قال إمام جمعة طهران أحمد خاتمي انه لولا الدعم الإيراني لاستطاعت إسرائيل احتلال غزة بالكامل، وتزامناً تحدث تقرير عن احتجاز طهران أربعة صحافيين بينهم 3 أميركيين.
قال أحمد خاتمي في خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها عقب انتهاء تظاهرات (يوم القدس) العالمي التي جرت في طهران والمدن الايرانية، ان ايران الاسلامية باتت المحور الرئيس لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم.
وقال خاتمي وهو من أركان النظام المتشددين إن إيران تقف شامخة اليوم بفضل دعمها الشامل للشعب الفلسطيني وقضيته بحيث إن مساعد الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي قال ان "فلسطين مدينة للشعب الايراني المسلم من الخبز وحتى السلاح".
وأضاف خطيب الجمعة ان" 18 يوما قد انقضت على الهجوم الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة وكان الصهاينة قد قرروا احتلال غزة بالكامل الا انهم اليوم قد غطسوا في وحلها وهو مايؤكد ان ايران قد قدمت ماعليها من دين لغزة".
ولفت خاتمي الى ان "الكيان الصهيوني يطرق الابواب لتحقيق وقف اطلاق النار وهذا ما يحمل معاني كبيرة اي ان هذا الكيان الذي استخدم كل طاقاته الخارجة عن التصور واوغل في الوحشية وارتكاب المجازر الا ان نتنياهو وزميله المجرم اي جون كيري يسافر من بلد الى بلد لارضاء المقاومة لصنع وقف اطلاق النار بصورة ظالمة".
واوضح الخطيب الإيراني ان المقاومة في غزة ، بناء على تحليلها السياسي، تقول "ان الكيان الصهيوني يريد الخروج وانقاذ نفسه من الوحل الذي صنعه بنفسه لذلك فانها تريد الحفاظ على حقوقها حيث ان غزة قد اطبق عليها الحصار الكامل برا وبحرا وجوا ومخازنها من الغذاء والدواء آخذ في النفاد لذلك تطالب بكسر الحصار بصورة كاملة وتحرير الاسرى الفلسطينيين كلهم".
مجازر وتدمير
واشار الى ان "الكيان الصهيوني يرتكب المجازر وعمليات الابادة منذ 66 عاما ولحد الآن وقد ارتكب 27 مجزرة منذ 1948 ولحد الآن والتي من بينها مجزرة صبرا وشاتيلا في 1982 حيث قتل فيها 800 فلسطيني ولبناني".
ولفت الى ان "الصهاينة قتلوا خلال 18 عاما ولحد قبل ساعتين من الخطبة 804 فلسطينيين 90 بالمئة منهم مدنيون وبينهم 500 امرأة وطفل وجرح اكثر من 5 آلاف و 500 شخص ودمر 1200 وحدة سكنية وتشرد 120 الفا من ديارهم ودمر اكثر من 800 مركز مدني منها مستشفيات ومدارس".
واوضح خاتمي ان 28 مسجدا في غزة تم تدميرها وهي ما تبين بوضوح سياسة العنف والارهاب والتي يتبعها الكيان الصهيوني الجزار خلال 66 عاما من عمره لذلك ينبغي محو هذا الكيان من الوجود.
وتابع : ان هذا "الكيان المتوحش لاسبيل للخلاص منه سوى فنائه ومثله كالكلب المسعور حيث قال ذلك موشي دايان انه ينبغي لكيانه التصرف امام العالم كالكلب المسعور وفي هذا السياق قال احد المحللين انه اذا اراد هذا الكلب المسعور التعرض لايران فانها ستقضي عليه وعلى صاحبه ايضا".
واوضح خطيب جمعة طهران ان "القضاء على الكيان الصهيوني لايعني القضاء على جميع اليهود في المنطقة بل ان هذا الكيان يجب ان يقضى عليه حيث ينبغي اجراء استفتاء شعبي بمشاركة جميع سكان المنطقة وتحديد الحكومة التي ستحل بدل الكيان وان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترفع شعار صوت واحد لكل فلسطيني من اجل ايجاد حل لقضية فلسطين".
المقاومة لا المفاوضات
واكد خاتمي ان الطريق الوحيد للمقاومة الفلسطينية هو اعتماد المقاومة المسلحة والتي بفضلها تحولت تل ابيب الى مدينة للاشباح وغيرت نهار الصهاينة الى ليل اسود.
وشدد على ان "الصهاينة لايفهمون منطق المفاوضات والاتفاق لذلك فان مشاريع التسوية كانت محكومة بالفشل منذ البداية وعزة الشعب الفلسطيني تتمثل بالثبات على طريق المقاومة والصمود".
واكد الخطيب الإيراني ضرورة تسليح الفلسطينيين في الضفة الغربية كغزة لكي تنصرها وتقلع هذا الكيان الجهنمي "وانه بفضل الله تعالى بدأ العد العكسي لانهيار الكيان الجهنمي".
