توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» أمس الإثنين أن تسجل إمدادات معروض النفط من الدول غير الأعضاء بوطا أكبر من المتوقع هذا العام، جراء انهيار أسعار الخام، بما سيعزز الطلب على نفط المنظمة.
وقالت «أوبك» في تقرير ان إمدادات المعروض من خارجها ستنخفض بواقع 660 ألف برميل يوميا في 2016 بقيادة الولايات المتحدة. وتوقعت المنظمة الشهر الماضي انخفاض المعروض من خارجها بواقع 380 ألف برميل يوميا.
وقالت المنظمة «التحليلات تشير إلى أن السوق سيقودها المعروض في 2016. سيكون أيضا العام الذي سيشهد بداية عملية إعادة التوازن.»
وسيؤدي هبوط الإمدادات من خارج «أوبك» إلى تقليص التخمة في المعروض، التي أدت إلى انهيار أسعار الخام إلى أقل من 28 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ 2003. ومما ساهم في المزيد من الهبوط تحويل «أوبك» لاستراتيجيتها في 2014 نحو الدفاع عن الحصة السوقية بدلا من دعم الأسعار.
وأدى هبوط الأسعار إلى بدء تباطؤ تطوير مصادر الإنتاج مرتفع التكلفة نسبيا، مثل إنتاج النفط الصخري الأمريكي. كما أجبر الشركات على تأجيل أو إلغاء مشروعات بمليارات الدولارات، وهو ما وضع بعضا من الإمدادات المستقبلية على المحك.
وفي حال صحت تلك التوقعات، فانها ستشكل نوعا من الانتصار لاستراتيجية «أوبك» بالاستمرار في إنتاج النفط بالمعدلات الحالية رغم انخفاض أسعاره الى ما دون 30 دولار للبرميل (مقارنة مع 114 دولارا في 2014) لحماية حصتها في السوق.
وافاد تقرير المنظمة ان «التحليلات تشير الى ان العام 2016 سيكون عام تحرك الامدادات».
واضاف «بعد سبع سنوات متتالية من النمو الهائل للإمدادات من الدول غير الاعضاء في المنظمة، فان العام 2016 سيشهد انخفاضا في إنتاجها لان تراجع الأسعار سيبدأ في التاثير بشكل كبير».
غير أن التقرير لا يتحدث عن أثر الإمدادات الناتجة عن رفع العقوبات الغربية عن إيران، التي قالت أمس انها ستزيد إنتاجها بواقع 500 ألف برميل يوميا، بما سيسد معظم الفراغ الذي ستتركه الدول غير الأعضاء في «أوبك».
وإلى الآن تقول «أوبك» انها ضخت كميات أقل في ديسمبر/كانون الأول بما يقلص فائض المعروض في السوق. وقال التقرير نقلا عن مصادر ثانوية إن إنتاج المنظمة، شاملا إندونيسيا بعد انضمامها لها من جديد، انخفض بواقع 210 آلاف برميل يوميا إلى 32.18 مليون برميل يوميا في ديسمبر.
ويشير التقرير إلى فائض في المعروض قدره 530 ألف برميل يوميا هذا العام إذا واصلت المنظمة الإنتاج بمعدلات ديسمبر، نزولا من 860 ألف برميل يوميا أشار إليها تقرير الشهر الماضي. وأبقت «أوبك» على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 دون تغير يذكر عند 1.26 مليون برميل يوميا، انخفاضا من 1.54 مليون برميل يوميا العام الماضي.