الدّم هو ذلك السّائل الأحمر الموجود في أي جسم كائن حي، ويشكل الدّم ما نسبته ثمانية بالمائة من جسم الإنسان، ويعتبر النّخاع العظمي هو الجزء المسؤول في جسم الإنسان عن تكوين وإنتاج الدّم، حيث يتكوّن الدّم من خليط من كريات الدّم الحمراء والبيضاء، والصّفائح الدّموية ومادة البلازما اللزجة. 

خلايا الدم الحمراء هي النّوع الأكثر تعداداً من خلايا الدم، ويشار إلى خلايا الدم الحمراء أيضاً باسم كريات الدم الحمراء. الغشاء البلازمي الذي يحيط بخلايا الدم الحمراء يحتوي على بروتينات خاصّة يتم وضعها هناك بناءً على التركيب الجيني الخاص الفريد من نوعه لكل شخص. 

يتعرّف النظام المناعي على أيّة جسيمات غريبة لم تكن موجودة في الجسم من قبل وتسمى مستضدات، هذه الأجسام تحفّز الجهاز المناعي لإطلاق الأجسام المضادة لتوفير الحصانة ضدها وحماية جسم الإنسان منها. 

كما ذكر سابقًا، هناك بروتينات وجدت على غشاء البلازما من خلايا الدم الحمراء، وهذه البروتينات الخاصّة هي مستضدات، ولكن لا تثير مناعة الشخص نفسه بل فقط تميّز نوع خلاياه، ويختلف البشر في نوع فصائل الدّم التي يحملونها، ونقصد بفصيلة الدم خلايا كريات الدّم الحمراء التي تحمل هويّة خاصّة بها.

يتجاهل الجهاز المناعي مستضدات خلايا الدم الحمراء للجسم نفسه، ولكن إذا نقل الدم إلى شخص آخر مختلف بنوع مستضدات خلايا الدم الحمراء، فإنّ هذا الشخص قد يتعرّض لبعض المشاكل الخطيرة، حيث إنّ الأجسام المضادة في الشخص المستقبِل تتعرّف على خلايا الدم الحمراء المنقولة على أنّها أجسام غريبة (مستضادات)، فإذا حدث هذا، فإنّه يؤدّي إلى عملية تسمى (تراص)، فتتجمع خلايا الدم الحمراء المنقولة معاً، وتكوّن كتلة تتداخل وتؤثّر في الدورة الدموية. 

يرجع ذلك إلى أنّ هذه الكتلة من الخلايا يمكن أن تسد الأوعية الدموية الصغيرة في الجسم، مسببة عدة مشاكل قد تكون خطيرة، وهناك العديد من أنواع مستضدات خلايا الدم الحمراء، يتم تصنيفها إلى فصائل الدم المختلفة، وفق نظام ABO.

أنواع فصائل الدّم حسب نظام ABO 

     

تقسم فصائل الدّم إلى أربع فصائل رئيسيّة وهي: فصيلة الدّم A، وفصيلة B، وفصيلة O، وفصيلة AB، حيث يعبّر كل حرف عن نوع الأنتيجين الموجود على سطح الخليّة، فيوجد نوعان من هذه الأنتيجينات، A و B فإذا تواجد A وحده تسمى فصيلة A، وكذلك الأمر في B، أمّا في فصيلة الدم O فهي لا تحتوي على أي من هذه الأنتجينات، وفصيلة الدم AB تحتوي على كليهما معاً.

بالإضافة إلى ذلك غلاف خلايا كريات الدّم الحمراء يتكوّن أيضاَ من بروتين يسمى RH، وهذا البروتين يلعب دوراً مهمّاً في تواجده في الخلية بجانب الأنتجين؛ حيث يؤثّر هذا البروتين إذا كان موجوداً في الخليّة بأنّه يعطي إشارة الموجب للفصيلة، وإذا كان غير موجود يعطي إشارة السّالب للفصيلة، وسيتحدث هذا المقال عن فصيلة الدّم O، وخصوصاً الفئة السّالبة.

خصائص فصيلة الدّم O سالب 

تتمّيز هذه الفصيلة ويطلق عليها بالفصيلة الملوكية، ونعني بذلك هذه الخصائص:

هذه الفصيلة هي بالأقل انتشاراً بين فئات الدّم الأخرى، وتشكل فئة هذه الدّم ما نسبته السبعة بالمائة مقارنة مع فئات الدّم الأخرى المنتشرة بين النّاس. 

يطلق على هذه الفصيلة اسم فصيلة الدّم الكريمة، وهي الفصيلة الّتي تستطيع عند نقل الدّم والتّبرع أن تتقبلها فصائل الدّم الأخرى في جسم المتلقي للدم، وهذا ما جعل هذه الفئة هي الفئة الأكثر قبولاً وتفضيلاً في بنوك الدّم، حيث يستطيع المتبرّع أن يتبرع بدمه الذي يحمل فئة O إلى جميع الأشخاص الذي يحملون فئات الدّم المختلفة. 

لا يستطيع الشّخص الذي يحمل فئة الدم O سالب تقبل فئة دم أخرى غير هذه الفئة؛ لأن هذه الفئة تحديداً عندما تندمج مع فصيلة أخرى تعمل على تكسر الدم وتؤدي إلى وفاة الشّخص. أي هذه الفصيلة تعطي ولا تأخد إلا من نفس الفصيلة؛ وهذا ما يجعل الأشخاص الذي يحملون هذه الفئة يتعرّضون للخطر إذا لم يتوفر دم من نفس الفصيلة. 

تحتوي هذه الفصيلة على تركيز عالٍ جداً من الأجسام المضادّة، ولذلك في حال التّبرع لشخص آخر يتم إجراء فحوصات التّوافق قبل نقل كميّة من الدّم يحمل هذه الفصيلة لجسم المصاب. 

تسبب هذه الفصيلة للأشخاص الّذين يحملون هذه الزّمرة إلى التّعرّض للإصابة بقرحة المعدة مقارنةً مع زمر الدّم الأخرى؛ والسّبب في ذلك كثرة إفرازات الأحماض الّتي تفرزها المعدة، ولذلك ينصح هؤلاء الأشخاص بالإهتمام أكثر بنوعيّة غذائهم، وينصح بالتّبرع بالدّم بين كل فترة وفترة لأنّ قوة الدّم تكون لديهم كبيرة، ويفضل الابتعاد عن شرب المشروبات التي تحتوي على منبهات عالية مثل الشّاي والقهوة.

شخصيّة حامل فصيلة الدم O سالب بشكل عام تميل إلى أن تكون منعزلة أو قيادية، وبديهية، ولها قدرة عالية على التركيز وعلى الاعتماد على الذات بالإضافة إلى الجرأة، فهم يتعاملون مع التوتر بشكل أفضل من أنواع الدم الأخرى ولهم جهاز مناعة قوي، ولياقة بدنية عالية، وهم نشيطون بدنياً.