محمدخزعل
هذه شاعرة تواصل تعزيز ثقافتها الأدبية بمواصلة القراءة والتجربة بدأ الحوار معها بالسؤال التالي:
{ من هي يسرى ؟ أرجو التكرّم بالتعريف بشخصك للقارئ الكريم؟
– يسرى البيطار شاعرة من قريةٍ تدعى “كفيفان” في شمال لبنان، شاعرة رومانسيّة من قريةٍ حالمة. حائزة شهادة الدكتوراه في اللّغة العربيّة وآدابها من الجامعة اللّبنانيّة. أؤمنُ بالعاطفة على أنّها أساسُ الإبداع.
{ كيف كانت بداية كتابتك للشِّعر، أي كيف تولّدَت لديكِ القصيدة؟
– القصيدةُ موهبةٌ، قد تظهرُ تحت تأثير انفعال، والانفعالُ وجوه. منذ الصّغر كتبْتُ النّثر، ثمّ نشرْتُ الشِّعر ابتداءً من العام 2013 عندما قالت القصيدةُ: أنا هنا. فالقصيدةُ تفرضُ نفسَها ولا تُنتزَع.
{ من هم الأدباء والشّعراء العرب التي تأثّرْتِ بكتاباتِهم، وقرأتِ لهم، ودفعوكِ إلى كتابة الشّعر؟
– الشّاعر يتأثّرُ بالكبار لكنّ ذاتَه هي التي تدفعُه إلى الكتابة، وإنْ كانَ التأثّرُ حتميًّا وطبيعيًّا. لقد تأثّرْتُ على سبيل المثال بحكمة المتنبّي، وعاطفةِ الشّابّي، ورمزيّة سعيد عقل، وجماليّة جورج شكّور.
{ ما هو المركز الذي يتبوّأُه الحبّ، في كتاباتِك الشّعريّة؟
– الحبُّ مركزٌ أوّل في حياةِ الشّاعر، كما في شِعرِه. فلا إبداع من دون الحبّ، كما أنّه لا إبداع من دون الحرّيّة. والحبُّ أحدُ وجوه الفضيلةِ، المحبّة، لكنّه لا ينفصلُ عنها؛ حتّى القدّيسون يوجّهون طاقةَ الحبّ في اتّجاه الإله المعبود.
{ هل أنتِ مع كتابة القصيدة العموديّة؟ أم مع الحداثة في كتابة الشِّعر؟
– لقد كتبْتُ القصيدةَ العموديّة، كما كتبْتُ قصيدةَ التفعيلةِ الحديثة، أي القصيدة التي تبنى على تفعيلةٍ أو أكثر، لكنّها موزونةٌ ولها ضابطٌ إيقاعيّ. وقد يَختارُ بعضُ الشّعراء الكتابةَ من دونِ الالتزامِ بقاعدةٍ إيقاعيّة، معتمِدين على ما يسمّونه الموسيقى الدّاخليّة في النّصّ. وكنْتُ أقولُ للتّوّ إنّ الحريّةَ شرطُ الإبداع، لذلك علينا احترام خيارات الآخرين. ولن يَبقى خالدًا سوى الأدب الأصيل العميق في الفكر والعاطفة، والخلاّق.
{ هل للوطن أثٌر في قصائدكِ؟
– الشّاعرُ إنسانٌ مرهَف، يتأثّرُ أكثر من سواه بكلِّ حدث، ويتعلّقُ بالأمكنة. لذلك لا بدّ من التّأثّر بقضايا الوطن. لقد كتبْتُ للوطن لأنّني أحبُّه، وكتبْتُ للحرّيّة لأنّني أؤمنُ بها. وكتبْتُ للجنوبِ والبقاع وجبل المَكمِل وجبل حرمون، وطبعَ العنفوانُ قصائدي الوطنيّة.
{ ما هو دور الجمعيّات والاتّحادات في تعزيز دور ومكانة الشعراء العرب؟
– الجمعيّاتُ الأدبيّة فرصةٌ جميلةٌ للتّواصل، وهي تعزِّزُ مكانةَ الشِّعرِ والأدب بلا شكّ. وهنا نتمنّى أن تبقى الجمعيّاتُ المشكورة جميعُها تتحمّلُ مسؤوليّاتِها الأدبيّة، وتقدِّمُ المستوى الأدبيّ على الصّداقاتِ الشّخصيّة، وأن يظلَّ الرّقيُّ في الشِّعر والأدب هو الأساس والهدف.
{ ما هو إنتاجُكِ الشّعريّ؟
– عام 2014 صدرَت مجموعتي الشّعريّة الأولى “عطرٌ من الشّوق”.
ثمّ عام 2016 صدرَ ديواني “أكادُ من المحبّةِ أسقُط” في ثمانٍ وخمسين قصيدة، وقد نلْتُ على أساسِه جائزةَ ناجي نعمان الأدبيّة العالميّة للإبداع.
{ هل لديكِ اهتمامات أخرى غير الشِّعر؟
– منذ الصّغر وأنا أهوى القراءةَ والكتابة. واهتمامي كبيرٌ باللّغةِ العربيّة العظيمة التي أعشقُها، وهي مجالُ تخصُّصي.
{ ما هو الشيء الذي تخافين أن تخسريه؟
– أخافُ أن أخسرَ قدرتي على التّسامح والمحبّة.
{ هل كتبتِ القصّة القصيرة؟
– لم أكتب القصّة أبدًا. أفكِّرُ فقط في كتابةِ سيرتي الذّاتيّة ولكن بعد سنوات إن شاء الله.
{ أين يتجلّى إيمانُكِ؟
– يتجلّى إيماني في مناجاة الله، وأمامَ كلِّ فقــــــــــــــيرٍ وضعيفٍ ومظلومٍ ومشرَّد، وأمامَ كلِّ موقفٍ يتطلّبُ شجاعة.
{ هل الكتابة الصحفيّة تنير الإنتاج الشّعريّ؟
– الكتابة الصّحفيّة مثلُ النّقد قد تنيرُ الشِّعرَ وترفعُه، كما أنّها قد تسيءُ إليه. ذلك مرهونٌ بكيفيّةِ المقاربة. فكلُّ مقاربةٍ موضوعيّةٍ وعلميّة مفيدة، وكلُّ استنسابٍ وارتجالٍ لا يُجدي.
{ ماذا صنع منكِ التاريخ وإلى أيّ النساء تنتمين؟
– وُلدْتُ ثائرة. والتّاريخ علّمَني أنّ الثّورةَ في سبيل الحقّ والحرّيّة واجبٌ إنسانيّ. المرأةُ في الشّرق ضحيّةٌ للظّلم العائليّ والاجتماعيّ. علينا أن نناضلَ، وأن نستمرَّ في النّضال.