هذا هو الإنصاف، ولا داعي لما فوق هذا، أما حرمان الإماراتيين من رياضتهم العربية الأصيلة، ذات البعد التقليدي الطريف، تسليط الصقور على الحمام عندنا، وخاصة على طيرهم المفضل، طعما وصيدا وصحة في البدن، "لقطي" وغيرها من طيور صيدهم المفضلة، حيث قدرت الإمارات الوضع والموقف عندنا بشكل خاطئ، فسارعت بتهور وزارة الخارجية يوم الجمعة 20 رمضان 1435 الموافق 17 يوليو 2014، إلى تحذير مواطنيها أمنيا من الصيد في موريتانيا ضمن لائحة خمس دول، من بينها العراق، الجزائر، يقول الخبر بالحرف الواحد: "حذرت وزارة الخارجية الإماراتية مواطنيها من الصيد في خمس دول عربية، لأسباب تباينت بين التداعيات الأمنية والقانونية، وأوضحت عبر موقعها الرسمي، أن دولتين منهما تقعان في قارة آسيا وثلاث دول في إفريقيا، ودعت الخارجية الإماراتية المواطنين إلى عدم الصيد في كل من المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية الجزائر لمخالفة ذلك للقوانين والمراسيم المعمول بها في الدولتين، فيما حذرت الامارتيين من التوجه إلى ممارسة الصيد في موريتانيا وليبيا لعدم استقرارهما أمنيا، وأدرجت جمهورية العراق ضمن التحذيرات لتوتر الأوضاع السياسية إلى جانب الأمنية فيها" منقولا عن موقع 24 الالكتروني الإماراتي. ترى ما المصلحة في هذا التحذير الإماراتي، ووضع الحاجز بيننا معشر الموريتانيين وبعض الإخوة الذين يأتون إلى أرضنا، رغم بعض التحفظ من بعض تصرفاتهم في جانب الصيد مثلا، لأنه يضر في النهاية ببيئتنا، رغم بعض فوائد التواصل الاجتماعي والتبادلي؟. لقد دخلت الحكومة الإماراتية منذ بعض الوقت في نفق مظلم، كنت أراه واضحا يوم سلمتني يوم الأحد 30 نوفمبر 2008 من الوثبة إلى نواكشوط، ونزعت ملابسي قبل ذلك يوم الخميس، يوم دخولي سجن "الوثبة" تمهيدا للتسليم، وذلك عند بوابة السجن في اليوم الموافق 19 نوفمبر2008، آه... ما أجرأكم على عداء الضعفاء المظلومين واستهدافهم بغير كفاية من الأدلة. ثم تجرأت على جمع من المظلومين المنقلب على سلطتهم الشرعية في قلب القاهرة يوم 3 يوليو2013، فأيدت وصببت المال صبا، احتياطا لعرشك، والخطاب هنا للنظام الإماراتي، وبقية العروش الوراثية، غير المنتخبة طبعا، المبنية على التوارث وعدم استشارة الشعوب الخليجية في إدارة شأنها العمومي، سواء في شقه السياسي أو المالي الحساس، وكما هو معروف المال عصب الحياة، فقصرته هذه الأنظمة المستبدة على أسرها القليلة العدد، الكثيرة الأخطاء، المحدودة النفع على الأمة عموما، بالمقارنة مع كثرة فرصها الاستيراتجية والمالية، وأولها وجود الكعبة المشرفة المباركة وما وهبه الله من مال ومعادن متجددة لعباده في الجزيرة وغيرها، ولغيركم فيه من المسلمين والإنسانية جمعاء حق معلوم شرعا وعقلا وطبعا، قال تعالى التزاما بعدم هيمنة الفقر في هذه الأرض المباركة، الجزيرة العربية، وأرض الحجاز خاصة، "وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم". وقد وظف هذا المال أحيانا عبر التاريخ المعاصر، في غير محله كثيرا، حيث لم يمنع البعض من دعم الأنظمة الفاسدة الانقلابية، التي يحسبون أنه بانتشار نموذجها، على غرار أملاكهم الفاسدة المستبدة المستحوذة، سيتوقف الربيع العربي، غير أن رغبة الشعوب أقوى وأمضى إرادة وحسما في النهاية، بما فيها تلك الشعوب الخليجية