أسباب عدم الدعوة لمأمورية ثالثة في وادان

خميس, 2016-12-15 05:04

الشيء الوحيد الذي أثار انتباه الجميع في وادان هو غياب الدعوة لمأمورية ثالثة لرئيس الجمهورية، وهو الشيء الذي تبارى المنتخبون والمواطنون العاديون إلى إثارته في زيارات الرئيس لتكانت وآدرار.

فهل هو توجه جديد وملامح لرسم خريطة سياسية جديدة، قد تفضى إلى تفاهمات ما بين الموالاة والمعارضة المعتدلة والراديكالية، يهيء لمرحلة من الهدوء تجنب البلاد ما تعانيه دول افريقية قالت فيها صناديق الاقتراع كلمتها وقالت السلطة كلمة أخرى، فأصبح من اللازم لتوطيد"الشرعية" من الإستقواء بالأجنبي وهو ما يؤدى إلى عواقب وخيمة لا فائز ولا خاسر فيها، لأن التنافس من أجل التنمية وتقوية الدولة وليس انهيارها!

ولا يستبعد أن يكون ما حدث في وادان رسالة، لكن ضجيج الفن والرقصات والتهريج في بعض الأحيان، خطف الاضواء عن رؤية أي شيء، رغم أهمية الموضوع بالنسبة لنا في هذا الوضع الغائم والذي يبدو أن مآلاته تطغى على الحديث اليومي للشارع.

إذ لا يمكن أن يكون الأمر محض صدفة، خاصة وأن هذه الفرصة قد تكون أكبر للداعين لمأمورية ثالثة وتسوقيها كمطالب شعبية أمام الديبلوماسيين الغربيين الذين شهدت الفترة الأخيرة تحركا محموما لهم.

ولا يستبعد بعض المراقبين أن يكون لهذه الرسالة ما بعدها، سواء بالنسبة للحضور وكذلك للطبقة السياسية من أجل تحديد خريطة المستقبل التي يشارك الجميع في رسم معالمها... موريتانيا جديدة حقا، ومتصالحة مع ذاتها.