بعد مرور خمس سنوات على بداية "الثورة" التي عجّلت بسقوط "الزعيم"، ما زال تعقب أفراد قبيلته وملياراتها يغذي كل خيال. ماذا يفعلون ، وماذا يعرفون ، وخاصة أينهم؟.
ليبيا: ماذا تبقى من آل القذافي؟
مطاردة، وتسليم مطلوبين واعتقال أو إعدام مسؤولين، وبحث عن كنوز رائعة ، وتشكيل شبكات سرية، ومضاربة بشأن أسرار حارقة ، ومخابىء مزينة ، وزنازين مظلمة وملاجىء ذهبية: مغيب القذافي يذكرنا بقصة آل رومانوف و المسؤولين النازيين الفارين، وهي قصة ملونة بشخصية "الزعيم".
بعد خمس سنوات من اندلاع الثورة التي هزت الجماهيرية التي تَصورها العقيد ، لا تزال آثارها تغذي الأوهام. هل أقسم نيكولا ساركوزي على تدمير القذافي بسبب مساومته على التمويل السري في حملته الانتخابية الرئاسية لعام 2007؟ أحدث هذه الشائعات ، شائعة راجت في أوائل يناير كانون الثاني، أفادت أن التدخل الفرنسي في ليبيا عام 2011 جاء بسبب احتمال قيام طرابلس، بسك عملة افريقية كان من شأنها أن تنافس الفرنك الأفريقي CFA...
في غياهب سجنه في الزنتان، يرى البعض أن الابن المحبوب "للزعيم" سيف الإسلام يحمل من الأسرار ما يمكن أن يهز دولا. بالمقابل ، يرى آخرون، يدّعون أنهم مصادر عليمة ، أنه رمز "مصالحة وطنية حقيقية" محتملة لا تحتمل استبعاد معسكر القذافي.
شقيقه هانيبال، المغيب منذ عام 2011، استأثر باهتمام الصحف بعد التجاوزات التي مورست عليه في ديسمبر كانون الأول على يد فرقة للجيش اللبناني ، وذلك على وقع قضية غامضة تعود أطوارها إلى 1970.
عن حياة صفية ، أرملة "الزعيم"، وابنته عائشة، رشح القليل. ويُتصور أنهما تعيشان على قدر وافر من الفخامة وإقامات الدولة الجزائرية ، أمس في الجزائر العاصمة ووهران، واليوم في مسقط. هل لأن عائشة وفي غمرة غضبها على وفاة والدها عمدت إلى كسر صورة للرئيس بوتفليقة ، ما تسبب في قرار السلطات الجزائرية التخلص من ضيوفها "المحرجين"؟ صفية، من جانبها ، قد تكون في ورطة مالية كبيرة ، بعد التحفظ على حسابات الأسرة. ولكن أين هي المليارات وأطنان الذهب من غنائم القذافي ؟ ماذا تبقى لآل القذافي؟ ماذا يعرفون؟ ما يمكنهم فعلهم؟ وقبل ذلك: أين هم؟.