الأسيرة، أشد الأسر والكبت والظلم. لقد كان تصرف الإماراتيين ضدي، وضد أهل رابعة والنهضة، وتشجيع تسليمي ظلما وعدوانا إلى نظام وقتها متحكم فيه عدوي الآفل بوعماتو، سواء بسواء، إلا أن حالة القتل، كانت واقعية مع التمثيل ضدي إخواني المصريين الشهداء، في رابعة والنهضة ورمسيس ومسجد الفتح، ومن قبل ذلك مقر الحرس الجمهوري، فجرا، وأما حالتي فلم يكن مستبعدا، التخلص مني على رغبة بوعماتو، الذي زار السجن يوم الاحد 30 نوفمبر2008، قبل حلول الطائرة ليلا، وأوصى النقيب إسماعيل ولد اجيد أن يجعلني في غرفة مغلقة إنفرادية "سلور"، واستشار ولد الجيد، ولد بوبو وقتها كان مسير السجن، إلا أنه لم يوافق خصوصا أن الوكيل اتصل صباحا يسأل عني، وقالوا هو مع ولد الطايع سيد أحمد، الضابط المسجون، وقتها على ذمة تهمة صلة بملف المخدرات، ولولا شفاعة ومتابعة ولد القيلاني سرا، الذي له صلة روحية بأهل اعبيدن، بسبب رؤيا رأتها والدته من قبيلة لعب "الكبلوية"، في مكان من "اترارزة" لا يتسنى فيه معرفة اسم جدي "اباهنين" على الأرجح، فرأت في الرؤيا أنه رجل صالح، وسمت عليه ولدها الأكبر الأكبر للسيد، وسمى هو عليه أحد أبنائه، آه، آه.... القدرة تكلؤنا معشر أبناء الصالحين، وخصوصا إن اقتفينا طريق آباتنا بالعمل الصالح وحده، ليتعزز الأمر، بعد أن كان أبوها صالحا، فكانت من نتائج هذه الرؤيا، سلامتي من الزنزانة ولو مؤقتا، رغم إني أدخلت فيها لاحقا، ساعات قاسية إلى أقصى حد، قبل أن أخرج إلى السجن العادي، وما أدريك ما السجن العادي. لقد أعطاني عدوى فرصة مجانية، للتدرب على المتاعب ومختلف صنوف العنت والأذى، تمهيدا للحاق شهيدا بإخواني الغراويين الشهداء إن شاء الله. لقد علمتني الحياة أن العاقبة أحلى، والأمور بخواتمها وما أفضل من حسن الخاتمة بالشهادة إن شاء الله. كل هذه المخاطر السابقة الذكر، كانت بسبب تسليمي من طرف الإماراتيين بعد أن لجأت إليهم، وإلى الله من قبلهم طبعا، هروبا من خطر الاغتيال، لأن عدوى وقتها كان طليق اليد في نواكشوط، في أن يفعل ما يشاء، فتنة واختبارا، والله يمهل ولا يهمل، وخبير بليغ في تدبيره العجيب المحير للألباب، حكمة وحسن مخرج ورفقا ورحمة، وحين يأخذ الطواغيت، لا ينفعهم آمنت وتبت، في آخر لحظة الغرغرة عند الموت. وتعاونوا جميعا على تسليمي، عند تمكنهم مني، وخصوصا عندما التقى الجمع في تونس، بوعماتو وكريم واد وأحد أبناء زايد، مالك موانئ كثيرة في العالم، وكان يرغب في شراء ميناء الصداقة في نواكشوط، إلا أن الموريتانيين في سنة 2007، اعتذروا وتحفظوا، لأسباب يطول ذكرها في هذا المقام، وفي جلسة استجمام في أحد فنادق تونس الخضراء، طلب كريم واد من صاحبه الأمير الإماراتي النافذ، وهو أحد أبناء زايد، وصاحب ثروة وجاه عريض في بلده الأول الإمارات، أقول طلب منه كريم واد، أن يسعف محمد ولد بوعماتو، في طلب تسليم ولد اعبيدن، رغم أنه وصل بكامل أوراقه، من الناحية الشكلية القانونية والبروتوكولية، عبر الطرق الدبلوماسية، من انتربول نواكشوط إلى انتربول أبوظبي، ولم يحل ببساطة إلى انتربول دبي ويشرع في تنفيذه، حيث أقيم، إلا بعد ضغط الوساطة الغالية المذكورة، وعند حراك الملف، ربما بعد اتصال هاتفي باسمي الشخصي، المحفوظ صاحبه من ربه، كرما وتفضلا، وليس لعملي دور في هذه العناية الربانية المركزة. فبمجرد