أكد محمد الأمين ولد الشيخ، الوزير الناطق باسم الحكومة الموريتانية، أمس، أن الحكومة «لا تنوي خفض أسعار الوقود لأن خفض أسعار البترول في السوق العالمية تزامن هذه المرة مع هبوط كبير لأسعار المعادن كالحديد والذهب، التي تشكل أهم صادرات موريتانيا والتي تأثر الاقتصاد الموريتاني بخفضها تأثرا كبيرا».
وأوضح ولد الشيخ «أن دول الخليج زادت أسعار الوقود ورفعت جزئيا الدعم عن أسعاره».
ودافع الوزير، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، عن موقف الحكومة الموريتانية في هذا الصدد مؤكدا أن الحكومة الموريتانية «تدعم حاليا سعر الوقود بمبلغ 85 أوقية لكل لتر، كما أنها تدعم مادة الغاز المنزلي بسبعة مليارات أوقية سنويا». وأوضح الوزير أن «المستفيد من خفض أسعار الوقود ليس المواطنين العاديين بل أصحاب السيارات»، ولذا فالحكومة تركز، حسب قوله، «على دعم المواد الغذائية الأساسية التي يعتمد عليها السكان في معاشهم اليومي والتي توفرها الحكومة عبر «دكاكين أمل» ذات الأسعار المدعومة والمستقرة».
وقال إن الحكومة الموريتانية «زادت الرواتب عام 2015، كما أسس الرئيس الموريتاني صندوقا خاصا بدعم المسنين وأسر الشهداء والحمالين»، مبرزا «أن الحكومة الموريتانية لم تطبق أية إجراءات تقشفية كما فعلت حكومات أخرى».
وانتقد الوزير الموريتاني بشدة قياس أسعار المحروقات في موريتانيا على أسعارها في الدول المجاورة، مؤكدا أن «لكل بلد ظروفه وسياساته المالية والاقتصادية».
ولم يوقف المدونون الموريتانيون النشطاء في العاصمة نواكشوط لحد يوم أمس ضغوطهم على الحكومة لخفض أسعار الوقود، حيث استمروا عبر التغريدات والتدوينات في تغذية وسم (#ماني شاري غزوال)، كما نظموا وقفة مساء الأربعاء بمشاركة العشرات من الشباب من مختلف الأعمار والأطياف.
ولم تدفع هذه الاحتجاجات، التي بدأت قبل أسبوع، الحكومة الموريتانية على مراجعة أسعار الوقود الذي احتفظ في محطات الوقود بسعره ما قبل هبوط سعره العالم، وهو 384 أوقية للتر الديزل و401 أوقية لسعر البنزين (الدولار يساوي 339.14 أوقية).
وقابل المونون الموريتانيون تصريحات الوزير الناطق باسم الحكومة الموريتانية بكثير من الاحتجاج والسخرية.
وضمن عشرات التدوينات، التي أثارتها تصريحات الوزير، كتب المصطفى محمد مولود: «الوزير الناطق بسم حكومة أباطرة ومصاصي دماء الفقراء والمحرومين (الفقراء لا يتضررون من أسعار المحروقات )..الله عليك شاطر ما شاء لله هذه نظرية اقتصادية عجزت عنها عبقرية الإنسان القديم والحديث ودخلت أرقام (كينيس) ولو بطريقة غير مألوفة، كفانا نفاقا»، والعبارات كلها للمدون.
وكتب الناشط المعارض، محمد الأمين ولد الفاغ مدونا: «لم يفاجئني دفاع وزير الإعلام، ولد الشيخ، المستميت عن ارتفاع أسعار المحروقات واستخدامه لحجج واهية من قبيل أن الفقراء غير متضررين من ارتفاعها لأنهم لا يملكون سيارات، مع أنه سيخرج علينا بشحمه ولحمه مثمنا قرار خفض أسعارها اذا ما أقدمت عليه السلطة مستقبلا».
وأضاف: «لم أتفاجأ لسبب بسيط وهو الوزير ذاته كان يجول في قرى الترارزة لشرح فائدة العلاقات مع الكيان الصهيوني وتبريرها من الناحية الشرعية».
نواكشوط – «القدس العربي»