على أطراف مدينة الدمام، المدينة الحالمة في شرق السعودية، وبالقرب من أكبر مخزون للنفط في العالم، يقع مركز جنرال إلكتريك للصناعة وتكنولوجيا الطاقة (جمتك) على مساحة تصل إلى 130 ألف قدم مربع، والذي يعد واحدا من أكثر المجمعات الصناعية أهمية في تصنيع وإصلاح وصيانة توربينات الغاز التي تستخدم لإنتاج الكهرباء..
يدور حوار في المعمل بين العاملين وبين المكائن الضخمة، حيث لا صوت يعلو على صوت تلك المكائن داخل ذلك المجمع، وتحتاج لوضع «سدادة» أذن ولبس نظارات واقية لحمايتك من أي مضاعفات لعمليات الصيانة، التي تعد روتينية في مثل هذه المجمعات الصناعية..
وتقف على أحد أطراف المجمع امرأة سعودية تحاكي وتتابع أحد التوربينات الضخمة، فيما تقف أخرى لتتابع سير ذلك التوربين في مراحل الصيانة، ويعد وجود المهندسات السعوديات أمرا لافتا داخل هذا المجمع الصناعي الضخم، في وقت كانت فيه هذه المهن خلال الفترات السابقة حكرا على الرجال فقط.
المهندسة جمانة فؤاد «مهندسة جودة»، وهي إحدى المنتسبات إلى برامج إعداد القادة في المجال الهندسي والصناعي وضمن التزام جنرال إلكتريك السعودية بزيادة نسبة توظيف المرأة في منشآتها المختلفة في المملكة، تتضمن وظيفتها متابعة العمل، وفقا لمعايير الشركة العالمية، وذلك لضمان تتبع الإجراءات الصحيحة داخل المجمع، والعمل مع نظرائها للتأكد من متابعة العمل في الزمان والمكان الصحيحين.
لم يكن وجود جمانة غريبا في المعمل لانخراطها في وظيفة مهندسة في هذا المجمع، بقدر غرابة وصولها إلى هذا المكان الذي تقول إنها واجهت تحديات كبيرة حتى وصلت إليه في هذه الوظيفة، حيث قالت «كان حلمي دراسة الطب بعد تخرجي في المرحلة الثانوية، لكن لظروف ما، لم أستطع الالتحاق بالطب، فقررت الدخول إلى عالم الهندسة، وواجهت في بداية اتخاذ القرار عدم تقبل من الأهل، لصعوبة القطاع وصعوبة وجود وظيفة به للمرأة، لكن توقعت أن يشهد هذا القطاع تغيرا بعد تخرجي في الجامعة».
وأضافت «اخترت إدارة الهندسة، وذهبت للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، وتخرجت في إحدى جامعاتها، خلال ثلاث سنوات ونصف السنة، وبعدها ذهبت للتقديم على الوظائف غير المتعارف عليها، وقدمت في شركة أرامكو».
وأكدت أنها سعت للبحث عن شركات مختلفة، وقالت «تلقيت اتصالا من شركة جنرال إلكتريك، ووافقت على الالتحاق بالشركة بعد العرض الوظيفي الذي وجدته مناسبا لي».
من ناحيته قال المهندس هشام البهكلي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك» في المملكة العربية السعودية والبحرين «نحرص على اكتشاف المواهب السعودية الواعدة، وتعزيز الوعي لا سيما بين الطالبات حول الفرص المهنية المتنوعة التي توفرها الشركة في المملكة، ونحن نؤكد التزامنا الجاد والمستمر بتطوير الموارد البشرية النسائية في السعودية وتوفير فرص تدريبية مثمرة للشباب السعودي بشكل عام».
وتنفذ «جنرال إلكتريك» شراكة مع جامعات مختلفة في السعودية مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وغيرها للتعاون على تنفيذ برامج متخصصة للطلاب، حيث قامت الشركة بتوفير فرص للعمل التدريبي لأربع خريجات من «جامعة عفت» في قطاع الطاقة والمياه، حيث انضمت ثلاث منهن إلى «مركز جنرال إلكتريك للتصنيع وتكنولوجيا الطاقة» في الدمام، في حين انضمت الخريجة الرابعة إلى وحدة أعمال خدمات توليد الطاقة في جدة، كما تم استقطاب مهندسة سعودية عبر مشاركة «جنرال إلكتريك» في يوم المهنة بـ«جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية»، وستتدرب مع «جنرال إلكتريك للنفط والغاز» ضمن مركز جنرال إلكتريك للابتكار لمدة ثلاثة أشهر.
