اعلن قائد قوات مكافحة الارهاب العراقية الاربعاء ان القوات العراقية باتت تسيطر على الجانب الشرقي من مدينة الموصل الذي استعادته من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية بعد ثلاثة اشهر من المعارك.
وحققت قوات النخبة العراقية خلال الايام الماضية تقدما مكنها من السيطرة على عدة احياء في الجانب الشرقي في الموصل في اطار عملية واسعة لاستعادة السيطرة على المدينة التي تعد اخر اكبر معاقل الجهاديين في البلاد.
وجاء في بيان لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان “وعد التحرير النهائي والانتصار التام في الموصل قد اقترب، وتكللت بالنجاح جهود قواتنا البطلة باكمال الخطة الاساسية في تطهير الجانب الايسر (الشرقي) في اكثر المحاور”.
واعلن الفريق طالب شغاتي خلال مؤتمر صحافي في بلدة برطلة الواقعة الى الشرق من الموصل “تحرير (…) الضفة الشرقية” من نهر دجلة الذي يقسم ثاني مدن العراق الى شطرين.
لكن الفريق شغاتي اشار في الوقت نفسه الى انه فيما باتت الضفة الشرقية تحت سيطرة القوات الحكومية، ما زال هناك عمل ينبغي القيام به لتظهير الاحياء الشرقية من فلول الجهاديين.
واوضح “يجري الانتهاء من الخطوط والمناطق المهمة (…) لا يوجد سوى القليل المتبقي في الشمال”.
بدوره، قال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة عمليات نينوى لفرانس برس، “بقي عدد من الاحياء اقل من عدد اصابع اليد، وان شاء الله تنتهي في الايام القادمة” دون مزيد من التفاصيل.
واكد العبادي ان “العمل يجري حاليا على تحرير ما تبقى من مناطق الغابات والقصور والمناطق القليلة الاخرى في المحور الشمالي والعمل بقوة وعزيمة باتجاه اكمال تحرير الجانب الايمن”، حسبما نقل البيان.
واضاف “ستواصل قواتنا الظافرة تقدمها لتنفيذ كامل الخطة لتحرير مدينة الموصل”.
وقال العميد رسول متحدثا لفرانس برس ان الفريق طالب شغاتي كان يتحدث عن “انجاز الاهداف المناطة بقوات مكافحة الارهاب في المحور الشرقي، على الضفة اليسرى للمدينة”، مؤكدا ان ما تحرر “يخص جهاز مكافحة الارهاب فقط”.
واكد شهود عيان من اهالي الموصل ان الجهاديين مازالوا يسيطرون على احياء في شمالي المدينة.
وقال محمد الحيالي وهو من سكان حي العربي في اتصال هاتفي لفرانس برس ان “عناصر داعش لازالوا مسيطرين على الحي ويطلقون قذائف الهاون باتجاه الاحياء القريبة التي تحررت حديثا”.
انطلقت عملية استعادة الموصل في 17 تشرين الاول/اكتوبر، ويعد الهجوم اكبر عملية عسكرية تنفذها القوات العراقية منذ سنوات ويشارك فيها الاف المقاتلين انطلاقا من المناطق المحيطة.
واقتحمت قوات مكافحة الارهاب، ابرز القوات المشاركة في معارك الموصل، في تشرين الثاني/نوفمبر الجانب الشرقي للمدينة حيث واجهت مقاومة شرسة من الجهاديين الذين قاوموا تقدم القوات الامنية بهجمات بسيارات مفخخة.
وكان التقدم صعبا على مدى اسابيع لكن بفضل استقدام تعزيزات ودعم قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تمكنت القوات العراقية من تحقيق تقدم سريع خلال كانون الاول/ديسمبر وتمكنت من الوصول الى نهر دجلة في بداية كانون الثاني/يناير.
– طرق ضيقة –
وما زال الجانب الغربي من الموصل الذي يشبه الى حد كبير قسمها الشرقي باستثناء شوارع الاحياء القديمة التي يصعب تنقل المركبات العسكرية في ازقتها، تحت سيطرة الجهاديين.
وتم خلال العملية تدمير جميع الجسور التي تربط جانبي المدينة اما بتفجيرها من قبل الجهاديين او بضربات جوية لطائرات التحالف الدولي، ما قطع طرق امداد الجهاديين في الجانب الشرقي.
ويتوقع ان تواجه قوات النخبة العراقبية صعوبة لتأمين الامداد خلال تقدمها في الغرب لذلك قد يتعين اعادة انتشار القوات العراقية على جبهات اخرى لبدء المعركة المقبلة.
وتنتشر قوات تابعة لوزارة الداخلية ومن الشرطة الاتحادية منذ تشرين الثاني/نوفمبر في مواقع على الاطراف الجنوبية من مطار الموصل، التي تربط احياء جنوبية للمدينة بالضفة الغربية من نهر دجلة.
ويتوقع المراقبون ان يكون هناك هدوء قصير في العمليات بعد الاستعادة الكاملة للجانب الشرقي من الموصل.
والاسبوع الماضي، توقع مسؤول اميركي خوض معارك كبيرة لاستعادة الموصل كاملة. وقال الكولونيل برت سلفيا الذي يقود 1700 مستشار عسكري اميركي في العراق ان تنظيم الدولة الاسلامية لديه دفاعات “اكبر في بعض المواقع″ في غرب المدينة مقارنة مع الشرق.
وتتولى قوات مكافحة الارهاب تنفيذ المواجهات في مناطق ذات كثافة سكانية كبيرة حيث كان التقدم صعبا نظرا لاستمرار تواجد المدنيين ممن لم يتركوا منازلهم ويهربوا.
وقدرت منظمة الامم المتحدة ان حوالى 150 الف شخص نزحوا من الموصل وجوارها منذ انطلاق العملية قبل ثلاثة اشهر، في حين كان يقدر عدد سكانها بنحو مليوني نسمة.
واعلن زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي من احد مساجد الموصل، بعد ايام من السيطرة على المدينة في 10 حزيران/يونيو 2014، مايسمى ب”دولة الخلافة” على مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسوريا.