رسوب ستة آلاف طالب بحجة الغش الجماعي

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
أربعاء, 2014-07-16 01:05

أثارت قضية رسوب طلبة 57 مركزًا امتحانيًا للمراحل المنتهية في مدينة بغداد، ويبلغ عددهم 6 آلاف، ردود فعل سلبية واسعة بين الطلاب وأسرهم، وتعدت ذلك إلى تظاهر مئات الطلبة أمام مبنى المديرية العامة لتربية الكرخ، مطالبين بإعادة تصحيح الدفاتر الامتحانية. وحمل بعض المراكز الامتحانية عبارة "غش"، بمعنى اعتبار جميع طلبة المراكز المعنية راسبين بالغش.

وتشير مصادر التربية إلى أن السبب يعود الى وجود ميليشيات مسلحة قامت بتهديد إدارات المدارس وسمحت للطلبة بالغش في الامتحان الوزاري، او اجبار المعلمين على تلقين الاجابات للطلبة، بحجة الظروف المضطربة التي يعانيها طلبة المناطق الفقيرة من مناطق غرب العاصمة، كالبياع وحي العامل وحي الجهاد والتراث والمعالف والسيدية والدورة والملحانية والفرات، وغيرها من مناطق تقع ضمن سلطة مديرية تربية الكرخ الثانية.

بأيّ ذنب؟

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "بأيّ ذنب قتلتم أحلام عام دراسي كامل" و "وزارة التربية سلبت حقوق الطلبة وتركت المفسدين"، في حين اعتلى بعضهم السياج الخارجي لمبنى مديرية التربية. كما قام عشرات من طلبة الصف السادس الإعدادي بمهاجمة منزل مدير قسم الشهادات في تربية الكرخ الثانية في منطقة البياع، الامر الذي استدعى قيام القوات الأمنية بتفريق الطلاب بإطلاق العيارات النارية واعتقال مجموعة منهم، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بجروح، وهو ما جعل الكثيرين يؤكدون أن الموضوع خرج عن اطار الدستور والقانون، متسائلين: "من المسؤول عن قرار الرسوب الجماعي اولًا ومن هو المسؤول عن اطلاق النار؟"؟

وانطلقت صباح الاحد تظاهرة من طلبة السادس الاعدادي بفرعيه العلمي والادبي من مختلف مناطق بغداد، وخصوصًا من المدارس التابعة لتربية الكرخ الثانية، يطالبون برفع الحجب عن دفاترهم وعدم الذهاب الى دور امتحاني ثاني .

نتظاهر حتى تحقيق مطالبنا

قال نصير اللامي، المتحدث باسم الطلبة ويعمل في تربية الكرخ الثانية: "شكلت الوزارة لجنة تدعى لجنة الشورى، تتكون من 15 عضوًا، كلهم وافقوا على اعتبار الطلبة الغشاشين راسبين، إلا عضواً واحداً هو علي الابراهيمي، وكيل وزير التربية، وعند سماع الطلبة هذا الخبر زاد غضبهم واصرارهم على المطالبة بحقهم، ما جعل بعض الطلبة يقولون: سنتظاهر لغاية تحقيق مطالبنا، ولن نسمح بالعبث بمستقبلنا، وقد اكد المتظاهرون أن التظاهرة سلمية" .

وتقول مصادر في وزارة التربية إن قرارات الرسوب الجماعي تؤكد افتقار الجهات المعنية بإجراء الامتحانات وتصحيح دفاتر الطلبة إلى أي آليات تساهم في فرز حالات الغش، لذلك لجأت الوزارة إلى العقاب الجماعي، الذي طال طلبة أبرياء.

"نحن مظلومون"

امام مديرية تربية الكرخ الثانية، قال سجاد حسين، طالب في مدرسة في حي الجهاد، لـ"إيلاف": "انهم يظلموننا بهذا القرار الجماعي، ربما حدث غش وهذا شيء طبيعي لكن لماذا يشملوننا جميعًا بالغش، فأنا لم أغش وأجوبتي صحيحة بجهدي، ولا اريد اعادة الامتحان الذي اقره مجلس الوزراء، وانما اريد من وزارة التربية اعادة تصحيح دفاتري الامتحانية، واعتماد نتائج التصحيح لتعرف الوزارة انني لم أغش".  
اما الطالب ستار فاضل حسن، طالب في مدرسة في حي السلام، فقال لـ"إيلاف": "اين كانت وزارة التربية عندما حصل الغش الجماعي؟ لماذا لم تحاول منعه؟ نرفض العقاب الجماعي من وزارة التربية، ونريد احقاق الحق ومعاقبة من غش فقط" .