دخول فلان بن زايد، صاحب الموانئ وهو معروف تحرك الملف بصورة فورية إلى أقصى حد، ولكنهم يلزمهم لتنفيذ الأمر المرور بمحاكمهم طبعا، حتى يمرر الموضوع تمريرا بحجة أنني صاحب ملف جنائي، وليس صحفي، طلبته دولته فسلم لها، فما في الأمر ، يا بسطاء موريتانيا والإمارات وغيرها. لا، ليس الأمر كذلك طبعا. لقد كان تسليمي فضيحة وجريمة دولية. أتسلمون رجلا مسلما يلجأ إليكم كسير الجناح مظلوما، ثم تسلمونه بعد إهانته، أشد وأبلغ أنواع الإهانة، وتضعون في يديه الحديد من الوثبة إلى دبي، ثم تسلمونه لنظام استبدادي جائر أطاح بابن عمه، والمنطق القبلي الضيق حاضر في أراضي الأعراب الأجلاف، عندنا وعندكم إلى يوم يبعثون، ثم تحسبون الأمر هينا، وتثنون عليه بتزكية انقلاب على رئيس شرعي، مؤمن عزز الكفاح الفلسطيني بهدنة مشرفة، أيام حكمه، وجاءت هذه الأيام الغزاوية الدامية، لتثبت الفرق البديهي بين مرسي الإخواني المؤمن الصلب الصادق، وبين سيسيكم، لأم مغربية يهودية وخاله كان إلى وقت قريب في الكنيست الاسرائيلي، ثم جاءت الأحداث تترى، تسيل دما ودمعا، في ساحات الصراع بين الحق والباطل العلماني العسكري والمدني، وأنتم في المقابل –تشجيعا- لذبح المسلمين العزل في تلك الساحات الشريفة التاريخية الرمضانية، وبخاصة رابعة والنهضة ومسجد الفتح، ومن قبله واقعة الحرس الجمهوري وقت صلاة الصبح، أقول تصبون المال صبا، وتحسبون الأمر عند الله هينا، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وهو عظيم، عظيم، عظيم....عند الله، وعند عباده الذين ينهون عن المنكر بحكمة ويأمرون بالمعروف بلطف وصرامة حسب الاقتضاء، ولا يسكتون عن الحق مطلقا قال صلى الله عليه وسلم: "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، أي أبكم، منعقد اللسان عن قول الحق، لا يستطيعه. أقول في هذا السياق تعزز الموقف ضد النظام الإماراتي، وليس ضد شعب الإماراتي النبيل المسلم الأسير، الواقع بين فكي الهجرة الزائدة والضياع في الخليط الهاجم المتزايد عددا وطلبا للقمة العيش، ومن جهة ثانية تحت ضغط وتوجيه نظام استبدادي فاسد أسري، ينظر لكل الأمور من زاوية مصلحته الضيقة بالدرجة الأولى، وليس من أجل مصلحة الإماراتيين المسلمين والعالم الإسلامي أجمع. لقد خسر النظام الإماراتي وده عندي، بسبب ظلمه لي شخصيا، والذي لا يعوضه ما لديكم من مال فتنتم به، ولو جمعتم ما عندكم منه وما كتب لكم في أزله، رزقا قدريا، معلوما ومخبوءا، فهذا لا يعوض عندي وضع الملابس قهرا، تحت ضغط شرطي مجوسي نيبالي، شغلتموه عندكم في أخس وأحقر وظيفة، تعرية الرجال، أمام أجنبي، عقيدة وقومية، بحجة التأكد من عدم حمل ممنوعات ومحظورات سجنكم البغيض الكريه المظلم، الذي يضج بالسكاري وأهل المخدرات وأهل السوء من مختلف مشارب الدنيا، وما لقيت فيه من أصحاب الرأي أحدا، لا لأنهم غير موجودين، ولكنهم ربما معزولون في سجون أخرى أظلم وأعتى، خاصة إخوان الإمارات، التي ستكون بأيديهم يوما قريبا إن شاء الله، مع الخير للإماراتيين جميعا من مختلف المشارب، ولابد للمهاجرين المسلمين من نصيب معروف في الحكم الجديد، وإلا فإن الخليج سينفجر كونوا واقعيين قبل فوات الأوان، ولعله –أي هذا الانفجار- قد بات وشيكا، بسبب ظلمكم الرهيب، الذي ذقته عيانا نهارا زوالا، يوم الخميس 19-11-2008، وليس من رأى كمن