ليس بالرجل مسٌّ من الجنون , وليس به عَتَهٌ ولا بَلَه , إنما هو رجل آلَا على نفسه ألَّا يدخل منزله منذ رحيل زوجته التي كانت الملاذ والحضن الدافئ له حين يعود متعبا مرهقا من عمله الطويل فتبادره بابتسامة تخفف عنه كل همومه وتمسح عنه غبار التعب والجهد.
القصة تقول : إنه في الحي الواقع خلف الحاكم في مقاطعة دار النعيم تعوّد السكان علي وجود المواطن سعد بوه ولد مولاي أمام باب منزله حيث يُحضر اليه ابناؤه وبناته الطعام وجميع طلباته وينام عند باب المنزل طوال الليل ويستظل بمنزله في وقت النهار وشدة الشمس , ورغم غرابة هذا التصرف واتهام صاحبه بالجنون الا ان "تقدمي نت" حصل عبر الجيران علي سبب تصرفه الغريب والفريد من نوعه , حيث يعمل سعد بوه في القطاع الخاص وخاصة بيع المنازل والقطع الأرضية وكانت حالته المادية ممتازة من خلالها شيد منزله في دار النعيم حيث كان متزوجا من قريبته خديجة وله ثمانية ابناء وبنات منها وقد تعرضت سنة 1996لحادث مؤلم حين كانت خارج المنزل لجلب ما يعرف محليا ب "باسي" فصدمتها سيارة مسرعة أدت لوفاتها فورا وبفعل الصدمة لم يدخل سعدبوه المنزل بعدها , رغم استمراره في العمل وجلب قوت أبنائه الذين تزوج العديد منهم وظل مصرا علي المرابطة الدائمة عند باب منزله مع مذياعه وتسبيحه رافضا جميع الطلبات والجهود التي طلبت منه دخول منزله مجددا , حيث استقبل طالبي الزواج من بناته عند مدخل الدار ليتعود الجميع في النهاية علي تصرفه العجيب هذا.