وينتظر أن يكون مركز جنرال إلكتريك في الدمام (جمتك)، الأول من نوعه في المنطقة الذي يبدأ بتصنيع أحدث التوربينات محليا وتصديرها، بحسب ما أعلنته الشركة الأميركية العملاقة، وهو ما يفتح المجال لتوظيف المزيد من الكوادر البشرية الرجالية والنسائية على حد سواء.
وتشهد السعودية نموا في عمل المرأة، إذ تؤكد وزارة العمل أنها اتخذت مجموعة من الإجراءات والمبادرات التي من شأنها المساهمة في رفع معدلات التوظيف في القطاع الخاص، من خلال توفير المزيد من الفرص للباحثات عن العمل من الإناث، حيث أتاحت فرص ومجالات التوظيف للمرأة السعودية في النشاط التجاري والصناعي.
وقالت الوزارة «إن عدد العاملات في القطاع الخاص شهد نموا ملحوظا من 48.406 موظفات في عام 2009، إلى ما يقارب مائة ألف موظفة في عام 2011، ثم ما يزيد على 200 ألف في ديسمبر (كانون الأول) 2012، حتى وصل إلى 400 ألف موظفة في عام 2013»، وفقا للكتاب الإحصائي لوزارة العمل السعودية.
من جهتها، تعمل زهرة الخليفة في وظيفة مهندسة بمجمع جنرال إلكتريك، حيث درست الهندسة أيضا في الولايات المتحدة الأميركية، تخصص هندسة بترول، وهو تخصص اختاره لها والدها، وقالت زهرة «جنرال إلكتريك منحتني الفرصة للانخراط في العمل، في ظل تخوّف الكثير من الشركات التي قدّمت عليها قبل الالتحاق بالوظيفة، وهو ما يكمن في توظيف امرأة بوظيفة مهندسة».
وأضافت «التحقت بالوظيفة في جنرال إلكتريك، وساهمت البيئة الموجودة في تطوير مهاراتي للعمل بالتدقيق في مهام الإدارات التي يتطلبها العمل في المجمع، حيث أعمل على التدقيق في التشخيص لإصلاح التوربينات، كما أتابع صحة سير العمليات داخل المجمع في مرحلتين من مراحل الصيانة».
ويوفر مركز جنرال إلكتريك في شرق السعودية خدمات وتقنيات محلية متخصصة لعملاء الشركة في البلاد، ويعد إنجازا استثنائيا كما تصفه الشركة الأميركية، وتشير إلى أنه يمثل عمق التزامها تجاه السعودية على المدى الطويل، حيث يلبي المركز متطلبات عملاء الشركة في السعودية على المدى الطويل كالشركة السعودية للكهرباء وأرامكو السعودية، ومرافق، وسابك وغيرها، وكذلك يسهم المركز في تطوير الإمكانات التقنية اللازمة لدعم تطوير البنية التحتية لقطاع الطاقة الذي يشهد نموا متسارعا، وبالتالي ترسيخ مكانة السعودية كمحور للتميز التكنولوجي على مستوى القطاع في العالم.
وقدم المركز خلال العام الأول خدماته لـ450 توربينا غازيا، علما بأن «جنرال إلكتريك» تعزز قدرة المملكة على توليد الطاقة عبر أكثر من 500 توربين غازي نصبت في مواقع مختلفة، كما قدم المركز خدماته لصالح 50 من العملاء في السعودية ومختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، ويعكس هذا الإنجاز أهمية الدور الذي يلعبه المركز في مساعدة العملاء المحليين والعالميين في تعزيز الكفاءات التشغيلية عبر تقنيات وخدمات متخصصة ومبتكرة.
وتؤكد جمانة فؤاد أنها وجدت نفسها في وظيفتها بجنرال إلكتريك، وأضافت «وظيفتي تجعلني أمارس ما تعلمته في الجامعة، وهذا يعطي إحساسا جميلا، حيث ساهمت الشركة في منحي الخبرة اللازمة من خلال برنامج تدريبي لتغطية بعض الاحتياجات العملية في العمل، وتتمثل وظيفتي في متابعة الجودة، والتأكد من ضمان سير العمل بالشكل الصحيح، ومساعدة الآخرين في بعض التفاصيل المهمة التي أتولاها فيما يتعلق بصيانة التوربينات».
وتابعت «هناك تأثير للوظيفة على حياتي الاجتماعية، ولكن في نفس الوقت هناك إيجابيات لها، حيث ساهمت بشكل كبير في اكتساب الخبرة حتى على مستوى الحياة الشخصية، والتعامل مع الزميلات والزملاء، وكيفية حل المشكلات في المهمة الممنوحة لنا، كل ذلك يسهم في تطوير حياة الشخص وتعاطيه مع مختلف الجوانب في الحياة».
