بريد كلينتون يفضح كذبة توزيع القذافي للفياجرا وحالات الاغتصاب

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
أحد, 2016-01-10 09:44

قتل الزعيم الليبي معمر القذافي، على يد متمردين مدعومين من الغرب في 20 أكتوبر 2011، وهو الذي كان يخطط لإيجاد عملة أفريقية مدعومة بالذهب لتنافس الدولار واليورو.

مع بداية العام الجديد تسربت أكثر من 3000 رسالة بريد إلكتروني جديدة من البريد الإلكتروني الخاص بـ هيلاري كلينتون.

الرسائل التي تحصلت عليها قناة CNN توضح كمية كبيرة من الثرثرة وكيف كانت تختار هيلاري الموظفين التابعين لها، كما تبين طريقة الأداء التي كانت تعمل بها كلينتون خلال تلك الفترة.

مؤرخو حرب حلف شمال الأطلسي في ليبيا عام 2011 على يقين بمعرفة الحقائق والتأكيدات المدوية التي كانت تتداولها هيلاري في بريدها مثل القبول بارتكاب جرائم حرب من قبل المتمردين، وبالرغم من ذلك أرسلت الولايات المتحدة فرق العمليات الخاصة والمدربين إلى داخل ليبيا منذ ما يقرب من بداية الاحتجاجات.

ويظهر البريد بأن تنظيم القاعدة كان جزءا لا يتجزأ من المعارضة المدعومة من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية التي تناور من أجل الوصول إلى النفط الليبي.

كما تناول بريدها أمورا سخيفة وشائنة تتعلق بمنشطات “الفياجرا” والاعتداءات الجنسية مقابل اهتمام كبير بالذهب والفضة واحتياطيات الأموال التي يعتقد بأنها تهدد العملة الأوروبية.

في 27 مارس 2011، أرسلت وكالة الاستخبارات الأمريكية التي تعمل على ليبيا ملخصا إلى كلينتون عبر مستشار مقرب منها ويدعى “سيدني بلومنتال” ويحتوي دليلا واضحا على ارتكاب جرائم حرب من جانب المتمردين المدعومين من حلف شمال الأطلسي، وكان ذلك نقلا عن مصدر مقرب من قائد المتمردين الذي تحدث في هذا التقرير بسرية تامة.

في الوقت الذي كانت تقوم فيه قوات الحلفاء بشن هجمات جوية وبحرية، بدأت قوات من الجيش الليبي تنضم إلى جانب المتمردين بأعداد متزايدة، حيث كان المتمردون يبذلون جهدًا لاستقبال هذه القوات باعتبارهم إخوة ليبيين وذلك في محاولة لتشجيع حدوث انشقاقات إضافية.

هناك وثائق متوفرة لدى الصحفيين والأكاديميين ومنظمات حقوق الإنسان تدل على أن المدنيين السود الليبيين والعمال الأفارقة من دول جنوب الصحراء الكبرى كانوا هدفًا لجرائم “التطهير العرقي” من قبل المتمردين الذين رأوا الليبيين السود يرتبطون ارتباطا وثيقا مع النظام.

الليبيون السود كانوا يوصفون عادة بـ “المرتزقة الأجانب” من قبل المعارضة المتمردة بالنظر بولائهم العام للقذافي في تجمعاتهم السكنية، كثير منهم تعرضوا للتعذيب والإعدام والتطهير العرقي. ويتجلى هذا في المثال التاورغي.

مدينة تاورغاء، وهي مدينة كاملة يسكنها حوالي 30000 من الليبيين السود وقد اختفت هذه المدينة من الوجود منذ أغسطس عام 2011 بعد استيلاء المعارضة المدعومة من قبل حلف شمال الأطلسي متمثلة في ألوية عسكرية من مصراتة تابعة للمجلس الوطني الانتقالي على المدينة.

بعد مقتل معمر القذافي، وسجن المئات من العمال المهاجرين من الدول المجاورة من قبل مقاتلين متحالفين مع السلطات الانتقالية الجديدة، اُتهم الأفارقة السود بأنهم مرتزقة للقذافي، ويبدو أن كلينتون اطلعت شخصيًا على جرائم المعارك التي ارتكبها المقاتلون المناهضون للقذافي الذين ارتكبوا أسوأ الجرائم المتعلقة بالإبادة الجماعية.