سمع. ابشروا ستطردون من الحكم أذلاء خانعين، بدون ملابس ومفضوح الملفات القذرة في الدنيا والآخرة، ولا تفزعوا الإماراتيين صيادي البراري البرءاء غالبا، رغم بعض التصرفات المهينة لشعبنا، مثل الزواج من موريتانيات والذهاب دون الاعتراف بالمولود، وربما شاركت نساؤنا في هذا المنحى أحيانا، طمعا زائدا، رغم وقوع الأمر في سياق وحجة الحلال، مثل ما يقع أكثر منه مع شنقيطيات شوهن سمعة البلاد تشويها واسعا، لا نكاد نملك رده، لا حول ولا قوة إلا بالله. وأعني بهذا التلاعب، بعض السعوديين ببناتنا ونسائنا في قلب مكة وبجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة. فعلا من قبل بعض السعوديين الانتهازيين، لفقر بعض الموريتانيات المتسكعات، فلا المرأة الشنقيطية حفظت مصلحتها بهروبها عن الخناء وابتعادها عن هذا المستنقع، ولا بعض السعوديين اعترف بما تزداد به نساؤنا من أشباه اللقطاء، رغم وقوع الأمر أيضا في سياق غير موثق طبعا. ومع البراري والصيد الإماراتي، يختلط أحيانا دم الطيور المصطادة بعرض بعض نسائنا في الخلاء، دون رقيب إلا الله، تحت ضغط وتاثير المال الخليجي الوافد، الذي أفسد بعض صحافتنا، فأصبحت لا تنطق بمجرد سماع كلمة "زايد". ما "زايد" إلا رجل صالح منفق شهم له وعليه، لكنه خلف من بعده خلف أبتعد عن نهج زايد وزايدوا على زايد، ويطلبون منا بمجرد حضور بعض رموزنا الإعلاميين والسياسيين والقضاة ربما، أن يختاروا طريق التجسس والنميمة بالأخبار الكاذبة والصادقة والملفقة أحيانا على السواء، ليسلموا ويغنموا غنيمة مسمومة، يحكمون بها من أذيالهم أبد الدهر، وإلا سلموا وأهينوا ومنعوا من دخول الإمارات، على غرار منع الداعية المبارك الجسور في الله يوسف القرضاوي الاخواني، الذي سمي وهو صغير يوسف العالم. الإماراتيون باختصار مرحبا بكم، وما قالت وزارة الخارجية غير دقيق، فالتيار الإسلامي التواصلي وغيره قوي في هذا البلد، لكنه مسالم بالمطلق، وإن استهدف أحدا -ولو باللفظ- فلن يستهدف مسلما أحرى عربيا مسلم، والأمر سواء، وما وقع في السابق، ضد بعض الأهداف الرسمية أوالأجنبية، لا يعنيكم رغم شناعته ورفضنا له، معشر الموريتانيين على وجه الإجماع. أما ما نسب لوزارة الخارجية، عبر ربط الجزء المحدود النادر بالكل، والقياس مع وجود الفارق، فقد لا نسمح لأنفسنا بمقاطعتكم وعدم زيارة أرضكم، رغم أن نظامكم يوما قد ظلمنا في قضية ورط فيها، وبعد أحداث مصر، كنانة الله في أرضه، التي لا نعتبرها شأنا ثنائيا، مصريا-إماراتيا، بقدر ما نعتبره موقف سعودي إماراتي مخزي، تبنته الأنظمة في كلا الدولتين، ولا صلة له بالحج والعمرة، ولا صلة له بالشعوب الخليجية المسلمة الغالية البريئة طبعا، فهي تحت الأسر والقهر. وما كان لوزارة خارجية الإمارات، أن تضع هذا الحاجز بيننا وبين الشعب الإماراتي الغالي والدولة الإماراتية، ومنافعها الجمة، فالدولة والشعب غير النظام، بالمفهوم الأسري الاستبدادي الضيق، الذي يهدد الآن مصالح الدولة الإماراتية، ويهددها بالنسف والزوال التام، تحت تأثير الهزات الارتدادية للظلم، من خلال التسليم المقزز، (الحالة اليتيمة) من دولة عربية إلى أخرى، وتزكية القتل في مصر، فالموضوع دم حرام ونفس مهددة بالقتل والتصفية، لولا أن تداركني الله بحفظ عينه التي لا تنام، إنه هو الحي