وزادت «كان هناك تخوف في بداية الوظيفة كفتاة تتجه للعمل في معمل صناعي ضخم، وخوف من الأهل على الصحة ومن بيئة العمل، التي لم تكن واضحة وليس لها تجارب كبيرة، لكن (جنرال إلكتريك) استطاعت أن تبني لنا ثقافة، فكل واحد منا يجب أن يركز على عمله، وهو ما أسهم في توفير البيئة الحقيقية الصالحة للعمل».
وتسعى زهرة لاحتراف مهنة الهندسة، وتتطلع إلى أن تسهم هذه المهنة في تطوير حياتها، وقالت «أهلي وأصحابي فخورون بوجودي هنا كمهندسة، ولدي دعم معنوي بشكل كبير، ولم يكن هناك أي تأثير سلبي، حيث ساهمت الوظيفة بشكل إيجابي في ترتيب حياتي الشخصية».
وأضافت «أتمنى أن تتجه الفتيات السعوديات إلى قطاع الهندسة، حيث إن هناك مجالا كبيرا لهن في هذا القطاع»، في حين تشير جمانة إلى أن العمل في تخصص كالهندسة يعد فرصة كبيرة للفتاة، وقد يكون أفضل من قطاعات أخرى - على حد وصفها - إذ تؤكد «لا توجد صعوبات في بيئة العمل كتلك الموجودة في قطاع الطب، وبالعكس قد تكون ساعات العمل أفضل، حيث لا توجد ساعات عمل متفاوتة، وإنما هو وقت واحد للعمل فقط».
وبينت جمانة «أتطلع أن أكون مديرة للمركز، ولكن هذا يحتاج إلى بناء المهارات والمفاهيم التي تحتاج إليها تلك الوظيفة، من خلال متابعة كل شيء في هذا المركز، وذلك يساعدني عندما أشغل منصب المدير في أن أكون ملمة بكل شيء».
ودعت جمانة الطالبات اللاتي يتطلعن للدخول إلى عالم الهندسة لعدم الخوف من الوظيفة، حيث إنها مثل أي وظيفة أخرى، تسهم في تطوير مهارات الشخص وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال كفاءة الكوادر الوطنية.
ويتضمن المركز خطط توسع في تكنولوجيا التصنيع وتوسيع قدراته، لتشمل تعزيز قدرات الإصلاح والصيانة، وعمليات الضغط والنفخ، ومركز تصنيع توربينات الغاز الثقيلة، ومركز البحوث والتنمية والإصلاح، كما يسعى لإيجاد وظائف هندسية جديدة والمزيد من الفرص للشركات المحلية.
كما يدعم المركز تدريب الطالبات السعوديات من خلال التطبيق العملي لهن في المركز، حيث إن هناك عددا من طلبات جامعة عفت مقبلات من مدينة جدة في غرب البلاد، يعملن على تطبيق برنامج أعدته شركة جنرال إلكتريك للمهندسات السعوديات المستجدات، حيث تقول سارة الحارثي «أنا طالبة هندسة كهرباء وحاسبات في السنة الدراسية الأخيرة، وأتدرب في جنرال إلكتريك كمهندسة في قسم الطاقة، وتخرجت في الثانوية وكانت رغبة والدتي أن أكون طبيبة».
وتضيف سارة «كنت متفوقة في الرياضيات والفيزياء وهذه جميعها عوامل تساعد على التوجه نحو قطاع الهندسة، وكانت الجامعة قد فتحت كلية للهندسة، حيث بدت لي فرصة لدراسة الهندسة وتحقيق حلمي».
وزادت «من هنا اكتشفت نفسي ومهاراتي في تخصص الهندسة، واستطعت بناء مهاراتي القيادية والتقنية والكثير خلال السنوات الأربع في الجامعة، تدربت في شركتين في السابق والآن (جنرال إلكتريك) هي الشركة الثالثة التي أتدرب فيها، حيث إن البيئة ساهمت بشكل كبير في تقبل وجود امرأة مهندسة داخل معمل ومركز ضخم».
وبيّنت سارة أن هناك شركات ترفض فكرة وجود مهندسة سعودية، وشركات ترحب بوجودها لوجود هذا الأمر في ثقافتها، وأضافت «إن ما شجعني على الاستمرار والنجاح هو مساندة عائلتي، الذين ساعدوني بشكل كبير في اختيار طريقي، وآمنت بقراري، وفي الوقت الحالي لاحظت عائلتي اهتمام الشركات بنا كمهندسات».
وتعتزم «جنرال إلكتريك» بناء مركز للتميز في الهندسة، وسيسعى المركز لطرح الابتكارات المختلفة، حيث سيركز على القضايا التي تعد مهمة للشركات في المملكة.
