ظاهرة التبول في شوارع العاصمة تؤرق الجميع

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
أحد, 2016-02-28 06:45

ظاهرة التبول في الشارع ظاهرة يتفق الجميع على بداوتها وانتمائها لتاريخ سحيق لا يجد أغلب من حدثناهم عن الظاهرة مبررا مقنعا لاستمرارها في شوارع وأزقة عاصمة البلد.

 

سلوك بدوي

تعود الموريتاني الحل والترحال لمطاردة الماء والكلإ في حياة متغيرة تتميز بإختفاء الحدود والثوابت وفوضية الخيارات، فالسكن خيمة مفتوحة الأبواب، والمحيط كثبان ناعمة فسيحة تخفي كل مادفن فيها ولا يظهر له أثر، ومن هنا فقضاء الحاجة كان يقع في البراري والكثبان الرملية، لكون هاجس الرحيل يطمئن البدوي ويفتح أمامه الخيارات ويحول دون اتخاذ مراحيض لعدم الاستقرار في مكان واحد.

 

غياب الحس المدني

وبعد تأسيس البلاد وتسمية العاصمة نواكشوط وفد السكان إليها حاملين معهم طريقة العيش نفسها ليصطدموا بواقع المدنية بخياراته المحدودة وطفرته العمرانية، فانتشرت في طرق العاصمة وأزقتها الروائح الكريهة، أمر لم تسلم منه حتى الأماكن المقدسة (المساجد)، فلاتكاد تسير في طريق إلا واجهك أحدهم وهو يجمع ثيابه ليجلس ويقضي حاجته، ويمارس هذا الأسلوب بشتى الطرق؛ فبعضهم يقصد السيارات ليختفي بجانبها وآخرون بقصدون الجدران وأحيانا حافات الشارع العام المعد لمرور السيارات، ويقول الباحثون الاجتماعيون إن "ثمة خصوصية موريتانية في ممارسة هذه الظاهرة من قبل الجنسَين، باعتبارأن ممارستها ليست محصورة في الرجال على الرغم من أنهم أغلبية، حيث تطالعك نسوة وقد اخترن أن يقضين حاجتهن في العراء، بالإضافة إلى أن بعض سكان الأحياء العشوائية لا يملكون مراحيض ويلجأون إلى الشارع لقضاء حاجاتهم".

 

جهود فردية وجماعية

وتلاقيك في كثير من طرق العاصمة عبارة مكتوبة على الجدران ممنوع البول هنا وأحيانا يغلظون العبارة فيلعنون كل من تبول في ذلك المكان، غير أن هذه اللافتات تبقى جهودا فردية بحسب من تحدثوا لنا من أصحابها، وقد تمت ملاحظة حملة مؤخرا أطلقت يقال إنها حملة تنظيف واسعة لمحيط مسجد الجامع الكبير بنواكشوط (مسجد السعودية)، وتميز حسب منظميه بتعاطي كبير من طرف نشطاء المجتمع المدني حيث شارك فيه كتاب ومدونون ومتطوعون آخرون.

ويقول القائمون عليه إن هذه الحملة هي الجزء الأول ومن المنتظر أن يستمر هذا النشاط الخيري ويشمل أكثر من مسجد بل حتى الشوارع العمومية وفق تعبير أحد المشرفين على العملية​.

ويبقى السؤال المطروح هل ستساهم هذه الجهود في اختفاء هذه الظاهرة أم أن الروائح الكريهة والمنظر المشين سيستمر بعض الوقت؟