القيوم. اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، أجل ليس الدم المصري المزهوق، بتشجيع من المال الإماراتي والسعودي والكويتي، بالأمر الهين القابل للنسيان، وليس ذلك القتل الحرام، أمرا مصريا خليجيا، بين مصر والدول المذكورة، وإنما هو مظلمة سياسية إماراتية سعودية كويتية لا تغتفر. والشعوب براء، أقولها مجددا، نعم للشعب الإماراتي وبقية الشعوب كلها، ولا لأخطاء النظام الإماراتي وبقية تخبطات بقية أنظمة الاستبداد والاستحواذ، بما في ذلك نظامنا القائم، المماثل لأنظمتكم، في الكثير من المواصفات والمزايا" فهل من مدكر؟. "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" والإماراتيون يشغلون دولتهم، مثلنا، رغم الظلم الذي لا انفكاك منه تقريبا، فما ينبغي أن يمس كل هذا التعاون الموريتاني الخليجي، وبوجه خاص التعاون الموريتاني مع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الشقيقة، فلتتسع صدورنا وصحافتنا فحسب لخلافاتنا، ففيها تنفس ونشر للصراخ المشروع الملح والمظالم المتعددة، دون المساس بمصالح الشعوب والدول، وأما الأنظمة فغير، وخلاف ذلك. اللهم أنت القائل: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم" من سورة النساء وأنت أعلم بسائر أخلاق ملوك المسلمين وغيرهم، وهم في بعض الوصف سواء، لعلهم أحيانا أي الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة قومها أذلة، على لسان بلقيس، إقرارا منك سبحانك وتعاليت، لهذه الصفة العجيبة، التي ستبقى دائما، سببا لثورة المستضعفين، المسحوقين، ولو بسبب بسيط أحيانا، حسب تصور الملوك الذين ينفذون الظلم ويغفلون، عن ألغام أخطر من الظلم نفسه، وهي دائمة الانفجار والانشطار في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية بن عباس: "الظلم ظلمات يوم القيامة". وقال تعالى: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"،وللتذكير صدر أمر تسليمي بصورة رسمية، بعد مشوار المحاكمات المحلية في الإمارات للنظر في طلب الانتربول الموريتاني والإماراتي الموافق على التسليم طبعا، بعد الضغوط والوساطات العالية المستوى المشار إليها سابقا، أقول صدر المرسوم الأميري بهذا الشأن من طرف حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، معززا ببعض التفصيل وموقعا من طرفه شخصيا، وسننشره صورة من هذا المرسوم الأميري الصادر في نوفمبر 2008، وسنرى التاريخ بالتحديد والمحتوى، بعد أن تتمكنوا معي من مطالعة ذلك المرسوم الأميري، الطويل القصة في الدنيا والآخرة. وبعدها رميت في السجن الإماراتي عشرة أيام حسوما قبل التسليم، وجاء وفد التسليم الأمني من موريتانيا، وهو برئاسة المفوض القاسم وعضوية الشرطي ديدي. وعاملوني بطريقة لبقة، يتضح من خلالها إحساسهم بعمق مأساتي النفسية، وكنت طليق اليدين، بعد أن خرجت صباحا كالأسد من قفص ضيق، زنزانة في مطار دبي، وصليت الصبح، وأشار إلى المفوض القاسم، جزاه الله خيرا، أن ملابسي لا تصلح للسفر، فبدلتها على عجل، غير المقاس كان ضيق جدا، واضطروا لإعارة دراعة "شك" قصيرة، من أحد الركاب الموريتانيين على متن الطائرة، التونسية، المتوجهة إلى تونس العاصمة، محطة انترابول الوحيدة في الرحلة، وأصبت بصداع شديد كاد يقتلني، وكان ديدي "يمرس" لي رأسي بعطف، قال لي ديدي: "كان عوض السفر معتبرا والتذاكر قطعت