ثلاث هجمات تشكل نذير خطر قادم على اسرائيل...

أربعاء, 2016-01-06 00:33

.. عملية شبعا ليست انتقاما لاغتيال القنطار.. وهجوم تل ابيب قد يكون صاحبه “ذئبا منفردا” .. وصواريخ سيدروت مؤشر لكسر هدنة “حماس″

 

 

ثلاث هجمات رئيسية في اقل من اسبوع اثارت حالة من الذعر في اوساط الاسرائيليين في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وكسرت حاجز الخوف، وشكلت عملا موازيا، او مساندا، لانتفاضة الشبان في القدس المحتلة.

  • الاولى: وقعت في الاراضي المحتلة عام 1948 وفي قلب مدينة تل ابيب، نفذها شاب يدعى نشأت ملحم، من قرية عارة، فتح النار على مجموعة من الاسرائيليين، من مدفع رشاش، مما ادى الى مقتل ثلاثة اسرائيليين، وما زال الشاب المنفذ هاربا، وعمليته غامضة.
  • الثانية: وقعت في مزارع شبعا على الحدود اللبنانية، عندما اخترق رجال المقاومة الحدود وزرعوا عبوة ناسفة انفجرت في دورية اسرائيلية، ولم تحدث اصابات في صفوف جنودها.
  • والثالثة: انطلقت من قطاع غزة المحاصر، على شكل صاروخين استهدفا مستوطنة سيديروت الاسرائيلية شمال القطاع، ردت عليها الطائرات الاسرائيلية بغارتين على مواقع لحركة المقاومة الاسلامية “حماس″.

 

القاسم المشترك في هذه الهجمات الثلاث انها جاءت على اكثر من جبهة في الوقت نفسه، وكسرت حاجز “الامان” الاسرائيلي، وتنبيء بعودة اعمال المقاومة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب الفلسطيني مرورا بالوسط، اي العمق الاسرائيلي.

لا نعتقد ان عملية شبعا التي نفذتها المقاومة الاسلامية اللبنانية بزعامة “حزب الله” تأتي انتقاما لاغتيال العميد الشهيد سمير القنطار، بل هي رد على التهديدات التي اطلقتها الحكومة الاسرائيلية بانتقام كبير في حال الاقدام على اي عمليات فدائية ضدها.

واذا تأملنا عملية الهجوم التي نفذها الشاب ملحم في احدى بارات تل ابيب، وفي وسط النهار، فان الانطباع الفوري الذي يمكن الخروج به من دراسة وقائعها بأنها تتسم بالغموض، لانه لم تعلن اي جهة المسؤولية عنها، فلسطينية او غير فلسطينية، وتعددت في الوقت نفسه الروايات حول هوية الشاب المنفذ وخلفياته العقائدية، فهناك من يقول انها عملية انتقامية من استشهاد احد اقاربه برصاص الجنود الاسرائيليين، وهناك من يؤكد انه متعاطف مع “الدولة الاسلامية” وفكرها، وثالث يعتقد انها ربما تكون محاكاة لظاهرة “الذئاب المنفردة” التي انتشرت في اوروبا في العامين الماضيين، وتعني اقدام شبان مسلمين متشددين على هجمات ضد اهداف غربية دون اي انتماء لمنظمات اسلامية متطرفة.

ولعل “بدائية” الصواريخ التي جرى اطلاقها على مستوطنة سيدروت توحي بأن هناك تنظيما جديدا متشددا قد يكون في طور الصعود، وقرر ان يكسر حالة الهدنة التي تفرضها حركة “حماس″ على جميع الفصائل في القطاع، لحرمان بنيامين نتنياهو وجيشه من اي ذريعة لشن حرب جديدة على قطاع غزة، مستغلا انشغال العرب والعالم بأزمات المنطقة وحروبها في سورية والعراق ضد تنظيم “الدولة الاسلامية”.

نقول هذا الكلام لان حركتي “حماس″ و”الجهاد الاسلامي” لم تعلنا مسؤوليتهما عن هذا الهجوم الصاروخي اولا، ولانهما تملكان صواريخ اكثر تقدما ودقة في اصابة الاهداف.

اسرائيل ستنجرف الى الفوضى الدموية التي تسود المنطقة ان آجلا او عاجلا، ولن تتمتع بالامن والاستقرار والرخاء الاقتصادي، بينما المنطقة تحترق في اكثر من مكان، ولا نستبعد ان هذه الهجمات مجرد البداية او “المفتحات” تمهيدا للطبق الرئيسي، وقد يبلغ الانفجار ذروته، اذا تجرأ الرئيس محمود عباس تنفيذ تهديداته بحل السلطة، وان كنا لا نثق فيه، وفي نواياه.

الايام الاسرائيلية المقبلة ستكون حافلة بالمفاجآت، سواء من الداخل الفلسطيني او العابرة للحدود.

“راي اليوم”