نتوقع مقابلة صحفية من فخامة الرئيس محمد ول عبد العزيز؛ وهي فرصة ثمينة؛ يمكن من خلالها إثارة القضايا الكبرى؛ التي تشغل بال المواطن ونخبه السياسية؛ كالحوار؛ وتهم الفساد في بعض شركاتنا الوطنية؛ وجوابه عن ما يروّجه خصومه من وجود خلايا إرهابية في البلد يتعامى عنها النظام؛ والملفات الحقوقية؛ وإستراتجية النظام في مكافحة الإرهاب الذي يطرق الأبواب؛وموقفه من مشاركة الجنود في حرب اليمن.
نتوقع أن نسمع عن هذا؛وأن يطنب فيه السائل والمسئول؛أمّا هموم المواطن اليومية وعقد حياته المعاشية فذاك شيء نتوق إلى سماعه أكثر؛ وأسئلة فيه من دون مجاملة من طرف الصحافة؛ وأجوبة جريئة وشافية من طرف الرئيس؛ وأن لا تستبدّ المقابلة بمشاغل النخبة على حساب هموم المواطن البسيط.
من هذه الهموم التي تشغل القاعدة أكثر من القمة؛ همّ التعليم؛ فالقاصي والداني شاهد لكم يا سيادة الرئيس على ما أنجزتموه من البني التحتية لصالح التعليم؛ وهذا لا ينكره إلا مكابر؛ لكن بالمقابل يا سيادة الرئيس قد زاد في عهدكم فساد التعليم؛وضحالة مردوديته؛ وفوضوية كادره البشري؛وأنتم تعترفون بهذا قبل معارضيكم.
في ظلّكم أحدثت وزارة التهذيب طفرة من المستشارين التربويين على سبيل المثال ؛ وصارت ترقيتهم عن طريق الوساطة والرشوة والوجاهة؛وعددهم الآن في إحدى الولايات قد تجاوز مائة مستشار؛وحين نضيف عليه رؤساء الأقسام وعدد فروعه المتشعبة؛ والذين فرّغوا بطريقة غير قانونية داخل ولاية واحدة ؛ سوف يكون عندنا في المحصلة حاجة ولاية لعصابه من العقدويين.
وهي الآن أي الوزارة عاكفة على المزيد؛فهناك لائحة فيها ما يزيد على تسعين مستشارا تربويّا قد صادق الوزير على جلّها؛ ومذكرتها توزع عن طريق الهاتف؛ حتى لاينتبه لها الرأي العام.
فما رأيكم سيادة الرئيس في هذا؟.
لوحظ في عهدكم أنّ وزارة التهذيب؛ قد تركت الحبل على الغارب في تحويل الموظفين؛ حتى صار كلّ مدير جهويّ يتلاعب به ؛ وكأنّ الموظف عنده رصيد في هاتفه ؛ يحوّله أنّى شاء؛مما نتج عنه تمايز قد يهدد الوحدة الوطنية؛ فكلّ الزنوج رحلوا إلى الضفة؛ وكلّ العرب تحوّلوا إلى قبائلهم.
فما رأيكم يا سيادة الرئيس؟.
لوحظ في عهدكم طفرة اكتتاب العقدويين داخل وزارة التهذيب؛من دون رقيب أو حسيب؛ ونشيد هنا بالمناسبة بما فعلته إحدى الإدارات الجهوية؛ حيث فرضت معايير صارمة كالأقدمية والشهادة والمواظبة وسعت في التثبت من ذالك؛ لكنّ الطابع العام في البلد كان تحكيم الهوى؛وتقسيم الغنيمة.
فما رأيكم يا سيادة الرئيس؟.
اسمحي لي يا سيادة الرئيس وبكلّ تواضع؛ أن أسألكم وقد لا يحقّ لي ذالك؛ لكنّ حلمكم أيقظ جرأتي.
يا سيادة الرئيس ما ذا أعددتم للتعليم؟.
يا سيادة الرئيس هل صحيح أنّ وزارة التهذيب قدمتها مكافئة سياسية لجهة معيّنة؟.
غالي بن الصغير