كلُّ ماء العالمِ لا يمكنهُ
إطفائي..
بينَ كسيح الإصباح الماحي،
وثبوتِ الإمساءِ..
هل أرى في آخر الدمعة..
“رموش جوّ قلب”..
أو عاصفة من حشدِ “الياء”..
أو “الطاء” وجرح “النونٍ” في “الحاء”؟..
أما شغفٌ بالواردينَ حمامها…
تخاطبهُ إلا، وتمتاحهُ الذرى…
على غير ذكرى تحملُ الغيمَ للقرى
إلى شغفٍ في رحيل المزارِ..
وأقسمتُ بالقمر المتواري..
لغبار ثيابي في القارورة.. طعمُ أغنية..
لغةٌ في لغةٍ..
جسر في جسر..
أدعية في أدعية،
مسبحة في مسبحة،
عالقةٌ في عالقة،،
عاشقةٌ في مملحة،،،
وعاشق عالق في ملح عاشقة،،،
وللكلابِ وما توحي..
مدائنها..
“أوحى لكّ القمرُ المحكيّ طائرها”،
تمرّدتْ عفةُ الظلّ..
فأوّلها،،
مشعوذونَ.. على أنّ المدى انفردا..
أفشى الصعاليكُ شعرا في ضفائرها،،
قالَ الجواسيسُ.. “إنّ الليلَ والعُقدَا”..
والجوّ أعزبُ لا ريحٌ لرائحة..
لا قربَ إلا لمنْ أضحى لها “عددا”..
وعفة الظلّ..
بالجرْعة اعترفتْ..
وحولها، من جموع الحشدِ ما حُشدا..
بجيدها ضاعَ ظلُّ الظلّ مرتشفا،،
نغمَ البراري.. وعزْفا للذي وُئدا..
قدْ وثّق التهمة الحمراءَ في دمها..
ودمعها…. إثمُ منْ أوصى بها الجسدا..
يا أيها الناسُ أفشوا الشعْر بينكمُ،،
لا يذكرُ الظل أنّ المنشدين صدى..
يا واثقَ التهمةِ
روّعتَها.. جملا..
لوّنْ بها أفقا… بشرْ بها أحدا..
تمردتْ عفةُ الظل الأخيرِ ضحى
فقيلَ يا “فلك غيضي”.. أولَ الفرحِ..
وأبحري.. “تيرسٌ” في كل زوبعة
وعفة الظل في زنزانة الشبحِ..
وحينَ أشرقَ ضوء النار أخرجها
سَجّانُ قيس، لصحو في ذرى الوشح..
أدنى إلى مقلتيها عيْن مشنقةِ..
وقال للموت: “غطّي غابتيْ مرحِ”..
“تعاكظ” اللحظُ عن أردافها أفقا،،
و”باسقات الأسى”، لم تخل منْ بلحِ..
وهكذا يُشهدونَ الناسَ أنّ لهمْ
من عفةِ الظلّ معنى الخمرِ للقدحِ.
وعادَ بها صارخٌ.. حائرُ..
هل الحرفُ “لا” هوّ “لا”..
أتفرجُ عن نفسها “لا”
هِي حرفٌ عربيٌّ..
ويسْألني الفجرُ عن وتر ما تخللهُ “واترُ”..
وكيْفَ ينامُ الصهيلُ
وتستيقظُ الخطواتُ بأقدامها..
على سفر للذينَ تغنى بآثارهمْ شاعرُ..
ويسألني الفجرُ عني…
ويوقظُ حولي الصدى والطلولا..
فأخبرهُ أنّ للنخْـلِ من سرنا..
ما لأنثى تعتّـبْتُ من ناهديها الحقولا..
وأنيّ ودعتُ في عفّة الظل:
عطرَ البلاد
وروح العباد،
ويتم الرماد..
وكنتُ حفيّا/ وفيّا..
وكنتُ نبيّا لكل اللواتي نَسيْنَ الصهيلا..
فللكحل/ والتل،
للتل/ والحل،
للحل/ والظل،
للظل/ والخل،
للخل/ والغـلّ…
آهٍ..
من “الصخر” “للصفر”
سجادةُ للوترْ..
والبحرُ من عينيكِ أوّلَهُ الشراعُ..
فترمل الرملُ /اليراعُ..
ما منْ مرايا.. للصبايا..
ما منْ مرايا.. للثقوب سواها..
وعلى وجعِ البخور، تشابهَ القصصُ الأخيرُ..
نخالة الريح، التي ما من بساط.. تحتها.. ذَكَرَ المطايا/ والسبابا..
“بوحٌ إلى نوح”..
هنا النخل/ الرمالُ/ هنا السباخُ/ هنا التلالُ/ هنا الوهادُ/ هنا المهاد/ هنا السوادُ/ هنا عبادُ الله… من يسقي بذور النوم في جفن الرحيلِ..
وهنا ظلال النارِ
بين الماء والأمعاءِ..
كل القرونِ.. رفضْن أسمائي بلا أشلاء..
فإذا دخلتُ إلى البحار.. وشرّفَ الموتى نشيدَ الداء..
أويتُ إشراقَ الخفوتِ.. مُردّدا:
الكحلُ للعنقاءِ.
نواكشوط في: 1 فبراير 2016