أفادت صحيفة "ميادين" أنها توصلت بمعلومات عن الشاب محمدن ولد صمبه ولد بوجي الذي قام بتهريب السجين السلفي السالك و لد الشيخ إلى خارج موريتانيا.
وحسب المعلومات التي تحصلت عليها الصحيفة فإن الشاب يدعى لأبيه صمبه ولد بوجي وامه بنتا، من مواليد مطلع التسعينات في حي "نتك" بمقاطعة الميناء، منحدر من مقاطعة كرمسين بولاية اترارزة.
تربى محمدن وترعرع في حي "نتك"، ولم يتقدم كثيرا في التعليم، ومن ثم شوهد مرات عدة وهو يتجول في "الوقفه التاليه" بالميناء يتسول من أجل توفير لقمة العيش لأسرته الضعيفة، والتي يعتبر هو أكبر أبنائها مع ثلاث اخوات وشقيقين، وفجأة تعرف على شابين من مواليد "الكبه" يقطنان بحي "البصرة" التابع لمقاطعة السبخة، أحدهما يدعى "يعقوب صولدا" والآخر يدعى " فرانكو مان"، وكان الثلاثة يتنقلون بين الازقة في المناطق الشعبية بمقاطعتي الميناء والسبخة في وضعية "أدينكات" يحضرون "السهرات" و"يدخنون" وإذا تصادف معهم أحد في الأزقة يحاصرونه ويسلبونه ما بحوزته، ومن ثم قرر الثلاثة الإلتحاق بـ"الدعاة"، وماهي إلا فترة قصيرة، حتى قرر يعقوب و"فرانكو" الإنسحاب من "العمل الدعوي" وسلكا طريقا آخر، ليبقى المعني منذ قرابة خمس سنوات يتظاهر بأنه مازال ضمن "الدعاة"، فيختفي تارة 15 يوما وأحيانا عشرة أيام، وفي بعض المرات إختفى ثلاثة أشهر، مدعيا أنه في مهمة "دعوية"، وكان الجيران يتحدثون عن تحول في حياة الشاب ويلاحظون تشدده، وقبل أشهر قليلة تزوج مع فتاة ليست من نفس الوسط الإجتماعي له، إلا أن الظاهر من وضعيتها أنها هي الاخرى منقبة.
المعلومات التي حصلت عليها صحيفة "ميادين"، تفيد بأن الشاب قام بالإتصال عبر هاتف والدته نفس اليوم الذي إختفى فيه لولد الشيخ في سجنه، وذلك دون علم الوالدة التي فوجئت بالرقم داخل هاتفها بعد ذلك، ومن ثم شوهد مساء نفس اليوم وهو يرتدي "بنطلونا" لأول مرة منذ بعض الوقت، حيث لم يكن يظهر في الحي السكني الذي يقطن فيه بـ"نتك" إلا في وضعية "الداعيةّ"، بعد أن قرر والده صمبه وشقيقه رمظان الإلتحاق بشاطئ الصيادين لبيع السمك، حيث كان يتردد عليهم من فترة لأخرى يساعدهما دون أن يكون منغمسا معهما بشكل كلي في المهنة التي قررا. وقد أفاد شهود عيان لصحيفة "ميادين"، بأن آخر مرة شوهد فيها كانت مساء نفس اليوم في تلك الوضعية، حيث كان يحمل على ظهره حقيبة صغيرة، ومن هناك إختفى عن الأنظار، ليفاجأ الجيران بتوقيف والدته وزوجته وشقيقه من طرف الشرطة الموريتانية، التي يبدو أنها توصلت بمعلومات منذ الساعات الأولى عن هوية الشاب الذي سهل العملية، حيث إقتادت شقيقه ذات يوم إلى المنزل، ومن هناك تمكن من الفرار، إلا أن الشرطة تمكنت من إلقاء القبض عليه في اليوم الموالي في شاطئ الصيادين، لتبدأ عملية مطاردة لمحمدن، حتى تمكنت من إلقاء القبض عليه في غينيا كوناكري، ومن هناك تم إحضاره رفقة السجين السلفي السالك ولد الشيخ. وقد سادت حالة من الحزن ليلة البارحة في منزل أسرته بحي "نتك"، بعد مشاهدتهم لإبنهم وهو ينزل مقيد اليدين من الطائرة الموريتانية بمطار نواكشوط.