البريد الإلكتروني من المصدر المخابراتي نفسه المرسل من “سيدني بلومنتال” يؤكد أيضًا ما أصبح موضوعا معروفًا لاحقًا عن حركات التمرد المدعومة غربيًا في الشرق الأوسط وتناقض السياسات حيث قامت القوات الخاصة بتدريب مجموعات وعناصر يشتبه في صلتهم بتنظيم القاعدة.

بلومنتال نقل تأكيدات عن “مصدر حساس للغاية” عن وجود وحدات للعمليات الخاصة البريطانية والفرنسية والمصرية تقوم بتدريب المسلحين الليبيين على الحدود المصرية الليبية، وكذلك في ضواحي مدينة بنغازي.

في الوقت الذي كانت التكهنات تدور منذ وقت طويل حول كيفية وجود القوات الغربية على أراضي ليبيا وتوقيت دخولها في الحرب الليبية، جاءت هذه الرسالة لتقدم دليلا قاطعا بأن القوات الخاصة الغربية كانت على الأرض فقط بعد شهر منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف وحتى نهاية فبراير 2011 في بنغازي.

منذ تاريخ 27 مارس 2011 كانت الأحداث تقتصر على “انتفاضة شعبية” ولكن لوحظ تدفق كبير للسلاح والإمدادات إلى المتمردين” بما في ذلك بنادق الكلاشنكوف والذخائر.

بلومنتال أعرب أيضًا في بريده عن قلقه من المجموعات المسلحة التي تتلقي الدعم والتدريب من القوات الخاصة الغربية وكانت دواعي قلقه من أن “الجماعات المتطرفة الإرهابية مثل الجماعة الليبية المقاتلة والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اخترقت المجلس الانتقالي وقيادته العسكرية “.

وعلى الرغم من زعم قرار مجلس الأمن الدولي المقدم من فرنسا ورقمه 1973 الذي نص على منطقة حظر جوي نفذت على ليبيا بغرض حماية المدنيين، إلا أنه وفي أبريل 2011 تلقت هيلاري كلينتون بريدا إلكترونيا بعنوان  “فرنسا والذهب والقذافي” ويروي هذا البريد بأن الطموحات الفرنسية في ليبيا لم تكن نبيلة.

يتحدث البريد عن أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان له السبق في الهجوم على ليبيا له خمسة أغراض محددة في ذهنه متمثلة في الحصول على النفط الليبي، وضمان توسعة النفوذ الفرنسي في المنطقة، ورفع شعبية ساركوزي في فرنسا، وتأكيد قوته العسكرية، ووقف نفوذ القذافي في المستعمرات الفرنسية السابقة أو ما يعرف بـ “إفريقيا الناطقة بالفرنسية”.

تناول البريد أيضًا القلق الفرنسي من احتياطيات ليبيا التي تقدر بـ 143 طنا من الذهب، وكمية مماثلة من الفضة، وكذلك المخاوف من أن تتعارض هذه الكمية مع الفرنك الفرنسي الذي تعمل به عدة دول أفريقية حيث تعتقد فرنسا بأن القذافي كان يخطط لإطلاق عملة أفريقية أساسها هو الدينار الذهبي الليبي والقضاء على الفرنك الفرنسي.

ونقل البريد عن مصادر مطلعة على دراية بأن هناك خطة ليبية تتمثل في ضخ كمية من الذهب والفضة تقدر بأكثر من 7 مليارات دولار في هذا المشروع ولكنها اكتشفت من قبل ضباط المخابرات الفرنسية وكان هذا أحد العوامل التي أثرت على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لاتخاذ فرنسا قرار بالهجوم على ليبيا.

رغم أن هذا البريد الإلكتروني الداخلي يهدف إلى تلخيص العوامل المحفزة للقيادة في فرنسا والناتو للتدخل في ليبيا، ولكن المثير للاهتمام والملاحظ بأن إنقاذ أرواح المدنيين غاب بشكل واضح عن هذه المراسلات.

وبدلا من ذلك كانت المراسلات تتحدث عن مخاوف كبيرة تتحدث عن أن ليبيا قد تذهب بشمال أفريقيا إلى درجة عالية من الاستقلال الاقتصادي مع عملة أفريقية جديدة موحدة.

