاما أنتجها محمد السبكي أنا غير راضي عنها، لكن لا أنكر مجهوده لفترات طويلة  لإنقاذ صناعة السينما.

 

ألم تشعر بالقلق من التعاون مع “رنا” حتى وإن وجدت دعما من والدها خاصة أن “أهواك” فيلمها الأول؟

“أهواك” هو أول فيلم لـ “رنا” بمساندتي لها، لأنني أعرف “رنا” منذ أول تعاون لي مع والدها محمد السبكي، وأتعامل معها باعتبارها شقيقتي الصغرى، لذا أعرفها جيدا، ومؤمن بموهبتها وعلى يقين من أنها تفكر بشكل مختلف، وهو ما سبق وحدث مع محمد سامي مخرج “أهواك” عندما آمنت بموهبته قبل سنوات، وخاطرت بترشيحه لإخراج مسلسل “آدم” أول أعمالي التليفزيونية، رغم أنه لم لم يسبق وأخرج أي عمل من قبل، إذن الفكرة لا تكمن في الخبرة وعدد سنوات العمل بقدر إيماني الشخصي بموهبة إنسان، وهذه إحدى مهامي كفنان، دعم المواهب الحقيقية، وهذا ما حدث مع “رنا”، لذا ساندتها، وساندها محمد سامي، والنتيجة تصنيف “أهواك” باعتباره أفضل فيلم لتامر حسني حتى الآن، وهذا التصنيف أسعدني كثيرا.

كيف أقنعت السبكي بتطوير أفكاره الإنتاجية وخروج الفيلم بهذه الصورة خاصة أنه عادة ما يتمسك بقناعاته الإنتاجية؟

قلت له “إذا كنت تريد دعم ابنتك بشكل حقيقي في أول تجربة لها، عليك منحها كل الحرية لتحقيق حلمها بالشكل الذي تراه، دعها تخاطب جيلها بالطريقة التي تختارها، واحترم تفكيرها، وعليك أن تتعامل مع هذا الفيلم بمثابة اختبار لها، لكن عليك أيضا أن تضع في حساباتك أنها ستتعامل مع محمد سامي، وأنت تعرف من هو محمد سامي، قد يكون مخرج صغير سنا لكنه كبير الموهبة ولديه من الخبرة ما يجعله ينافس مخرجين يعملون منذ 30 عاما، وهيا بنا إلى العمل”، فوافق وبدأنا العمل بالفعل.

أنت تثق كثيرا في محمد سامي؟

بالطبع، لأنني أراه مخرجا عبقريا، لديه وجهة نظر مختلفة، وسأقول لك معلومة قد تبدو صادمة للبعض، القيمة الإجمالية لميزانية “أهواك” تعادل ميزانية 4 أعمال من أفلامي السابقة، وأرجو ألا تشعر بالدهشة، لأن هذه الأموال تم توظيفها بشكل ممتاز في عدة مخصصات، منها “كواليتي الصورة”، واستخدام كاميرات حديثة، وتقنيات إضاءة متطورة، واختيار مواقع تصوير مختلفة، وتصحيح ألوان بجودة عالية، أضف إلى ذلك بالطبع ميزانية النجوم الكبيرة التي شاركت في الفيلم.

لكن “السبكية” بشكل عام لا يهتمون بهذه التفاصيل؟

سبق وذكرت لك أن “رنا” لها تفكير مختلف، وفي هذا الفيلم تحديدا لن تجد مدرسة السبكي الإنتاجية القديمة، وسأذكر لك مثالا على ذلك، كنا في أفلامي السابقة نحدد يومين فقط للتصوير في أي فندق، ويتم اختيار عدد قليل جدا من فريق العمل للسفر خارج القاهرة إذا اقتضت الضرورة، لكن في هذا الفيلم كان كل شيء متاحا، ولم نكن نفكر في تكلفة الأيام أو عدد فريق العمل، حتى لو وصلت عدد أيام التصوير إلى 5 أيام، ولك أن تعلم أن عدم اهتمام محمد السبكي ببعض التفاصيل مثل “الكواليتي”، كان أحد أسباب اختلافي معه طوال 3 سنوات الماضية، خاصة بعد طرح “عمر وسلمى” في دور العرض، ولم أعلن موافقتي على فيلم “أهواك” إلا بعدما أكد لي “محمد” نفسه أن فكره الإنتاجي تغير، وأنه مستعد لتقديم فيلم بـ”كواليتي ممتاز″، وهو ما حدث والنتيجة شاهدناها في الفيلم، وأعتقد أنها مرضية لنا جميعا.