حسام مبارك/ استقبل الزميل الأستاذ جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة "الشرق" القطرية بمكتبه ، الرحالة الموريتاني سيد أحمد ولد أحمد، حيث قام بإهدائه درع الشرق تكريمًا له، وهنأ الرحالة الموريتاني رئيس التحرير بجائزة أبرز شخصية إعلامية رائدة في الوطن العربي، متمنيًا له دوام التوفيق، معربًا عن سعادته الكبيرة لحفاوة الاستقبال من رئيس التحرير متوجهًا له بخالص الشكر، وعبر ولد أحمد عن فرحته الشديدة بوصوله إلى دولة قطر، بعد رحلة طويلة استمرت من شمال إفريقيا لـ أوروبا وحتى غرب آسيا إلى الخليج، بسيارته القديمة التي تعود لسنة 1982 من طراز مرسيديس 200 دي، مؤكدًا أنه لم يغير أي شيء في سيارته خلال رحلته سوى الإطارات وزيت المحرك فقط.
نهضة عمرانية
وعبر ولد أحمد عن انبهاره الشديد بدولة قطر، التى تشهد نهضة عمرانية هائلة وتطورا كبيرا في مختلف المجالات، مبديًا إعجابه بالشعب القطري الذي وصفه بالطيبة والكرم، كما انه وجد حفاوة كبيرة من أبناء جلدته في الجالية الموريتانية، الذين سعدوا بزيارته للدوحة، حيث قام السفير الموريتاني بدعوته لزيارة الدوحة، واستضافه في منزله، وكرمه على الانجاز الذي حققه، بوصول أول سيارة موريتانية للخليج العربي عامةً وقطر خاصةً، كما دعاه السفير الاسباني إلى مقر السفارة، ليعبر له عن إعجابه بتجربته الفريدة، خاصةً وأن ولد أحمد هو أول عربي اسباني من أصول أندلسية، يقوم برحلة يطوف بها حول العالم، بسيارته الشخصية دون أي تجهيزات، ووصف ولد أحمد اللقاء بالسفيرالاسباني بالودي والحميم، حيث قام السفير الاسباني بأخذ صور تذكارية معه ومع سيارته.
رحلة مستمرة
وقال ولد أحمد إن رحلته لن تنتهي فهي مستمرة، ولن تقف عند أي حدود، موضحًا أنه كلما زار بلدًا دفعه فضوله للانتقال إلى البلد الجار، وقال الرحالة الموريتاني أنه يحمل معه في سفره رسالة الى العالم أجمع، وهي إرساء السلام ومحاربة التطرف والعنف، وأضاف أن تجربته في السفر علمته الصبر وتحمل المشقة للوصول إلى هدفه وغايته، والتي بدأها منذ عامين، وأكد ولد أحمد أن للسفر فوائد لا تُعد ولا تُحصى، وأهمها التعرف على الشعوب المختلفة والعادات والتقاليد وزيارة أشهر الدول وأقدم الحضارات.
البداية الحقيقية
وأوضح الرحال ولد أحمد أنه بدأ السفر والترحال، منذ عدة سنوات، وكانت الكشافة هي البداية الحقيقية، التي كانت تستهدف تنمية المجتمع، وتهذيب الأطفال في الشوارع الذين كانوا يعانون مشاكل أسرية، ومساعدتهم على اجتياز عقباتهم، ومساعدة دمجمهم في المجتمع من جديد، من خلال تعليمهم كل ما يجهلونه من حرف وأعمال ، وتشجيعهم على مواصلة الدراسة بمراحلها المختلفة، بالإضافة إلى محاربة العديد من العادات الخاطئة في المجتمع، لتأتي بعد ذلك فكرة السفر حول العالم، من خلال رحلة الأجداد لأداء مناسك فريضة الحج بالإبل، ليقرر السفر متخذًا نفس الخطوات التي كان يتخذها أجداده للوصول إلى مكة ومن ثم الطواف بالعالم أجمع، ولكن نظرا لما تمر به منطقة شمال إفريقيا من اضطرابات، قرر أن يغير طريقه بشكل نهائي، مع الحفاظ على هدفه الأساسي وهو أداء فريضة الحج، ليرتحل عبر أوروبا، حيث انتقل من موريتانيا للمغرب، ومن المغرب الى فرنسا، مرورًا بـ ايطاليا واليونان وتركيا، حتى وصل إلى إيران، مشيرا الى انه واجهته بعض المشاكل على الحدود الإيرانية، ومنها اتجه إلى جورجيا ومن ثم إلى أرمينيا وعاد إلى إيران مجددًا، ومن إيران إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ومن ثم إلى قطر.
تحديات وصعوبات
وقال ولد أحمد إنه واجه العديد من التحديات والصعوبات أثناء رحلته، الأمر الذي جعله يتأخر عن آداء فريضة الحج، خاصةً على حدود البلدين، وأكثر المواقف التي تأثر بها هو رؤيته بأم عينه، لمعاناة اللاجئين السوريين في تركيا أثناء وصولهم، داعيًا العرب والمسلمين للوقوف مع إخوانهم السوريين من اللاجئين في كل بقاع الأرض ومساعدتهم بقدر الامكان، فأحوالهم من سيء إلى أسوء.
وعن خططه المستقبلية بعد وصوله الى قطر، قال الرحال الموريتاني، إنه يخطط لزيارة المملكة العربية السعودية لأداء فريضة العمرة وزيارة بعض المدن القديمة، لينتقل بعد ذلك لزيارة جميع دول الخليج، لينتقل بعدها لزيارة القدس الشريف والصلاة في المسجد الأقصى الشريف، ليعاود بعدها استكمال رحلته وصولًا إلى موريتانيا ليستعد للقيام برحلة جديدة، وقال ولد أحمد إنه يخطط لكتابة جميع مذكراته، وجمعها في كتاب.