“ماضي” كلينتون خدم ترامب… وإيران وسوريا تهددان مستقبله

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
جمعة, 2016-12-02 01:24

ولعل أفضل شاهد على عمق الصدمة، الافتتاحية التي كتبتها “نيويورك تايمز″ إحدى أهم الصحف في الولايات المتحدة الأمريكية عقب الفوز، والتي ذكرت أن “الرئيس دونالد ترامب.. ثلاث كلمات لم تخطر على بال الملايين من الأمريكيين وكثير من الناس في أنحاء العالم، لكنها أصبحت الآن مستقبل الولايات المتحدة”.

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، تبارت التحليلات في تقديم تبرير لما حدث والذي وصفه البعض بـ”زلزال”، غير أن 3 خبراء في السياسة الأمريكية، قدموا رؤى جديدة، وذهب أحدهم إلى أن كون كلينتون لها تاريخ سياسي، خدم “ترامب” نظرا لأن قطاع كبير من الشعب الأمريكي كان يبحث عن جديد، ورافض لكل ما هو قديم في مجال السياسة.

فيما ذهب اثنان من هؤلاء الخبراء، إلى أن ترامب لن يستطيع الوفاء بتعهداته السابقة خلال حملته الانتخابية خاصة حيال ملفي سوريا والاتفاق النووي الإيراني، وهو ما قد يهدد مستقبله وتطلعاته في فترة حكم “هادئة” للولايات المتحدة.

ستيفن وين، الخبير المخصص في مادة الحوكمة الأمريكية (دراسة النظام السياسي في الولايات المتحدة)، رأى أن الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما “لم يكن قادراً على نقل شعبيته الحالية إلى كلينتون”.

وبلغت نسبة شعبية أوباما خلال الفترة الواقعة بين 7 – 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري (جرت الانتخابات يوم 8) 57? بحسب معهد “غالوب”، الذي أشار أيضا إلى أن نسبة شعبية ترامب تزايدت من 34? إلى 42? عقب فوزه بالانتخابات الأخيرة.

وقال “وين” للأناضول، إن “تاريخ كلينتون الطويل في السياسة الأمريكية (تولت الخارجية في الولاية الأولى لأوباما)، قلل من فرص قبولها لدى قطاع واسع من الشرائح الغاضبة من الشعب الأمريكي، الذي بات ينظر إلى سياسيّيه على أنهم فاسدون”.

وتابع أنه “من الصعب على مرشح كان يشكل جزءاً من الحياة الوطنية العامة أن يصبح مرشحاً للتغيير (في إشارة لكلينتون)”.

وأوضح أن “الفئات الغاضبة من الشعب الأمريكي ستنظر بنظرة عدم الرضا إلى أي أحد كان جزءاً من الحياة العامة منذ ذلك الوقت، خاصة في ظل عدم الرضا عن الإدارة الحالية”.

أما جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأمريكية، فرأى أن الرئيس الأمريكي المنتخب “لن يستطيع الوفاء بجميع وعوده الانتخابية”.

وضرب “لانديس″ في حديثه للأناضول مثلاً في وعد ترامب بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران، قائلاً “إذا ما قام (ترامب) بنقض الاتفاق، فإن إيران ستبدأ بإعادة العمل (في نشاطها النووي)، وبالتالي سيكون هناك ضغط كبير من أجل قصف إيران عسكريا، أو تمكين إسرائيل من القيام بهذه المهمة”.

وأوضح أن “ترامب قال بالحرف أنه لن يضيع وقته وطاقته بقصف بلد في الشرق الأوسط لأجل عيون بلد آخر في المنطقة نفسها”.

وتابع الخبير في شؤون الشرق الأوسط “أعتقد أنه سيكون عليهم (أعضاء إدارة ترامب) أن يقرروا بأن 15 عاماً (المدة التي لا يسمح فيها لإيران وفق الاتفاق النووي بتخصيب اليورانيوم بنسبة أكثر من 3.67%) دون حرب مع إيران سيكون أمراً جيداً، خاصة وأن طهران لن تتمكن خلال هذه الفترة من القيام بأي نشاط يمكن أن يؤدي إلى حصولها على سلاح نووي”.

وكان أوباما قد حذر في مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية “من أن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران سيضع الولايات المتحدة الأمريكية في موقف حرج يتمثل في فرض عقوبات اقتصادية ضد الدول التي أعادت العلاقات مع طهران عقب هذا الاتفاق، والتي من بينها الصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا”.

وفي شأن الملف السوري، رأى لانديس أن “دعوة ترامب إلى الابتعاد عن الشأن السوري، تتعارض مع رغبات صقور الحرب من الجمهوريين في حزبه، الذين يريدون التصدي لروسيا وإيران”.

وتابع أن ترامب “يميل إلى سياسة خارجية غير مرتبطة بالموقف الدولي، فهو على سبيل المثال يريد ترك سوريا لبشار الأسد وروسيا”.

يشار إلى أن إيران وروسيا من أكبر الدول الداعمة لنظام بشار الأسد ويقدمون المساعدات العسكرية له في سوريا.

من جانب آخر، رأى ستيفن زونيس، أستاذ العلاقات الدولية الأمريكية في جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية أن “إدارة ترامب ستحاول الانفتاح بشكل أكبر في مجال العلاقات الدبلوماسية فقط، لأن ترامب رجل أعمال، عقد في الماضي صفقات في مختلف الدول التي لديها سجلات سيئة في مجال حقوق الإنسان”.

واعتبر أن “ترامب لن يحاول التورط في تدخل عسكري في سوريا كالذي حدث في أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003″.

وفاز الجمهوري، ترامب، برئاسة الولايات المتحدة، بعد حصوله على 276 صوتًا من المجمع الانتخابي، مقابل 218 لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، حسب نتائج الانتخابات التي جرت في 8 نوفمبر/تشرين الثان الجاري.

وخلال حملته الانتخابية على مدار الشهور الماضية، كان لترامب العديد من المواقف المثيرة للجدل والتي أقلقت بعض الدول، وكان على رأسها تهديده بـ”تمزيق” الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته الدول العظمى مع طهران في يوليو/تموز 2015، ودخل حيز التنفيذ مطلع العام الجاري.

 

كما حذر ترامب، في مقابلة أجرتها معه صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، وتعد الأولى له مع وسائل الإعلام، قبل أيام من أن اصطفاف بلاده إلى جانب المعارضة السورية في مواجهة نظام الأسد، قد ينتهي بصراعٍ مع روسيا، حليفة الأسد.

 

وقال ترامب إن “روسيا دخلت في حلف وثيق مع سوريا، وإيران – التي أصبحت قوية بسببنا (في إشارة للاتفاق النووي مع طهران) – أيضا حليف لسوريا، ونحن نؤيد الآن المتمردين السوريين (وفق وصفه)، لكننا لا نعرف مَن هم هؤلاء”.

 

واستطرد الرئيس المنتخب أنه “إذا قاتلت الولايات المتحدة سوريا (نظام الأسد)؛ فقد ينتهي هذا إلى صراع مع روسيا”.(الأناضول)

 

  •