موريتانيا .. مسرحية لفرقة شروق تهزم المتطرفين

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
جمعة, 2017-01-27 23:10

المختار محمد يحيى

أقامت فرقة شروق المسرحية ليل الخميس بمسرح المعهد العالي للشباب والرياضة (دار الشباب القديمة) عرضا مسرحيا بعنوان "اعتراف" من إخراج الأستاذ محمد سالم ولد إخليه، حاول الاعتراف بالواقع الرهيب الذي يعيشه العالم من سطوة الخطاب المتطرف، ومثلت هزيمة لهم على يد المتنورين.

وبدا العرض المسرحي " اعتراف" الذي يعرض ضمن فعاليات تخليد الذكرى الثانية لتأسيس فرقة شروق المسرحية بعناصر متنازعة متصارعة فيما بينها بدا جليا انقسامها إلى تيارين أحدهما يمثل التيار المتشدد والمتطرف والذي يختفي وراء خطابات الدين والأصالة، والآخر تيار وطني ومدني واع بأهمية الديمقراطية والحرية والسلام والوئام.

كانت إضاءة العرض معبرة عن وحشة العالم الذي تتناهشه المؤامرات حيث كانت شخصية الشيطان حاضرة بقوة وهي توسوس لكلا الطرفين، قبل أن يرفض الواعون الدخول في صراع عقيم مع المتطرفيين الذين هزموا في نهاية المطاف وهرعوا لغسل ذنوبهم بالتوبة الأمر الذي لم يتحقق وبقوا واقفين بدون حراك إلى الأمام والعبور إلى الضفة الأخرى.

لعل مخرج العرض محمد سالم ولد إخليه اختار أن يكون العرض من مشهر واحد وطويل، في رمزية شديدة الدلالة إلى العالم المفتوح على مصراعيه، متعدد الأحداث، والمتشابه في الظرف، الذي يشوبه الخوف، والعتمة، والرهبة من مستقبل تغيب معالمه الحقيقية.

مخرج مسرحية "اعتراف" محمد سالم ولد إخليه قال في تصريح للصحفيين، إن المسرحية تحث المتلقي على الاعتراف بالواقع المثير للشفقة الذي تعيشه الأطراف المتصارعة على المكانة والحظوة في المجتمع، والتي تختفي وراء شعارات زائفة".

وأكد المخرج "أن العرض يلجئ إلى فضح حقيقة التطرف ويكشف عن واقع معاش، وتكمن لدى المتلقي وحده السلطة في فهمه بحرية".

وكان رئيس فرقة شروق المسرحية المخرج المسرحي إبراهيم ولد سمير، قد قال في كلمة افتتاحية للأمسية المسرحية "إن فرقته تسعى من خلال البناء على اللبنات التي وضعها رواد المسرح الموريتاني، معترفين لهم بالفضل في تأسيسه، إلا أن الفرقة تحتاج إلى الخروج عن الكليشيهات والتابوهات المغلقة والتي ما يزال المسرح الموريتاني يعيش داخلها.

مضيفا "أن على المسرح أن يعكس الواقع الذي يعيشه المجتمع، ووضع إشارات الاستفهام، كما يكسر أفق انتظار المتلقي الذي بات يعيش في دوامة من التلاعب به، حيث لم يعد يعرف ما المسرح"، مؤكدا "أن على الأرض ما يستحق أن يعاش من أجله، وهو ما تسعى الفرقة إلى صناعة مسرح يليق بالمواطن والمتلقي على حد تعبيره".

العرض الذي أداه 6 ممثلين صرخوا وقرعوا خشبة المسرح بأقدامهم جذب انتباه الجمهور وحثه على المتابعة بهدوء بدون تشويش، وهو ما اعتبره معقبون على العرض المسرحي، ضمن حلقة نقاش نقدية، بداية وعي بآداب وأخلاقيات حضور العروض المسرحية، مشيرين إلى أن المسرح الحقيقي هو الذي ينمي الذائقة بتلقائية.

وقد فتحت الفرقة المجال مباشرة بعد العرض لحلقة نقاش نقدية  حضرها أكاديميون ومسرحيون موريتانيون عبر أغلبهم عن تميز العرض في جمعه بين التقنيات الضوئية، والمشاهد الصامتة، والمشاهد الحوارية باللغة العربية الفصحى.