صدر منذ أيام كتاب "المرشد الوجيز إلى قراءات الذكر العزيز" لمؤلفه الأستاذ القارئ محمدُّ سالم ابن جدُّ، وتسلمته المكتبات التي تتولى توزيعه على الراغبين في اقتنائه.
يقول المؤلف في المقدمة: "تمثل مادة هذا الكتاب خلاصات دروس قدمتها إلى طلاب أصبحت غالبيتهم - بحمد الله- نخبة وطاقات علمية، فضلا من الله لا بجهدي القاصر. فقد عهدت إلي إدارة إحدى المؤسسات العلمية سنة 1993 بمشروع تكوين قراء بالسبع المتواترة، وتركت لي رسم منهج التدريس الذي ارتأيت حينها أن يكون قائما على ست قواعد:
1. الاختصار دون إخلال؛ بحيث تقدم المعلومات مركزة مرتبة في كلمات معدودة.
2. تقديم كل قراءة بمفردها بصرف النظر عن البواقي؛ خلافا لما هو مألوف من تقديم ما في الكلمات القرآنية من القراءات دفعة واحدة.
3. جمع النظائر تيسيرا على المتلقي وكسبا للوقت، وتحقيقا للنقطة الأولى.
4. إبراز الخصائص؛ لأنني رأيت ما اختصت به كل قراءة (أو رواية) بمثابة ملامحها المميزة، ولما لذلك من تنبيه للمتلقي بحيث لا يورد الخصائص لغير من اختص بِها.
5. التفصيل في الأصل، واعتماد رواية قالون عن نافع – رحمهما الله- معيارا في الفرش؛ بحيث أبرز ما خالفها وأحيل إليها فيما لم أذكره.
6. توزيع كل قراءة إلى ثلاثة أقسام متمايزة هي الأصل والفرش والخصائص، ونادرا ما يرد في الأخير غير ما سبق ذكره في الأولين، لأن القصد إبراز الملامح وقصرها على محلها".
أما مقدمة الطبعة الأولى فهي بقلم الأستاذ القارئ محمد عبد الله الملقب خادِّيل بن محمد عبد الرحمن مدير إذاعة القرآن الكريم. وفيها يقول:
"ولعل أفضل من يؤلف في علوم القرآن هو من أتقن – بالإضافة إليها- اللغة وعلم البيان، وفهم مكنوناتها وصَحِبها في كل مكان.
وكتاب المرشد الوجيز إلى قراءات الذكر العزيز لشيخنا وأستاذنا محمدُّ سالم ابن جدُّ – حفظه الله تعالى- خير برهان على ذلك.
فقد سلك فيه المؤلف، كعادته في مؤلفاته – وما أكثرها- منهجا جديدا، فميز علوم المقرأ بعضها عن بعض حتى بدت واضحة للمتلقي الذي صار يقرأ على عجل في عصر السرعة.
ولعل أهم ما ميز هذا العمل المبارك هو:
1. عرض القراءات متفرقة (كل على حدة).
2. الاختصار غير المخل.
3. جمع النظائر. وهي إضافة جديدة إلى مؤلفات المقارئ؛ فقد كان جمع النظائر قاصرا على الفقه.
4. إبراز خصائص كل قراءة أو رواية.
5. جدولة ما قد يشكل على القارئ، كالزوائد والإدغام الكبير.
فجاء هذا الكتاب كما قال الشاعر:
ورصعت فيه الدر حتى تركته ** يضيء بلا شمس ويسري بلا قمرْ
فعيناه سحر والجبين مهند ** ولله در الرمش والجيد والحوَرْ.
فطوبى لطلاب العلم بِهذا الكتاب الذي ازدانت به المكتبة القرآنية".