الإعلان عن سفرين لولد عبد العزيز إلى فرنسا

أربعاء, 2014-07-16 23:26

قال السفير الفرنسي في نواكشوط إن اللقاءات الثنائية بين ولد عبد العزيز ونظيره الفرنسي ستتواصل بلقاء سيعقد في أغشت المقبل خلال الاحتفالات بذكرى الإنزال في البروفينس (الضاحية) وبلقاء آخر في سبتمبر أيضا في إطار زيارة رسمية للرئيس محمد عبد العزيز إلي فرنسا.

ودعا السفير الفرنسي بمناسبة إعادة انتخاب الرئيس عزيز لمأمورية جديدةإلى إجراء حوار جديد قد يشكل فرصة ثمينة لطرح أفكار جديدة تستجيب أكثر للتطلعات المشروعة للساكنة الموريتانية، وتدعم مساهمة المجموعة الدولية في خلق موريتانيا جديدة أكثر رخاء وأكثر تضامنا وفق تعبيره.

وكان السفير الفرنسي المنتهية مأموريته عقد حفلا بمقر إقامته في نواكشوط لتخليد ذكرى العيد الوطني لفرنسا، حيث قال السفير إنه يتحدث بهذه المناسبة للمرة الأخيرة قبيل استلام خلفه السفير جوئيلميير الذي يعمل حاليا قنصلا عاما في ميلانو لمهام السفارة في نواكشوط سبتمبر القادم.

وفيما يلي نص الخطاب:

علي غرار السنتين الماضيتين، وللمرة الأخيرة بالنسبة لي، أكون جد مسرورا، بل متشوقا بعض الشيء، لاستقبالكم هنا في مقر الإقامة،  لنحتفل معا بالعيد الوطني لفرنسا. إن خلفي، ، سيباشر مهامه في نواكشوط بداية شهر سبتمبر، مرفقا بأسرته.

خطاب سعادة السيد سفير فرنسا، بمناسبة 14 يوليو 2014

السادة الوزراء،

السيدة الرئيسة،

زملائي الأعزاء،

أعزاءي المحاربون القدماء،

أعزاءي الأصدقاء،

إنه علي غرار السنتين الماضيتين، وللمرة الأخيرة بالنسبة لي، أكون جد مسرورا، بل متشوقا بعض الشيء، لاستقبالكم هنا في مقر الإقامة،  لنحتفل معا بالعيد الوطني لفرنسا. إن خلفي، جوئيلميير، حاليا قنصلا عاما في ميلانو، سيباشر مهامه في نواكشوط بداية شهر سبتمبر، مرفقا بأسرته. فهو لديه خبرة في الشؤون الإفريقية خاصة أنه كان مستشارا أولا في باماكو منذ حوالي عشر سنوات.

هذه السنة 2014، للاحتفال بالعيد الوطني، وتزامنا مع مئوية الحرب العالمية الأولي، أقيم معرض جميل للصور علي حائط مدخل الإقامة، تكريما للمحاربين القدماء في موريتانيا، وبطبيعة الحال، سيقام كذلك الاستعراض العسكري التقليدي في الشاه أليزي الذي من بين أهدافه تكريم القوات الأجنبية التي حاربت إلي جانب فرنسا أثناء الحربين العالميتين. ومن المنتظر أن تكون موريتانيا ممثلة في حضور هذا الاستعراض عن طريق وزير الدفاع السيد احمدو ولد إدي ولد محمد الراضي.

أود، وقبل كل شيء أن أحيي أعضاء الوفد الرسمي الحاضرين معنا هذا المساء (بقيادة وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية ممثلا لوزير الشؤون الخارجية ) وأطلب منهم نقل تشكراتنا الخالصة  للرئيس محمد ولد عبد العزيز علي البرقية التي بعث بها إلي الرئيس فرانسوا هولاند. كما أود كذلك أن أقدم لأصدقائنا المسلمين أصدق الأماني بمتابعة رمضان سعيد ومليء بالأفراح.

إنها فرصة لي كي أحيي السيد بوبو سيلا، مستشارنا القنصلي الجديد الذي انتخب في 25 مايو الماضي، وكذلك تحياتي لكل مواطنينا الذين جاءوا جميعا حتى نخلد معا ذكري 14 يوليو في موريتانيا. كما لا يفوتني أن أحيي المؤسسات الفرنسية التي ساهمت بسخاء، هذه السنة في تنظيم هذه الأمسية.

هذه السنة، لم تكن من أنسب الفترات التي تمر بفرنسا خاصة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. لقد بذلت جهود كبيرة من أجل إعطاء دفعة للنمو والتشغيل، مصحوبة بالبحث عن توازن مضطرد للميزانية. فهنالك بعض المؤشرات التي توحي بتحسن على مستوى الهدفين الأولين والعمل متواصل لتجسيد الهدف الثالث.

