أعلن البرلمان البريطاني إن رئيس الوزراء السابق توني بلير طلب من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الاختباء قبل الاطاحة به.
وكشف البرلمان البريطاني الخميس 7 يناير/ كانون الثاني عن محاضر محادثتين هاتفيتين بين الطرفين طلب فيهما بلير من الزعيم الليبي حينها الرحيل والاحتماء في مكان آمن وذلك قبل الاطاحة به في العام 2011.
يذكر أن بلير قام الشهر الماضي، في اطار تحقيق برلماني، بتسليم محتوى المكالمتين اللتين فصلت بينهما ساعتان في 25 فبراير/ شباط 2011، إلى لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان بعد الاستماع إليه.
وفي المكالمتين اللتين بادر إليهما بلير، قال للقذافي مستخدما ضمير الغائب "إذا كان هناك وسيلة للرحيل عليه أن يفعل ذلك الآن. يجب أن يظهر أنه يقبل التغيير حتى يحصل هذا التغيير دون عنف".
وأضاف بلير بشكل مباشر "إذا كان لديكم مكان آمن تقصدونه فعليكم التوجه إليه لأن الأمر لن ينتهي دون عنف".
من جهته أجاب القذافي مستخدما بدوره ضمير الغائب "أين ينبغي أن يذهب؟ ليس لديه مسؤوليات"، مضيفا بطريقة مباشرة "ليست لدي سلطة أو ولاية، لست الرئيس، ليس لدي أي منصب لأتخلى عنه".
وأكد القذافي في بداية المكالمة الأولى أن ليبيا "تتعرض لهجوم من خلايا نائمة للقاعدة في شمال إفريقيا مشابهة لهجمات الولايات المتحدة قبل اعتداءات 11 سبتمبر 2001″. وأضاف "نحن نواجه حالة جهادية".
وفي نهاية المكالمة الثانية خاطب القذافي بلير قائلا "دعونا وشاننا ليست لدينا مشكلة" ودعاه مرارا إلى أن يأتي إلى ليبيا مؤكدا أنه "لا يوجد أي عنف في هذه اللحظة في طرابلس".
وأبدى القذافي، في المكالمة، قلقه من تدخل عسكري دولي، فيرد عليه بلير "لا، ابدا لا أحد يرغب في ذلك".
يذكر أن توني بلير لعب دورا محوريا في عملية إعادة تأهيل القذافي سياسيا مقابل تخلي الزعيم الليبي عن برنامج بلاده النووي، وقام بأول زيارة له إلى ليبيا في مارس/ آذار 2004.