كتب سيد أحمد ولد ابنيجاره: "الجزيرة".. و قصة أول انقلاب فاشل للإخوان المسلمين في موريتانيا!

اثنين, 2016-02-08 08:48

اختارت "الجزيرة" الضابط الموريتاني السابق صالح ولد حننا كشاهد على العصر، بالنظر إلى أنه قاد حسب روايتها محاولتين انقلابيتين فاشلتين في البلاد.

وأثار هذا الإختيار جدلا واسعا في أوساط الرأي العام، التي نظرت إلى الموضوع على أنه إخفاق جديد لـ "الجزيرة" في التسويق لتيار الإخوان المسلمين في موريتانيا، الذين نسج معهم صالح علاقات سرية أثناء التخطيط للمحاولة الإنقلابية الفاشلة 8-9 يونيو 2003.

ولعل أكثر ما يجعل المرء، يتأمل في سياق "شاهد على العصر" هذه المرة، أن الرائد صالح ولد حننا لم يشارك أبدا إلا في المحاولة الأخيرة، أما الأولى التي تم استدعاؤه فيها للتحقيق، ضمن مجموعة الضباط المتهمين بتدبيرها، فإن المصادر تتحدث عن اتهامه بمجرد إبداء موقف ضد قيادة الجيش وقتذاك، مما اعتبر في نظر الإستخبارات العسكرية، علاقة مفترضة له بالضباط الآخرين.

بعد فصل الرائد صالح ولد حننا من الجيش، اشتغل فترة من الزمن،سائق تاكسي، واضطر في مرحلة لاحقة، إلى الإتصال ببعض الضباط القوميين(ناصريين وبعثيين) وطرحت بينهم فكرة الإنقلاب ضد الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع.

كان الوضع السياسي وقتها يغلي، ولم يكن بإمكان الأحزاب السياسية، أمام تغول السلطة،أي قدرة على فرض التغيير.

كانت الأوضاع تسوء، ولم يسلم أي اتجاه سياسي من بطش نظام ولد الطايع، حتى الإخوان المسلمين الذين نموا في موريتانيا بفضل الأنظمة التي كانت تقرّبهم لضرب الحركات اليسارية، جاء الدور أخيرا عليهم وتم الزج بقياداتهم الروحية في السجن.

*****

لقد غالط صالح ولد حننا، الشعب الموريتاني وخان رفاقه، فقد قال في قناة "الجزيرة" بعد فراره من البلاد، وبعد فشل المحاولة الإنقلابية، أنه تحرك مع رفاقه لـ"التغيير" وبدا لاحقا أن تصريحاته تلك لم تكن إلا لدغدغة العواطف.  فقد كشفت الوقائع والأحداث بعد      ذلك أن هذا الضابط المطرود من الجيش، كان يعمل ضمن منظومة الإخوان التي كانت تسعى للإستيلاء على السلطة.

 حتى و هو الناصري السابق، طعن رفاقه من الناصريين والبعثيين الذين خططوا معه لإسقاط حكم ولد الطايع.

وقد تبين في المراحل التالية، أنه، كان ينسق اتصالاته مع رئيس حزب "تواصل" الإخواني محمد جميل منصور في بوركينافاسو بعد فرارهم إلى الخارج.

ويجدر بنا أمام تسويق "الجزيرة" المشبوه لـ "شاهد على العصر"، وبثها لأول حلقاته اليوم الأحد، أن نتساءل عن "شاهد" فرّ نهارا جهارا من العاصمة نواكشوط، تاركا خلفه رفاقه من الضباط وجنود الصف وهم يواجهون مصيرهم تحت قصف المدافع والدبابات!.

وعن أي شهادة يمكن لهذا الضابط أن يدلي بها لمشاهدي "الجزيرة" في بلده؟

*****

ومثلما قال أحدهم .. سنتابع مسرحية جديدة من مسرحيات "الجزيرة" التي تريد بها أن تخدّر وعي المشاهد العربي.. لتشغله عن واقعه وقضاياه المصيرية ومستقبله.

سنستمع إلى رواية "الإخوان" للأحداث، وهي رواية لا تمت للواقع بصلة، لأنهم - وكما يعرف جميع الموريتانيين - كانوا يتهيأون لاختطاف تضحيات ضباط وجنود امتلأت بهم السجون بعد ذلك..

ولأن فشل المحاولة بعد انكشاف خيوطها مبكرا، جعلها تصبح "عقدة" تطاردهم إلى الأبد.. وهم لا يعرفون كيف يتخلصون منها.

سنسمع جعجة ولكن لن نرى طحين.