وعملت الشركة على إنشاء برنامج مشترك مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، يهدف إلى تدريب ما يصل إلى 100 من المتدربين والمهنيين في السعودية بشكل سنوي، وحتى الآن درّب المركز 250 سعوديا وانضموا لمركز جنرال إلكتريك في المنطقة الشرقية.
كما يوجد برنامج تدريبي لمدة سنتين يتخرج منه 150 طالبا سنويا، ويسعى المركز لإنشاء خط لتخريج المواهب السعودية ذات المهارات العالية لعمليات المركز، كما يتضمن خططا للتوسع في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال سلسلة التوريد المحلية.
وبالعودة إلى سارة الحارثي «التي تقول كل إنسان يخلق بمهارات وصفات معينة، والتخصص هو من يجعلك تكتشف هذه المهارات، وأعتقد أني وجدت نفسي في هذا المجال، وأتمنى أن أكون من صاحبات المبادرة في تشجيع السعوديات للعمل في قطاع الهندسة وإيجاد الجيل الجديد من المهندسات السعوديات في كبرى الشركات الوطنية والعالمية».
في حين تشير حنين محمد وهي طالبة هندسة وحاسب آلي، إلى أنه قبل اختيارها لقطاع الهندسة كان هناك تخوف من التخصص، وكان هناك دعم ومعارضة لشغل وظيفة الهندسة، حيث أغلب المعارضين لدخولي هذا القطاع كانت معارضتهم هي عدم وجود وظيفة للمهندسات، وقالت «تغيرت نظرتهم نحو قيمة الوظيفة، وذلك بعد أن مارستها عن قرب، فتحولت المعارضة إلى تشجيع من قبل الأهل».
وتؤكد وزارة العمل أن تعدد تحديات عمل المرأة مؤشر يدل على ضرورة إعطاء هذه التحديات الأولوية من خلال منظومة وزارة العمل والمؤسسات الأخرى في الدولة كالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وصندوق تنمية الموارد البشرية والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وتبني استراتيجية لمواجهة هذا التحدي من خلال استعراض التحديات التي تواجه مشاركة المرأة في التنمية الوطنية مع المهتمين بعمل المرأة وخلق آليات للتواصل، بهدف إيجاد حلول واقعية لإتاحة فرص أوسع لعمل المرأة.
إضافة إلى اعتبار أهمية إيجاد التوازن المناسب بين بيت المرأة وعملها وزيادة حجم مشاركة المرأة في شتى قطاعات العمل، وتهيئة المناخ المناسب للمرأة العاملة من خلال سن الأنظمة واللوائح التي تساعدها على القيام بدورها التنموي، وتصميم وتطوير برامج لخلق وتطوير فرص التوظيف في مختلف الأنشطة الاقتصادية.
كما تضع الوزارة موضوع برامج متعددة للتوظيف كأحد الحلول لمواجهة التحديات، من خلال آليات للعمل «الجزئي، عن بعد»، وبرامج لمعالجة التحديات، والتنسيق مع الوزارات المختلفة لتذليل أي تحديات تواجه توظيف المرأة أو استثماراتها، وتؤكد الوزارة أن دعم القطاع الخاص لتوظيف المرأة، يعد مطلبا وطنيا واقتصاديا وتنمويا.
وتسعى وزارة العمل إلى إيجاد الحلول للعاطلات عن طريق فتح مجالات عمل مناسبة للمرأة السعودية وتوطين العمل النسائي ودعم الاقتصادي الوطني، إضافة إلى أن وزارة العمل ترى أحقية المرأة في العمل في كل المجالات التي تتناسب مع المرأة بشرط توفر بيئة العمل المناسبة.
وقالت درة المنصور وهي طالبة من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، من قسم علوم الحاسب الآلي، إن دعم الأهل مهم، وتوفير البيئة الصالحة للعمل هي أحد الأسباب التي تساعد على عمل المرأة، وإن وجود الطالبة والمرأة في مثل هذه الشركات العالمية يسهم بشكل كبير في تزايد خبراتها الوظيفية، في الوقت الذي تؤكد أنها تعلمت الشيء الكثير من تجربتها الوظيفية في شركة جنرال إلكتريك.
وتتوقع المنصور أن يكون مستقبل العمل في الوظائف التي توفرها الشركات العالمية زاهرا للمرأة السعودية، في الوقت الذي تؤكد فيه أنها تسعى للالتحاق بالوظيفية، وقد تكون مبادرة لدعم المرأة في المملكة وشغلها لوظائف جديدة، وتدعو الطالبات الجدد لأخذ خطوة التدريب في كبرى الشركات العاملة لاكتساب الخبرة التي ستنعكس على المرأة بشكل خاص وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام.
ايلاف