وقال عباس رحيم، طالب في مدرسة في حي الجهاد: "لم يشهد المركز الامتحاني الذي امتحنت فيه أي حالة غش، واعتقد أنني ناجح، وفوجئت بما سمعت فكان لا بد أن احتج لأنني اشعر بالظلم، فمستقبلي في خطر".

لا للرسوب

عبر والد الطالب سمير شكري، في مدرسة بحي العامل، عن غضبه قائلًا: "هل مات الضمير؟ أم الدوﻻرات اسكتت اﻻفواه؟ اين الصحافة؟ اين القنوات الفضائية؟ اين المثقفون؟ اين منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني؟ القوات الأمنية قامت باعتقال عدد من الطلاب وضرب عدد منهم لأنهم رفضوا الظلم وطالبوا بدرجاتهم، التي تم اخفاؤها من أجل مصالح سياسية، وبينهم طالبات وامهات، فهل هم داعش أم اشخاص يطالبون بحقوقهم؟".

 أما والدة الطالبة سهى سامي فطالبت بإلغاء قرار الرسوب، وقالت: "ارجو التدخل لرفع الحجب عن درجات اولادنا، ونحن نقوم بتظاهرة سلمية بكل معنى الكلمة، نحن المتواجدون من أهالي الطلاب والطالبات، لكننا تعرضنا للاذى والذل من قبل القوات الأمنية التي اطلقت العيارات النارية على المتظاهرين السلميين لتخويفنا". واضافت: "قرار الرسوب ظالم، وهناك طلاب لم يغشوا ويستحقون النجاح" .

إعادة امتحان الراسبين

أكدت وزارة التربية أن مجلس الوزراء قرر اعادة امتحان الطلبة الراسبين بالغش الجماعي للمراحل النهائية، مشيرة إلى أن الامتحان سيعتبر (دورا اول) لهم. وقال مدير عام التقويم والامتحانات شاكر عبد عون إن مركز فحص الدراسة في الاعدادية والمتوسطة اثبت وجود حالات غش جماعي في تربية الكرخ الثانية، وتم حجب نتائجهم لهذا السبب. 
وأضاف: "تظاهر الطلبة أمام مبنى مديرية الكرخ الثاني تنديدًا بقرار الوزارة باعتبارهم راسبين بسبب الغش، وقد وجه مجلس الوزراء بالسماح لهم في أداء امتحانات الدور الثاني، وموعد امتحان الطلبة سيكون في منتصف آب (اغسطس) المقبل، وسيعتبر دورا اول لهم" .

المشكلة طائفية

إلى ذلك، اكد رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي أن اسباب ما حدث طائفية، وقال: "أغلب الراسبين يسكنون المناطق الفقيرة، كحي العامل والبياع، والوزارة تعمدت أن تتعامل مع هذه المشكلة بشكل طائفي، وقامت بتضخيم المشكلة حيث كرمت مدير الكرخ الثانية عادل الجبوري وعينته مديرًا عامًا اتحاديًا، في حين كان يجب محاسبته على التقصير".

واستنكرت شروق العبايجي، النائبة في البرلمان العراق عن التحالف المدني الديمقراطي، الهجوم على الطلبة المحتجين في البياع من قبل الشرطة والقوات الأمنية، وقالت: "كيف يمكن بناء جيل من الشباب الذي يشعر بالمسؤولية تجاه وطنه، إذا كانوا يعاملون بمثل هذه القسوة والوحشية، لا لذنب سوى مطالبتهم المشروعة بحقوقهم؟ لن نسكت عن هذه التجاوزات وسنقوم برفع دعاوى ضد من مارسوا مثل هذه التجاوزات على طلبتنا الابرياء".

ايلاف