وقع وزير الاقتصاد والمالية السيد المختار ولد اجاي اليوم الاثنين مع المدير العام لإفريقيا الشمالية في البنك الافريقي للتنمية السيد محمد العزيزي في نواكشوط على اتفاقية قرض تتعلق بالمشاركة في تمويل بناء مشروع جسر روصو.
وتبلغ قيمة هذا القرض 12 مليار أوقية من اصل 35 مليار أوقية هي التكلفة الإجمالية لهذه المنشأة الإستراتيجية.
وأوضح وزير الاقتصاد والمالية خلال حفل التوقيع أن هذا المشروع ظل تحقيقه حلما يراود ساكنة المنطقة طيلة عدة عقود وتمت تعبئة موارده بتمويل مشترك بين الصندوق الأفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار والاتحاد الأوروبي، بالإضافة طبعا إلى البلدين المعنيين مباشرة بالمشروع موريتانيا والسنغال.
وبين الوزير أن إقامة هذا الجسر ضرورة تنموية ملحة بعد أن بينت كافة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية جدوائيته الكبيرة وذلك لمواكبة النمو الذي تشهده منطقة المشروع أولا والتطور السريع للحركة التجارية بين البلدين من جهة ونمو التبادل بين دول المنطقة في شمال وغرب إفريقيا من جهة أخرى.
وقال الوزير إن هذا الجسر سيساعد من خلال توفير خدمة العبور على مدى 24 ساعة في تحسين خدمات مرور الأشخاص والبضائع وسيمكن من خفض ملموس لكلفة العبور ويحسن انسيابيته.
وأضاف انه سيكون لانجاز هذه المنشأة الحيوية انعكاسات مباشرة كبيرة على تنمية مدينة روصو إذ أن جزء من التمويل المرصود سيستخدم في تحبين المخطط العمراني للمدينة وتطوير البنى التحتية الحضرية والتجارية كالأسواق والمحطات وشبكة الطرق، إضافة إلى تأهيل العديد من المنشآت الصحية والتعليمية وتوسيع شبكات الماء الشروب والصرف الصحي وصولا إلى معالجة النفايات المنزلية وتأهيل معهد التكوين الفني الموجود بالمدينة.
وقال الوزير إن هذا التمويل يعكس مرة أخرى الثقة المتزايدة التي تحظى بها بلادنا من لدن شركائنا في التنمية تلك الثقة التي هي نتيجة طبيعية للنهج التنموي الرائد الذي يقوده رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.
وبين وزير الاقتصاد والمالية أن موريتانيا والبنك الإفريقي يرتبطان بمحفظة تعاون من 15 مشروع قيد التنفيذ تشمل قطاعات متنوعة كالمعادن والزراعة و الحكامة والمياه والصرف الصحي والتنمية الاجتماعية.
وأوضح المدير العام لإفريقيا الشمالية في البنك أن توقيع هذه الاتفاقية يعبر عن إرادة لامركزية البنك الإفريقي والرغبة في الاقتراب من الزبائن حيث لأول مرة يوقع البنك على أرض موريتانيا اتفاقية تمويل .
وأشار إلى أن هذا الاتفاق يجسد التزام موريتانيا بانجاز مشروع هام للاندماج الإقليمي وشبه الإقليمي في إفريقيا، مبرزا أن البنك الإفريقي دعم كل المراحل الإعدادية لمشروع بناء جسر روصو.
واستعرض مسؤول البنك الإفريقي الانعكاسات الايجابية لهذا المشروع وفي مقدمتها المساهمة في زيادة تنقل المسافرين والبضائع بين ضفتي النهر وتنمية أنشطة النقل على طول محور طنجة "لاغوس" ومحور الجزائر داكار كما يساهم في خفض تكلفة النقل .
وقال إن مشروع بناء الجسر عملية متعددة الجنسيات من خلال مشاركة البنك الأوروبي للاستثمار الاتحاد الأوربي والدولتين المعنيتين موريتانيا والسنغال.
وجدد استعداد البنك الإفريقي لمواصلة دعم جهود الحكومة الموريتانية للتحسين المستمر لظروف حياة السكان.