افتتحت اليوم في مدينة ورزازات فعاليات مهرجان ورززات الدولي للإعلام الالكتروني والذي حضرته وفود من مختلف الدول العربية ، وبعض الدول الأوربية، وقد تم افتتاح المهرجان بكلمة من محمد عالي العبادي المنسق العام للاتحاد الدولي للمواقع الالكترونية في شمال افريقيا والمغرب العربي الكبير، حيث أوضح الدور الذي يلعبه الاعلام الالكتروني اليوم، داعيا الي تفعيل مواثيق الشرف وتكثيف الدورات التدريبية حتي يتسنى للعاملين فيه التعامل مع الأحداث وعدم استغلالهم بشكل سيئ.
بدوره أوضحت فدوى بوظو مديرة المهرجان أن هذا المهرجان يعتبر الاول من نوعه، وهو يفتح فرصة لمناقشة التحديات التي يواجهها الاعلام، الذي أصبح يشكل هاجسا كبيرا للقائمين على الامن الوطني، من خلال الالتقاط السريع للأخبار والاعتماد على الإثارة دون أي اعتبار لآثارها على صعيد الواقع وعلى اللحمة الوطنية، راجية أن يكون هذا الملتقى فرصة لمناقشة التحديات ووضع حدود لها.
نص كلمة منسق الاتحاد الولي للمواقع ورئيس اتحاد المواقع الالكترونية
بِسْم الله الرحمن الرحيم
سيداتي سادتي
قبل أن أبدأ الحديث أنقل إليكم تحيات رئيس الاتحاد الدولي للمواقع الالكترونية الزميل وليد العريان الذي منعته ظروف قاهرة من المشاركة معكم في هذه التظاهرة الكبيرة، وإن ظل معنا طيلة التحضير لهذا المهرجان و في كل صغيرة وكبيرة منه.
أيها الحضور الكريم
باسم الاتحاد الدولي للمواقع الالكترونية يشرفنا الحضور معكم اليوم في افتتاح مهرجان ورزازات الدولي للإعلام الالكتروني ومشاركتكم إنعاش فعالياته، كما لا يفوتني قبل الدخول في الموضوع عن التعبير عن شكرنا وإعجابنا بما لمسناه من حفاوة وتكريم كنّا محلا له مُنْذ قدومنا إلى ورزازات التي فتحت لنا قلبها وكشفت لنا عن مكنوناتها، ففي طبيعتها الجميلة عشنا التاريخ بأبهى صوره، وعشنا الحاضر في أعمالها الفنيّة والثقافية التي أصبحت جزءا من التراث العالمي، فهنا يمتزج الحاضر بالماضي، ويصنع الحدث بكل تجلياته.
هذه المميزات التي هي أكبر ما ينشده الإعلامي في بحثه وجريه الدؤوب وراء الخبر ، وبالتالي فإننا لا نجانب الصواب إن قلنا إن هذا المهرجان كان الحدث المناسب في المكان المناسب.
سيداتي سادتي
مما لا شك فيه أن الاعلام أصبح اليوم الأداة الأكبر للتحكم والسيطرة لدى البعض، ففيه ترسم الاستراتيجيات الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
ويطرح التحدى بصورة أكبر بعد الطفرة النوعية التي شهدها الاعلام والمتمثلة في ظهور وسائل اتصال جديدة لا تعرف حدودا ولا حواجز حولت العالم إلى ما يشبه القرية الصغيرة الواحدة ومكنت كل شخص فيه من معرفة ما يجرى على بعد آلاف الاميال منه.
فلقد أصبح الاعلام عَصّب التطور في عصرنا الراهن شأنه شأن الزراعة والصناعة والثروات الباطنية وأصبح تطور المجتمع وازدهاره يعتمد على الثقافة الإعلامية بالدرجة الأولي ما جعل منه الاداة الأكثر تأثيرا سواء كان ذلك التأثير إيجابيا أم سلبيا.
ويأتي هذا المهرجان الذي يتخذ شعار "لا للارهاب .. نعم للتعايش السلمي، ليطرح قضية الاعلام الالكتروني وتحدياته بإلحاح، فسرعة التقاط المعلومة وانتشارها وسهولة طريقة النشر واختراقه لكافة الحدود، كلها عوامل جعلت الفرص تتكافأ أمام الجميع لاستغلال هذا النوع من الوسائط، التي يتساوى فيها الإرهابي مع غيره، وهي أمور دفعت إلى مناقشة هذا النوع من الاعلام الجديد والبحث فيه عن ضوابط وشروط مهنية تسمو به من الهواية الي الاحتراف، واستغلاله الاستغلال الأمثل ومنعه من أن يكون سلما يرتقيه الارهابيون وغيرهم لتدمير الأوطان وتعكير التعايش السلمي ما بين شعوبها ومحو الاختلاف الذي يعتبر تنوعا وثراء أوجده خالق السموات والأرض، حيث قال: "يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
تلك قيم يجب أن نخلدها ونسعى من خلال الوسائل والأدوات التي نمتلكها أن ندافع عنها خدمة لشعوبنا وأوطاننا ...
وقبل الختام لا يفوتني أن أشكر نادى ورززات ورئيسته الزميلة فدوى بوهو، على ما بذلته من جهد ووقت من أجل أن يتم هذا المهرجان ونلتقي جميعا على أديم هذه الأرض الجميلة، راجيا للجميع التوفيق وأن تكلل أعمالنا بالنجاح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته