من مساوئ هذا الزمن أن بعض الناس يحاول الخروج من جلبابه ويتزيى بزي أكبر من حجمه، فيبدو في مشيته كطائر البطريق يمشي بتثاقل لعدم قابلية جسمه فيزيائيا للحركة.تتجسد هذه الصورة في محاولات العقيد اعل ولد محمد فال، و د. الشيخ ولد حرمه المتكررة الظهور بمظهر الثوري الجديد، والمنقذ المخلص، الغيور على مصالح البلاد والعباد..فقد فوجئ الرأي العام الوطني بسلسلة من البيانات والمقالات الصادرة عن ولد محمد فال خلال الأسابيع الماضية، وهي مليئة بالمغالطات والأراجيف، حيث يذرف الرجل دموع التماسيح على "واقع البلاد" متهما الرئيس محمد ولد عبد العزيز بقيادة تمرد عسكري عام 2008.
وبعيدا عن الخوض في تخريفات العقيد الرئيس السابق فإن الشيئ الثابت أن من تمرد هو العقيد نفسه، تمرد على نعمة الأمن والاستقرار التي تعيشها موريتانيا، وعلى جو العفو الذي كان العقيد أول مستفيد منه، فلو قرر النظام متابعة رموز الفساد الإداري والمالي لكان ولد محمد فال رهن الإقامة في دار النعيم هذه الأيام.وإذا كان العقيد يتوهم من خلال هذه البيانات أنه بات شيئا مذكورا فما ذالك إلا لخور في ذاكرته، فالشعب الموريتاني الذي منحه 3% من أصواته في رئاسيات 2009 أرسل له رسالة واضحة، لكن الرجل لا يقرأ رسائل الشعب وليس ذلك بغريب على شخص كان يعيش في برج عاجي لايعرف غير لغة النار والكرباج والسجون المعتمة التي يرسل إليها أحرار الشعب ومثقفيه، بسبب آرائهم فقط.
أما د. الشيخ ولد حرمه فإن الحديث عنه يعطيه قيمة أكبر من حجمه، فلا يحق لمن دبج مقالات المديح أن يتحول إلى مرشد واعظ في غمضة عين، ولولا أننا في دولة تنتهج سياسة العفو، لما كان للشيخ أن يجد كل هذه المساحة من الحرية يتحرك فيها دون وازع من ضمير أو رادع من قانون.إن د. ولد حرمه الذي أفسد قطاع الصحة، واستجلب أطباء أجانب برواتب فلكية مع أنهم يتمتعون بخبرات متواضعة جدا، وأشعل القطاع بالإضرابات والاعتصامات، لهو آخر من يحق له الحديث عن الإصلاح والثورة وتصحيح المسار.ختاما..فإننا ننصح العقيد والممرض بالتواري عن الأنظار على الأقل في هذه الفترة، فقليل من الحياء ضروري أحيانا..
بقلم: الاستاذ محمد لمين ولد اسويلم