على مستوى السياسة الدولية، بلادنا لها الشرف بأن كانت سباقة في إنهاء المواجهات في مالي المجاورة والقضاء علي خطر إرهاب القاعدة في المغرب  الاسلامي وكل ملحقاتها. فانتخاب رئيس جديد لمالي، وتعيين وزير مكلف بالمصالحة وتنمية المناطق الشمالية، وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في نهاية شهر مايو بين حكومة باماكو وثلاثة من الفصائل الأزوادية إثر مساعي الوساطة المكللة بالنجاح للرئيس عزيز، رئيس الاتحاد الافريقي، كل ذلك يبعد عن الحدود الموريتانية المخاطر الامنية  دون أن يتمكن من القضاء عليها كلية. و في هذا الصدد أعلن وزير الدفاع ، جاه إيف لدرياه مؤخرا عن استبدال عملية القط البري (سرفال) بعملية إقليمية جديدة تسمي الكثيب الرملي (بارخان) لمحاربة الإرهاب في الصحراء والساحل. فالمخاطر ستبقى، لا محالة ، محدقة بالمنطقة، مما يتطلب تنازلات من جميع الاطراف المالية، وكذلك يقظة  من جانبنا في كل الأوقات.

في سوريا تفاقمت بشكل لا يتصوره أحد المواجهات والقمع الأعمى، وبصفة خاصة استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد السكان المدنيين. في ليبيا، في العراق، في جمهورية  وسط افريقيا، في أوكرانيا ظهرت عدة بؤر للعنف ولا يمكن السيطرة عليها إلا برجوع الأطراف المتصارعة إلى جادة الصواب وتحكيم العقل وبمساعدة المجموعة الدولية.

حول مجمل هذه القضايا كان الحوار والتشاور بين موريتانيا وفرنسا متواصلا طيلة السنة المنصرمة.  بداية، كان ذلك على مستوى الرئيسين (اللقاء الذي حصل في باريس في دجمبر على هامش قمة الأليزي حول السلام والأمن في إفريقيا، وكذلك في بروكسل أثناء قمة الاتحاد الاوربي وإفريقيا) ومن المنتظر أن تتواصل اللقاءات في أغشت المقبل خلال  الاحتفالات بذكري الانزال في البروفينس ( الضاحية) ، وفي سبتمبر أيضا في إطار زيارة رسمية للرئيس محمد عبد العزيز إلي فرنسا.

أما الزيارات الوزارية،  فقد كانت كثيرة. بعد لوران فابيوس في 15 و16 ابريل 2013 تعاقبت في الأشهر الأخيرة زيارات كل من وزير الداخلية مانويل فالس، ووزير العمل ميشل سابيه الأصدقاء الأوفياء لموريتانيا. وكذلك وزراء الدفاع جاه إيف لدرياهو من جديد وزير الداخلية برنار كازنيف بمناسبة الاجتماع الهام لوزراء داخلية مجموعة دول الساحل الخمس، التي تأسست حديثا وكان لموريتانيا دور كبير في إنشائها. في نفس الإطار توجه السيد محمد ولد محمد سالم ولد محمد راره، وزير الداخلية الموريتاني إلي فرنسا بدعوة من نظيره الفرنسي.

إن موريتانيا وفرنسا تعتقدان الآن أكثر من أي وقت مضي بأن التطرف والإرهاب لا يقاومان بالقوة وحدها، ولكن أيضا بالتقدم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية وتعزيز قيم الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان.

في هذا الاطار، وبإجراء انتخابات تشريعية وبلدية في الخريف الماضي والانتخابات الرئاسية في الشهر المنصرم والتي أفضت إلى إعادة انتخاب الرئيس عزيز لمأمورية جديدة، يكون الوقت ملائما لإجراء حوار جديد قد يشكل فرصة ثمينة لطرح أفكار جديدة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، التطوير المستمر والتقاسم العادل للثروات، تعزيز الحكامة الديمقراطية، تطوير النظام القضائي للبلد وكذلك مؤسساته التعليمية والصحية. باختصار، للاستجابة أكثر للتطلعات المشروعة للساكنة الموريتانية، وأخيرا لدعم مساهمة المجموعة الدولية في خلق موريتانيا جديدة أكثر رخاء وأكثر تضامنا.

في مختلف هذه الميادين ستواصل فرنسا تقديم مساعدتها عبر مؤسساتها الخارجية، أعني الوكالة الفرنسية للتنمية، مصلحة التعاون والعمل الثقافي وكذلك عبر المنظمات غير الحكومية العاملة في مجالات العمل الإنساني والتنمية، المصلحة الاقتصادية ومستشاري التجارة الخارجية الفرنسية، وكذلك مصالح الملحق العسكري وملحق الأمن الداخلي.

أغتنم هذه الفرصة لأشكر بصفة خاصة بعض المعاونين الذين ستنتهي مأموريتهم هذا الصيف، العقيد جاه بيتش (الملحق العسكري) ،السيد سيلفا هفر كاسييه (رئيس مصلحة التعاون والعمل الثقافي) ، السيد عبود الزاوي (رئيس المصلحة الاقتصادية)، السيد جاه بول ديرين (مدير التحالف الفرنسي الموريتاني بنواكشوط)، وكذلك الشكر لكل أولئك، من الفرنسيين والموريتانيين وغيرهم، ممن ساهم كل يوم (بشكل تضامني) في تشجيع التقدم الديمقراطي والاجتماعي وكذلك النمو الاقتصادي لهذا البلد.

تحيى فرنسا، تحيى موريتانيا، وتحيى الصداقة والتعاون الفرنسي الموريتاني.

أشكركم.

 

 

 

 

 

 

الصحراء