فلوريدا ـ أ ف ب: أخرج الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الاربعاء خلافاته مع باراك أوباما إلى العلن متهما الرئيس المنتهية ولايته بعرقلة عملية انتقال سلسة للسلطة بتصريحات «نارية» قبل ان يتراجع عن ذلك على ما يبدو. ومنذ انتخابات الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر هذا العام سعى ترامب وأوباما إلى دفن الخلافات السياسية بينهما سعيا للخروج بجبهة موحدة تؤمن انتقالا سلسا للسلطة في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.
غير ان ترامب وضع اللياقة جانبا عندما اطلق وابلا من التغريدات صباحا من دارته في مار-آ-لاغو في فلوريدا.
وفي تصريحات غير مسبوقة بإدانتها الشخصية لسلفه المقبل غرد الرئيس المقبل البالغ من العمر 70 عاما على تويتر: «أبذل جهدي لتجاهل التصريحات النارية للرئيس أو/والعراقيل».
وتابع «اعتقدت انها ستكون عملية انتقال سلسلة – (لكن) لا».
لكن ترامب غير على ما يبدو لاحقا تصريحاته السابقة وقال ان العملية تجري بشكل «سلس جدا جدا».
وقال انه تحدث إلى أوباما في ما وصفه «بمحادثة لطيفة جدا… اقدر كونه اتصل».
واضاف «بالواقع اعتقد أننا تحدثنا عن الكثير من المواضيع».
وتابع «فريقانا متفقان جدا وانا متفق معه بشكل كبير باستثناء بضعة تصريحات قمت بالرد عليها».
واوضح «تحدثنا عن تلك المسائل وابتسمنا بشأنها ولا أحد سيعلم (عنها) لاننا لن نذهب ضد بعضنا البعض».
وقال المتحدث باسم البيت الابيض اريك شولتز ان الاتصال «كان ايجابيا وركز على مواصلة (العمل على) انتقال سلسل وفعال» مضيفا ان أوباما وترامب يعتزمان مواصلة الاتصال في الاسابيع المقبلة. ويتصاعد التوتر بين ترامب والبيت الابيض لأسابيع منذ ان اصبح أوباما ينتقد علنا الانتخابات التي انتهت بهزيمة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ويبدو ان ذلك اغاظ الرئيس المنتخب الحساس تجاه الانتقادات.
تصريحات متنافسة
في الوقت نفسه، تنافس الاثنان على كسب الفضل في تحقيق مؤشرات اقتصادية متينة.
وبعد اشهر من تحسن اكبر اقتصاد في العالم، سعى ترامب كي يعزى له الفضل في تسجيل نمو اقتصادي شبه مرسوم.
وقال ترامب ان شركة «سبرينت» للاتصالات تقوم بخلق 5 آلاف وظيفة في الولايات المتحدة «بفضلي».
وغرد مساء الثلاثاء «إن مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي لشهر كانون الاول/ديسمبر ارتفعت نحو 4 نقاط وصولا إلى 113,7, في اعلى مستوى خلال اكثر من 15 سنة! شكرا دونالد».
كما اعلن ترامب انه سيعقد في مطلع كانون الثاني/يناير المقبل مؤتمرا صحافيا كان من المقرر اساسا اجراؤه في وقت سابق هذا الشهر، لمناقشة اعماله الواسعة.
والملياردير الذي يعتبر الاثرى بين الرؤساء الأمريكيين، يواجه اتهامات بتضارب المصالح منذ فوزه على كلينتون في انتخابات الرئاسة.
رد البيت الأبيض
وفيما استشاط البيت الأبيض غضبا خلف الكواليس، لم تخرج الكثير من الردود على هجمات ترامب على السياسة الخارجية والداخلية للولايات المتحدة قبل ان يتولى منصبه في اقل من شهر.
غير ان التوترات وصلت إلى ما يشبه نقطة الانفجار بعد ان ايدت الولايات المتحدة ضمنا، ادانة النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الامم المتحدة. فبامتناع واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو)، تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الاراضي الفلسطينية. واعقب ترامب التغريدات الأولى ليوم الأربعاء بتغريدتين تستهدفان سياسة أوباما ازاء إسرائيل.
وكتب «لا يمكننا ان نستمر في السماح بأن تعامل إسرائيل بازدراء وعدم احترام بالكامل. كان لديهم صديق كبير في الولايات المتحدة، ولكن..»..
وتابع «الامر لم يعد كذلك. بداية النهاية كانت الاتفاق السيء مع إيران، والان هذا (قرار الامم المتحدة). ابقي قوية يا إسرائيل، العشرين من كانون الثاني/يناير قريب جدا». لم يخف أوباما على مدى الحملة الانتخابية الطويلة، استخفافه بترامب حيث قال انه لا يملك المعرفة الملائمة وغير مؤهل للبيت الأبيض.
لكن منذ لقائهما في المكتب البيضاوي بعد بضعة ايام على الانتخابات، اعتمد أوباما اسلوب الإطراء سعيا لجعل ترامب يلتزم قواعد البيت الابيض.
واشاد بترامب في الفوز التاريخي وقال ان ملايين الناخبين الجمهوريين سيتضررون ايضا إذا ما الغى ترامب قانون أوباما المتعلق بالرعاية الصحية.
وكرر أوباما تعهده أن تجري عملية انتقال السلطة بأكثر سلاسة ممكنة.
على صعيد آخر، شهدت عملية الانتقال بداية بطئية في العديد من الدوائر الرئيسية التي كانت تنتظر اجتماعات مهمة مع فريق ترامب.
وسجل بعض التحسن في الاسابيع القليلة الماضية، فيما بدأت الفرق الجديدة العمل مع وكالات حكومية.
ويقوم قطب العقارات تدريجيا بتشكيل فريق يضم شخصيات جمهورية وأثرياء وجنرالات ونشطاء من اقصى اليمين.
وفي مار-آ-لاغو الاربعاء، التقى بشخصيات مرشحة لتولي وزارة الزراعة، وناقش تدابير ابطال قانون «أوباما كير» للرعاية الصحية، واصلاح الرعاية الصحية لقدامى المحاربين مع اطباء بارزين.