محمد فال ولد بلال وزير خارجية سابق
النّاطق باسم قوات "الإيكواس" (Cdeao)، الجينرال السينغالي "افرنسوا انديايْ" (François N'Diaye) يقول بأنّ " قوات المجموعة دخلت غامبيا وتمركزت في كلٌ النقاط الاستراتيجيّة لتأمين السكان وتسهيل عملية تسليم السلطة للرّئيس المنخب آداما بارو؛ و يقول بأنّ قوات المجموعة ستبقى هناك حتى يستلم الرئيس الجديد مهامّه "فِعْلِيّاً" وتتهيّأ الظروف الملائمة لممارسته للسلطة على نحو فعّال".
وبهذا الخصوص، أودُّ الإشارة إلى أنّ هذه المقاربة تأتي على النقيض تماماً ممّا تقتضيه القواعد والأعراف الديبلوماسيّة. كان من المفروض أنْ يدخل الرئيس بارو إلى بلده وشعبه الذي صوّت لصالحه وانتخبه، والذي ينتظرُ عودته في أجواء احتفاليّة،،، ثمّ يبدأ مهامه العليا بتشكيل حكومته، ولهُ أن يبرم ما شاء من اتفاقيات تعاون عسكري وأمني مع ما شاء من الأطراف بما فيها السينغال وغرب إفريقيا،،، ولكن ما يجري حاليّا على الأرض أقرب لأن يكون تدخلا أواحتلالا لدولة غامبيا دون أي غطاء شرعي مقنع... وتبقى أسئلة مطروحة على السينغال وغيره من دول المجموعة: هل يحتاج الرئيس المنتخب إلى قوات أجنبيّة "تفتح" لهُ أبواباً مفتوحة على مصراعيْها بموجب اتفاق دولي أخرج سلفه ومهّد لهُ الدخول بسلام وأمان؟ وهل يجوزُ التعاملُ مع الرئيس آداما بارو وكأنّهُ "جسم غريب" على غامبيا يحتاج إلى قوات عسكرية أجنبيّة لتنصيبه والبقاء معه إلى أجل غير مسمى، حتى بعد إخلاء الأرض من خصمه وسلفه !؟
محمد فال ولد بلال