لي ورفيقي على نفقة "أرويز" الآفلة النجم، وكان ودودا، لنا معه مصاهرة، غير أن الرجال يفضلون مصالحهم الخاصة على المبادئ الباهتة في تصورهم، والتي أرهقتني كثيرا إلى حد قريب من الموت وما أنا بنادم، كلما تذكرت رحلتي من دبي إلى تونس، ثم إلى نواكشوط ثم إلى السجن مباشرة، وسط حضور أهلي وإعلامي مكثف، استغربت وتأملت طويلا، لأنني لا أستحق هذا الإشهار المجاني، الذي منحني أعدائي بسبب مقال ما سطر بلغة الجزم، وإنما بعدم التأكيد، قلت حينها، إنها معلومات غير مؤكدة وفي المقابل لا يمكن نفيها في المقال المنشور في العدد 242 في شهر مايو2007 من جريدة "الأقصى" ولم أوقعه باسمي شخصيا، رغم أنني كتبته حرفا بحرف، أقول لم يكن هذا المقال بهذا الحجم من الخطورة، حيث كتب بأسلوب إخباري، تعليقا على حادثة طائرة 1 مايو2007 بانواذيبو، التي حملت -على ما يبدو- للعالم والإمارات وموريتانيا بوجه خاص الكثير من المفاجآت في الحاضر والمستقبل المنتظر. على كل حال الظلم عاقبته وخيمة، أما كان الأجدر بي أن أحاكم على ضوء قانون الصحافة بدل التكييف التعسفي للتهمة من القذف إلى البلاغ الكاذب المفبرك، من قبل القاضي اسماعيل، بعد أن قبل صمبو محمد لحبيب، إعادة فتح المجال للنظر في التكييف المناسب للتهمة المكبرة، ثم جاء سند القضاة الآخرين المعروفين القلة، الذين رضوا لأنفسهم خزي الدنيا وعذاب الآخرة، قاضيان في النار وقاضي في الجنة، وما أمر سليمان جارا بمجهول من رد الغرامة بعد العفو الرئاسي،وهو التصرف الأحمق الأخرق الذي لم يثبت -قانونيا- بشكل سليم الغرامة الخيالية علي 300 مليون أوقية، وإنما هي وهمية لصالح من ظلمني ولد بوعماتو، وما أمر سليمان جارا برشيد. عزز الحكم علي، وغرمني بعد عفو رئاسي، يفترض أن لا يبقى بعده إلا نسخة واحدة من الملف للأرشفة فحسب. وغدا عند ربكم ستعلمون، جزاء صنيعتكم ، قال لي أحد المحامين العارفين بهذا الملف، وكان ضمن اللعبة القذرة يوما، فتاب توبة مقبولة، عند الله إن شاء الله: "عبد الفتاح لقد أنفقت رشاوى دسمة كبيرة، لتوريطك الكامل". أقول اختصارا، سننشر المرسوم في العدد المقبل يوم الاثنين 21-7-2014 في عدد يومية الأقصى المرتقب، بإذن الله، وكل رمضان وأنتم طيبون ولا تنسوا التأهب لليلة القدر، فهي متوقعة في كل ليالي العشر الأواخر، وفي أوتارها بشكل خاص، وفي ليلة السابع والعشرين بشكل راجح على رأي بعض الصحابة، وعليهم سار أغلب عامة المسلمين، خصوصا في العصور المتأخرة، وفيها تصبح الشمس أقل حدة في ضوئها، وكذا وكذا، مما سنأتي عليه لاحقا وتفصيلا، لكن هذا الجو الرمضاني التراحمي الجميل السمح سبحان الله، لم يستطع كتم بعض النفوس "الحرة" عن إخراج بعض زفرات "الظلم". ألا ترون معي أن الظلم شديد الوقع على النفس البشرية عموما، وخصوصا إذا تعلق الأمر بآدراري حاد الطبع وحيد عند والدته، ما ألف غير التدليل، فاستيقظ في سنة تزيد على الأربعين على كل أنواع السياط المعنوية على يديه وروحه الكارهة للأغلال والقيود، سواء كانت معنوية أو مادية. اللهم انتقم، اللهم قد وضعت في طبيعي هذا الرفض الصارم العميق للظلم، والاستهداف لأسباب كثيرة، فلا تمكن أعدائي مني، وأرهم مني يوما عبوسا قنطريرا في الدنيا والآخرة، وما ذلك على الله بعزيز.
عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة "الأقصى"