المخابرات الفرنسية “اكتشفت” الخطة الليبية التي كانت تهدف لخلق تنافس مع العملة الأوروبية عن طريق خلق بديل محلي وهنا كان لابد من تخريب هذه الخطة من خلال عدوان عسكري علي ليبيا.

في خضم الصراع الليبي انخرطت وزيرة الخارجية كلينتون مبكرًا في توجيه دعايات واتهامات للقذافي والجيش الليبي باستخدام الاغتصاب الجماعي كأداة للحرب وذلك بالرغم من أن عديد المنظمات الدولية، مثل منظمة العفو الدولية، فضحت بسرعة كذب هذه الادعاءات، ولكن استمر الساسة الغربيون ووسائل الإعلام العالمية في ترديد هذه الاتهامات دون تمحيص.

كانت وكأن هناك مؤامرة لإظهار القذافي وأنصاره وكأنهم وحوش وذلك لإيجاد مبرر لإطالة عمر التدخل العسكري الغربي لفترة طويلة في ليبيا، وقد اُعتبرت هذه الاتهامات وكأنها ذات مصداقية عن طريق نشرها وترديدها في شبكات الأخبار.

وبالعودة إلى رسائل هيلاري الأخيرة هناك مراسلة تتحدث عن ادعاءات بأن القذافي أمر بتوزيع “الفياجرا” على جنوده للقيام بعمليات اغتصاب جماعي، وكذلك الادعاء بأن النظام الليبي كان يجلب الجثث في مواقع قصف حلف شمال الاطلسي لإعطاء مظهر بأن قوات الناتو قامت بقصف المدنيين.

في أواخر مارس 2011 هناك بريد من  بلومنتال مرسل لهيلاري يقول فيه:

أنا أبلغت قبل أكثر من أسبوع على عدم صدق هذه القصة حول الفياجرا وجلب الجثث لمواقع القصف للادعاء بسقوط ضحايا من المدنيين نتيجة قصف الحلفاء ممّا يؤكد أنها كانت شائعة، ولكن الآن كما تعلمون، روبرت غيتس قد أعطى مصداقية لذلك.

ويواصل بلومنتال: تقول مصادري الآن بأن هذه مجرد شائعات لأن هذه المعلومات تأتي من جانب المتمردين وهي غير مؤكدة بشكل مستقل من قبل الاستخبارات الغربية، لا دليل على أن القذافي قد اعتمد سياسة الاغتصاب وحتى توزيع الفياجرا على القوات، هذه مجرد شائعات.

أما عن الحادث الذي وقع في المؤتمر الصحفي بطرابلس، حول إيمان العبيدي وهي امرأة تدعي بأنها اغتصبت من قبل رجال القذافي فأعتقد أنها كانت من ضمن حملة الإشاعات، ولكن سنسعى لمزيد من التأكيد عن الحادثة.

لم يكن غريبًا فقط بأن وزير الدفاع روبرت غيتس انخرط في حملة الترويج لنظرية الاغتصاب والجرائم الجنسية وذلك في مقابلته على قناة “سي بي اس نيوز” ولكن الأغرب بأن قصة توزيع الفياجرا والاغتصاب تصدرت عناوين الصحف الدولية، حتى أن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس قدمت تهمة رسمية ضد ليبيا أمام مجلس الأمن بالأمم المتحدة بالرغم من أنها قصة خيالية.

هذا البريد الإلكتروني الجديد يؤكد بأن وزارة الخارجية على بينة من زيف هذه الادعاءات وذلك بحسب تأكيدات بلومنتال التي وصفها بـ”الشائعات” التي تأتي فقط عن طريق المتمردين، وبالرغم من ذلك لم تفعل الوزارة شيئًا لوقف تدفق المعلومات الكاذبة إلى كبار المسؤولين الذين أعطوا “مصداقية ” لهذه الشائعات ومنهم روبرت غيتس على سبيل المثال.

كما يبدو، علاوة على ذلك، أن الفياجرا والاغتصابات الجماعية كانت كذبة وعلى الأرجح بدأت مع سيدني بلومنتال نفسه الذي نفاها في تقارير لاحقة.

المصدر