واوضح ان "الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني لايرتكبها وحده بل ينبغي اعتبار معسكر حلفائه شركاء معه في الجريمة اي اميركا وبريطانيا والمانيا وبعض البلدان الغربية الاخرى التي دافعت عن مجازره وقتله الاطفال وهو مايكشف الصورة الحقيقية لاميركا".
ولفت الى ان الذين يحاولون تجميل صورة اميركا لشعبنا عليهم ان يدركوا انهم يطلقون الاكاذيب لان الصورة الحقيقية لها قد انكشفت خلال العدوان على غزة والتي لاتفهم شيئا عن حقوق الانسان ولاتؤمن بمكافحة الارهاب.
انتقادات
وانتقد خاتمي بان كي مون وقال ان الامين العام للامم المتحدة يتحدث باسلوب وكان صوته ينطلق من حنجرة نتنياهو ويقول على سكان غزة الاعتراف بالكيان الاسرائيلي ولايطلقوا الصواريخ اذن لماذا لايقول اي شيء لهذا الكيان.
كما انتقد منظمة التعاون الاسلامي وتساءل عن موقفها حيال غزة و"هل انها تكتفي باسم الاسلام ، اليس سكان غزة مسلمين؟.
وانتقد خاتمي أيضاً الجامعة العربية وتساءل: اليس هذا الشعب عربيا اين ذهبت غيرتكم الاسلامية والعربية كيف تسمحون لشعب يتعرض لمجزرة وهو في حصار كامل؟
وتساءل: اين ذهب القادة الرجعيون في المنطقة لماذا لايحركون ساكنا امام هذه المجازر؟.
واعتبر ان مايثير الابتهاج ان الضمير العالمي اليقظ قد انتفض حيث تقام التظاهرات في معظم بلدان العالم "ونقول لاحرار العالم ان التظاهرات غير كافية بل ينبغي ممارسة الضغوط لوقف دعم الكيان الصهيوني والاستجابة لصرخات الشعب الفلسطيني المظلوم".
جماعات التكفير
ووصف خاتمي "المجموعات التكفيرية المجرمة" تحت اي مسمى كانت كداعش والنصرة وطالبان بانها دمى للاستكبار العالمي وانها تطلق الاكاذيب حول تشدقها بالاسلام. وقال ، ان المسلمين في غزة يتعرضون للهجمات الوحشية الا ان امثال هذه المجاميع تطلق الاكاذيب في دعمها للمسلمين.
واضاف خطيب جمعة طهران ان داعش هذه المجموعة الذليلة تعتبر المشاركة في تظاهرات يوم القدس العالمي حراما وتعاقب المشاركين فيها وهو مايؤكد ان هذه المجموعة هي اسرائيلية - صهيونية.
ولفت الى ان زعيم داعش ابوبكر البغدادي قد تدرب على يد الموساد الاسرائيلي لمدة عام واحد وان الموساد هو الذي اطلقه لارتكاب الجرائم ضد المسلمين.
وفي الأخير، ندد خاتمي ببعض البلدان المفاوضة لايران في مجموعة 5+1 وقال ان اميركا والمانيا وفرنسا اعلنت عن معاقبة كل من يشارك في تظاهرة ضد الصهاينة حيث يبين ذلك غطرستهم وظلمهم وعداءهم للحق ، الا ان الشعب الايراني ثابت وصامد على حقه.
وحول البرنامج النووي الايراني شدد ان احدا لايستطيع الحصول على امتيازات من الشعب الايراني وان دبلوماسيينا المفاوضين لن يرضخوا للغطرسة ولن يسمح الشعب الايراني باي تصرفات من هذا القبيل.
احتجاز صحافيين
وإلى ذلك، قالت صحيفة (واشنطن بوست) الإيرانية إن إيران احتجزت أربعة صحافيين من بينهم ثلاثة أميركيين، وأضافت ان هؤلاء هم: جايسون رزايان (38 عاماً) الذي يعمل مراسلاً للصحيفة في طهران منذ عام 2012، وزوجته ياجيني صالحي، التي قدمت بأوراق للحصول على الجنسية الأميركية، وتعمل مراسلة في صحيفة ذا ناشونال، التي تتخذ من الإمارات مقراً لها.
كما قامت السلطات باحتجاز مصورَيْن صحافيين، يحملان الجنسية الأميركية، ولم يتم الكشف عن اسميهما وفقاً لما أشارت إليه الصحيفة.
وعبرت لجنة حماية الصحافيين عن قلقها تجاه احتجاز الصحافيين الأربعة، وطالبت إيران بالإفراج عنهم على لسان منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحافيين، شريف منصور، الذي قال في بيان له إن: "إيران لها سجل محزن في ما يتعلق بمعاملتها للصحافيين المسجونين، نحمل الحكومة الإيرانية المسؤولية عن سلامة هؤلاء الأربعة."
وتحتجز السلطات الإيرانية 35 صحافياً في سجونها، وفقاً لإحصائيات لجنة حماية الصحافيين، التي ذكرت أمثلة على حالات سابقة لاحتجاز صحافيين دوليين من بينهم الصحافية الأميركية روكسانا صابري.
ايلاف