في كلمته القصيرة عقب تكريمه في ختام دورة مهرجان القاهرة السينمائي الـ 38، تحدث يحيى الفخراني عن آخر مكالمة هاتفية جمعته بالراحل محمود عبدالعزيز، والتي أخبره فيها أن هناك مسلسلاً عرض عليه من أجل القيام ببطولته، ولكنه يرى أن عبدالعزيز هو الأنسب له، لذلك طالبه بالعودة وتقديم العمل.
روح قد يراها البعض واجبة بين الأصدقاء، خاصة أن الفخراني قال إن الراحل كان بمثابة الصديق العزيز، إلا أن المنافسة في الوسط الفني تخفي أكثر من ذلك، وتتعدد الطرق المشروعة وغير المشروعة من أجل الوصول إلى القمة والانفراد بها.
الناقد الفني طارق الشناوي تحدث لـ “العربية.نت” عن كواليس الصراع بين عدد من كبار النجوم على مدار السنوات الماضية، والذي رأى فيه أن كل الوسائل كانت مشروعة.
أم كلثوم تخشى سمّ منيرة المهدية
الشناوي أشار إلى أنه كانت هناك معارك حادة بين منيرة المهدية وأم كلثوم وصلت إلى حد هتك الأعراض، حينما تقوم منيرة المهدية بدفع البعض للحديث عن أم كلثوم بشكل غير لائق لدفعها للاعتزال والعودة إلى بلدها، خاصة أن التنافس بين الثنائي كان على أشده.
إلا أن الأمر كان لابد له أن ينتهي في يوم من الأيام، بعدما زارت أم كلثوم منيرة المهدية في منزلها قبل رحيل منيرة بسنوات قليلة، وذكرت وقتها أم كلثوم أن منيرة المهدية أصرت على أن تشرب هي أولا من مشروب أم كلثوم، حتى تطمئن الأخيرة أنها لم تدس لها السم، وهو أمر كان يحدث في هذه السنوات، وصار هذا المشهد معروفاً في الأفلام القديمة.
وتطرق الشناوي إلى صراع آخر جمع بين يوسف وهبي وروزاليوسف، مشيرا إلى أن مجلة “روزاليوسف” كان من بين أهدافها مهاجمة يوسف وهبي، كما أن روزاليوسف تزوجت زكي طليمات، الذي يعتبر هو ويوسف وهبي على طرفي النقيض.
كمال الشناوي يهاجم فتى مصر الأول
كل زمان يشهد صراعه الخاص، والدور هذه المرة كان على خلاف أنور وجدي مع كمال الشناوي، فالأخير كان في بداية طريقه، بينما وجدي هو فتى مصر الأول، لكن ما أثار الصراع، كان إجابة أنور وجدي على سؤال حول رأيه في أداء كمال الشناوي، فقال إنه لا يعجبه كما أنه لا يمتلك الحضور.
وقتها خرج كمال الشناوي ليعبر عن اندهاشه من كون فتى مصر الأول يمتلك “كرشا” وأخذ يهاجم أنور وجدي، وهو ما قال عنه طارق الشناوي إن كمال الشناوي أخبره أن أنور وجدي تحدث إليه وطالبه بالحديث عنه كيفما شاء، ولكن عليه ألا يتحدث عن “الكرش” مجدداً.
وأخبره أنور وجدي أنه كان في بداياته لا يستطيع الحصول على الطعام، فكان يشتري “قرص طعمية” ويتناوله على وجبتين، لذلك بعدما نجح في مجال الفن كان سعيدا بالحصول على الطعام، وهو ما جعله سعيداً بظهور “الكرش” الذي كان دليلا على الثراء.
العندليب في مواجهة كوكب الشرق
ومن بين الأمثلة الشهيرة في هذا الصدد، ما حدث بين العندليب عبد الحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم، بعدما تعمدت الأخيرة أن تطيل في الغناء نكاية في عبد الحليم، الذي سخر منها بعدما صعد إلى المسرح.
الشناوي أكد أنه رغم تواجد صورة بعد هذا الخلاف للعندليب وهو يقبل يد أم كلثوم، إلا أن الصراع ظل متواجدا، والدليل على هذا ما قدمته أم كلثوم من دعم كبير لهاني شاكر الذي كان في بداية مشواره، وكانت تطلب من شادية أن تصطحبه معها في حفلاتها، كما أوصت الملحن خالد الأمير أن يمنح هاني شاكر أغنية مميزة، فقدم له أغنية “كده برضوا يا قمر” عام 1971 وهي الأغنية التي حققت نجاحا كبيرا للغاية.
وأكد الشناوي أن منافسة عادل إمام للراحل أحمد زكي كانت قوية للغاية، وكان هناك تراشق بين الثنائي في فترة من الفترات، كما كان الثنائي يراقب تصرفات وتصريحات النجمات اللاتي تشاركن الآخر البطولة، على أن يقمن بالمثل في حال شاركن مع الطرف الآخر.