ولد بلعمش يكتب : ما لا نعرفه عن والد خدجة بنت اكليب التي عرت أطر أطار

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
خميس, 2016-12-01 01:05

والد الفتاة.. الشاعر الذي يليق بالكثيرين ذكره ..

لن يقال عن أختنا خدجة بنت اكليب أكثر مما قيل تمجيدا او انتقادا لتصريحها في لقاء أطر آدرار مع الرئيس .

غير أنني في هذه العجالة سأحاول أن أتحدث عن جانب أهم من ذلك كله و هو ما لا يعرفه الكثيرون في هذا الفضاء للأسف فالسيدة التي تتحدثون عنها بنت شاعر كبير كان مشهورا في مرابعنا ألا و هو محمد عبد الله ولد اكليب رحمه الله .

أدركت محمد عبد الله أو ( بلاهي ) كما تطلق عليه العائلة و عرفته عن قرب لله الحمد إذ أن ابنا له كان أحد أصدقائي الأعزاء و بالتالي فأنا ابن للعائلة خاصة في السنوات الثلاث الأولى من التسعينيات و هي الفترة التي جادت بلقاءات متكررة مع ذلك الشيخ الآكشاري المبدع .

اسمحوا لي بأن أكون تقليديا و لو لدقائق فمحمد عبد الله ولد اكليب و كذا معاصره الغيلاني سيد احمد ولد امحمد لعل رحمه الله ظاهرة حطمت مقولة استئثار الزوايا بالشعر الفصيح على الأقل في آدرار بل يمكنني القول مطمئنا إلى صدق ما أقول إنني لم أتعرف شخصيا على مجايل لهما من الزوايا في أطار يقرض الشعر الفصيح أحسن منهما.

أغلب الأطاريين و الآدراريين عموما يدعونه ( ولد اكليب ) هكذا دون ألقاب فخمة كالتي نوزعها اليوم في الإعلام مجاملة أو شللية بغيضة و لكن متى قيل لأحدهم قال ولد اكليب انتبه المتلقي فذلك إيذان بسماع أبيات سائغة حلوة الطعم راقية المعنى و المبنى .

حين عرفته كان شيخا كبيرا متدينا من غير تعصب و لا أنسى ( عَظْمَهُ ) الذي كنت أحدق فيه ثم أتذكر أبياتا متناثرة من قصيدته الشهيرة في (عَظْمه) الذي يسمى '' الصاع '' :

لعمرك ما أدنى و أقبح من فتى ** تلقاك لا بيت لديه و لا عظم

إلى أن يقول :

و ما جاء في القرآن تحريم شربها ** و ما ليس في القرآن ليس له حكم

و قد أخبرني ثقة أن الإمام بداه ولد البوصيري تحدث عن الدخان ناهيا عنه فأسهب في ذلك ثم قال : لا تسمعوا قول الشاعر و أنشد أبياتا من القصيدة المذكورة و هو يهز رأسه طربا رحمه الله تعالى .

حين نظمت بلدية أطار مهرجان '' مطاف '' الذي لم أعد أذكر تاريخه و لكنه إن لم تخني الذاكرة في نهاية الثمانينيات حضر ولد اكليب إلى دار الشباب في أطار و أنشد للجمهور قصيدة لامية بديعة من بحر الطويل ما زالت رنتها الموسيقية في أذني و لا يفوتني ان أضيف هنا أنني التقيت شخصيا في إحدى تلك الليالي بالشاعر ولد امحمد لعل فبدا لي أَسنَّ من ولد اكليب و قد سمعت منه قصيدته الجديدة تلك الأيام و هي تائية رائعة من بحر البسيط غير أنني لست متأكدا من أنه أنشدها أمام الجمهور .

للشاعر ولد اكليب قصيدة خالدة في مدح الشيخ اعل الشيخ ولد أمم رحمه الله و هي لعمري جديرة بالنشر و الحفظ لجمالها و حسن نسيبها و تخلصها و كثرة ما فيها من إشادة مستحقة .

أسمعته و أنا صغير السن حينها بعضا مما أقول فاستحسنه و ما كان حسودا و لعل ذلك ما أغراه بأن يملي علي بعض جديده أيام اشتعال أوار حرب الكويت ثقة منه في قدرتي على رسم البيت بشكل صحيح دون العودة إليه كل حين سائلا هل انتهى الشطر أم لم ينته .

من المؤسف أنني لا أحفظ الكثير مما أملاه و لكن مما علق بذاكرتي قوله :

لله در فتى ينمى إلى الحسن ** أو الحسين صديق النفس و الوطن

إلى أن يقول :

و هزهم هزة منها قد انزعجوا ** زرق العيون همُ من شدة الحَزَنِ

عار على أمة الإسلام أن يدعوا ** مجدا بناه لهم من فكره الحسن

ختاما هذه دعوة صادقة إلى أن يُلتَفَت إلى هذا الشاعر الظاهرة و أن يعمد إلى طباعة ديوانه قياما بالقسط بين الناس و كذا طباعة ديوان ولد امحمد لعل فكم أخطأ كثيرون حين عرفوا ولد امحمد لعل ك( امغن ) فقط و من يسمع منه ما سمعت سيعرف أنه شاعر حقا ..

من صفحة الشاعر الشيخ ولد بلعمش