أسعار الأسماك في موريتانيا إلى مستويات قياسية بسبب طرد الحكومة للصيادين السنغاليين العاملين على شواطئها، ما تسبب في أزمة لباعة السمك المحليين فضلاً عن الأسر الموريتانية الفقيرة، التي يقبل كثير منها على الأسماك كبروتين رخيص.
وطردت موريتانيا عشرات البحارة السنغاليين بعد احتكاكات مع خفر السواحل على الضفة الموريتانية من نهر السنغال، وتقول الحكومة الموريتانية إن القرار جاء تنفيذا لقانون صدر في 2012 بمنع الصيد التقليدي على الأجانب المقيمين فى موريتانيا، ويفرض على السفن والقوارب وجود صيادين موريتانيين على متنها.
وأسفر القرار عن أزمة فى أسواق الأسماك، لترتفع أسعاره بشكل قياسي ما جعل مئات النساء العاملات فى سوق السمك يفقدن عملهن، كما تأثرت العائلات الموريتانية بارتفاع الأسعار، حيث كان سعر السمك الأرخص المعروف شعبيا باسم "ياي بوي"، 50 أوقية وأصبح الآن 160 أوقية، فيما ارتفعت أسعار بقية أنواع الأسماك بشكل مضاعف ولم يعد متوفرا فى الأسواق إلا بكميات محدودة وبأسعار باهظة.
وبحسب محمد ولد المختار، وهو مالك قوارب صيد، فإن لديه 10 قوارب صيد تقليدي متوقفة عن العمل منذ أن طرد البحارة السنغاليين، ويقول "أريد من الحكومة أن تقول لنا ما البديل لطردهم، وأنتم تعرفون أنكم بحاجة إليهم".
وأضاف "قفزت أسعار الأسماك بشكل كبير خلال أيام قليلة، مثلا كيلو سمك السردين كان بـ50 أوقية وصار بـ160 أوقية، وسمك دوراده كان بـ1200 أوقية وصار بـ1600، وسمك التوف كان بـ1800 أوقية والآن بـ2800".
وتضررت النسوة اللواتي يعملن فى بيع الأسماك أيضا، والمعروفات محليا بـ"انديات"، من ارتفاع الأسعار، فمهنتهن هي شراء الأسماك من الصيادين على شاطئ البحر ونقله إلى الأسواق لبيعه على طاولات في الشوارع مقابل ثمن زهيد.
عيشة بنت حب الله، تبيع الأسماك في منطقة "كلينيك" وسط نواكشوط، تقول لـ"العربي الجديد"، إنها عادت اليوم من شاطئ الصيادين ولم تشتر السمك لأنه قليل جدا وسعره غال، "ما كنت أشتري به 15 كيلو أصبح لا يكفي إلا لشراء نحو 6 كيلو، كنت أذهب إلى الشاطئ كل ثلاثة أيام وأشتري 15 كيلو من السمك من نوع (ياي بوي)، وأقوم ببيع السمك مع بعض الخضروات التي تصنع بها وجبة السمك، لكني لم أعد قادرة على ذلك".
وتعتبر بنت حب الله، أن جيرانها الذين كانوا يشترون السمك أصبحوا عاجزين عن شرائه، وبعضهم رجع إلى شراء اللحم والدجاج لأن الفرق بينهما وبين سعر السمك لم يعد كبيرا، فسعر كيلو لحم الضأن بـ1800 أوقية بينما سعر كيلو السمك في المتوسط 1600 أوقية.
ولا تجد بائعة السمك البسيطة أن طرد الصيادين السنغاليين وحده سبب كاف لارتفاع الأسعار، وترى أن بعض الصيادين الموريتانيين انتهزوا الفرصة لرفع الأسعار. وتضيف "يوجد صيادون يأتون بالسمك يومياً على قواربهم، لكن بما أن عدد القوارب أصبح أقل، قاموا برفع السعر".
محمد فال الشيخ العربي الجديد