سيكون من سوء حظ موريتانيا أن تنعقد "القمة العربية" المقبلة على أراضيها، هذا الأمر لا يلقي المسؤولية التاريخية عنا كعرب للدفع بالإرتفاء بأداء الجامعة العربية لتعبّر بحق عن طموحاتتنا، ولكن لأن القدر شاء أن يتهرب الذين أغرقوا البلاد العربية في لعبتهم القذرة ببث الفوضى والحروب، فهاهم يتداورون عن استضافة قمة كان بعضهم يتسابق إلى استضافتها في مناسبة وغير مناسبة.
لقد أصابت الديبلوماسية المغربية، برفضها استضافة المغرب "القمة العربية" هذا العام، أما موريتانيا فيؤسفني أن أقول إن القرار ليس بيدها.. وربما يصدق فيها القول "مكره أخاك لا بطل"..
لكن ما أخشاه أن تتحول هذه القمة إلى مناسبة جديدة لتفجير الوضع العربي وزيادة الشرخ بين أقطاره و أن تكون موريتانيا مجرد "كبش فداء" لمخططات المتآمرين على الأمة العربية.
*****
المسألة الثانية، أرجو من السياسيين وخاصة "الصفاكه" الكف قدر الإمكان عن الإشادة بدبلوماسيتنا التي وجدت نفسها أمام "سلة مهملات" فاعتبرتها "هدية من السماء".. إن أفضل موقف لداعمي النظام أن يدعوا الله من أجل أن تعبر موريتانيا مفترق هذه القمة دون زلازل، و أن تتضافر جهود الموريتانيين (موالاة ومعارضة) لتقديم صورة إيجابية في العلاقات مع أشقائنا العرب، انطلاقا من الإحترام المتبادل.
إن موريتانيا التي اختارت الحياد الإيجابي خارج المحاور الإقليمية والدولية، تجد نفسها اليوم في منعطف ديبلوماسي خطير، فالقمة المقبلة ستحمل معها مساوئ الوضع العربي وصراعات أنظمته، وأكثر من ذلك نتائج المرحلة الأصعب من هذا الصراع.