الفنان فريد حسن
إلتقيت بديمي واسمعتني اغانيها واغاني ام كلثوم وغيرها من المطربات
اقترح الراضي البيضاوي ان نشكل فرقة اسمها فرقة الرشيد للغناء والنشيد بقيادة ديمي والاستاذ فريد
وافقناه انا وديمي وبدانا العمل وكانت اول حفله في فندق شتقيط نحن لانقبض والفندق لايقبض منا والدخول مجاني والفندق يربح من الطعام والشراب وكان هذا كله باتصالات البيضاوي مع الفندق وكثير من الاشخاص المهتمين بالفن
طبع بطاقات وارسلها إلى كثير من الناس
اما فرقة الرشيد فتضم فنيا فريد وديمي وننظيميا تضم المختار بوبكر والمهندس فيليب وهو فرنسي واداريا كان الراضي مدير اعمال الفرقه وكان يوم الحفله وقدمنا اغان رائعة منفردة لديمي ولي ومشتركة بيننا
وقد اعترف الحاضرون بان الحفله كانت من اروع الحفلات التي شهدتها نواكشوط
وقد شكل هدا دفعا قويا لنا انا وديمي كما قدمنا في صالون كبير كان يتواجد فيه نخبة من وجهاء نواكشوط
في ليلة اتققنا ان نذهب إلى بيت اصدقاءللقرضاوي في الاكصر كان المختار معنا وكان فيليب يقود سيارته الجيب المكشوفه الصفراء وقائد الرحلة البيضاوي طبعا
كانت سهرة بيضانية بامتياز كان العود برفقتنا اسمعت الحاضرين نماذج من الحاني في إذاعة حلب ومن التي لم اعطها لاحد من اشعار القباني وغيره
وهناك تعرفت على موظفة في البنك تحب الفن وقالت لي كلاما كنت انا ابحث عنه كما قاله كثيرون قبلها
قالت لي لماذا لاتلحن اغاني باللهجة الموريتانية قلت لها انا موافق إذا وجدت كلمات مناسبه فالحنها
كان حديثنا جانبيا نحن الاثنين . اخرجت ورقة من حقيبتها وكتبت اغنيتين احداهما درسك ياغلانه والاخرى ماننسى وانت ماتنساي ذوك الايام الجميله
ولما عرفت ان الثانيه لها صاحب فتركتها جانباوقررت تلحين درسك ياغلانه
لذلك ركزت عليهاوسالت عن معاني الكلمات وطريقة لفظها فانا ايام وجودي في موريتانيا اقل من الشهر
انتهت السهرة واوصلنا فيليب إلى فندق النواب (الديبيتي) وذهب إلى بيته
صعدنا انا ومختار إلى غرفتي بعد ان صار لي غرفة خاصة بي وفي الغرفة عدة اسرة
وذهب البيضاوي إلى غرفته لان زوجته كانت فيها بانتظاره
كنا متعبين وكان الوفت متاخرا ولم يكن عندي دوام في اليوم التالي ونمنا دون هز كما يقال
استيقظت صباحا باكرا كعادتي
امسكت بالعود وبدأت ادندن والورقة امامي وانهالت الالحان كما ينهمر المطر الغزير ماهي إلا دقائق حتى كانت المقدمة الموسيقية جاهزة اما الكلمات فقد فعلت امرا لا يمكن لاي موسيقي وخاصة في موريتاتيا فالقيفان وزنها في الاغنيه خمسه خمسه
وهذا يجب ان يكون من اول الاغنية لآخرها طبعا ماقمت به له سبب فقد قيل من بين ماقيل لي عن الفن والفنانين ان الواحد يلحن وفي الغد يفظها الآخر ولاتعرف من هو صاحبها الفعلي فقد ياتيني بعد يومين احد ويدعي انه صاحبها وهذا ما صار يوما وساتطرق إليه في حينه
ماذا فعلت : درسك ياغلانه يللي تلهينا
فيه الطازانا وفيه التقرينا
نبغ ظرك اتاي زين على فشاي
ويجينا القراي (يابا) هون يقرينا
وهنا اولا إضافة لكلمة سورية من عندي وهنا ينكسر الوزن فيصبح سبع خمسه على غير العاده
نفيسه ختنا هي التلهينا
مرة تضحكنا ومرة تبكينا ياعيني
لينكسر الوزن ثانية ليصبح خمسه ثمانيه هذه المرة وهذا اكيد لم ولن يحصل في موريتانيا
كما ان خمسه خمسه لا يغنى في الكحال وانا غنيته في الكحال والذي نسميه في المشرق مقام الراست
قد يعتبر البعض كل هذه التفصيلات خروجا عن الموضوع ومللا مفروضا لا فانا احترم قارئي وسامعي كثيرا
اعود لتلحين درسك ياغلانه فقدانتهيت من تلحينها في نصف ساعه مع هذه الحجرات التي وضعتها في بناء الاغنيه وشبهتها ببناء سنمار الذي بنى قصرا للخليفة وقال له جعلت لك فيه حجرا إذا نزعته سقط كل البناء وكذلك انا فعلت بإضافة يابا وياعيني السوريتين واللتان تخسران الوزن
المهم انتهيت من التلحين لكن خفت ان انسى اللحن فايقظت المختار واسمعته اللحن وتستطيع القول ان المختار حضر ولادتها وهو اول من معها
سالت المختار اليس عند البيضاوي مسجله فقال يوجد وذهب يطرق الباب عليه ليوقظه ويحضر المسجله وسجلت الاغنيه
ولم انسها بعدها وفي حلقة قادمه نتابع مسيرتي الفنيه في قصاصات من موريتانيا