بقلم: محمد سيدى
خطة اقتصادية عظيمة لا يمكن أن يخترعها إلا خبيرا اقتصاديا ماهرا أقل مايستحق أن يكون على إحدى المؤسستين النقديتين صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي الإقتراع عن طريق البرلمان والعدول عن الإستفتاء الشعبي ، فأيهما الأجدى نفعا تغيير العلم أم تركه ؟
خمسة مليارات أوقية في الإستفتاء مكلفة جدا إذا أجرينا مقارنة بسيطة بين الإقتراع عن طريق البرلمان أو الإستفتاء الشعبي .
1 - البرلمان
البرلمان بغرفتيه 203 من الأصوات مع لائحة انتخابية واحدة لا تتجاوز صفحة أو ثلاثة مع ثلاث صناديق اقتراع ، واحدا / لا للتعديلات ، وآخر / نعم للتعديلات ، و الثالث محايدا ، من حيث ترشيد النفقات فهذا منطقي .
2- تغيير العلم
المقاومة مهمة وتستحق أكثر من تقدير : أبطال المقاومة ، رجال الدين ، المناضلين السياسيين ، شهداء حرب الصحراء ، والحوادث ، و ضحايا القاعدة لغيري ، تورين ، الغلاوية ، وهنا في العاصمة ، ولكن ، تغيير العلم مادامت الدولة تسعى لترشيد النفقات و تعطي أولويات للبطالة والفقراء والبنية التحتية فليس بالأمر الهين وذلك من خلال المعطيات والدراسات والإستراتيجيات المتعلقة به في كل قطاع أو وزارة .
1 - الحالة المدنية
تغيير العلم هو استنساخ لحالة مدنية جديدة تغيير : المستخرجات ، البطاقات ، الجوازات كم سيكلف ذلك ميزانية الدولة ؟ وماذا لو وجه لمكافحة الفقر ومحاربة البطالة و تحسين المعيشة و البنية التحتية ؟
2 - تغيير العلم
يفرض مناقصة لاتقل عن مليارات ماذا لو وجهت لصالح الفقراء ؟
3 -تغيير العلم يفرض تغيير المناهج الدراسية وطباعة النشيد وتعميم العلم في المدارس و المنشورات و آلاف الكتب و المؤسسات الحكومية كما يفرض على الوزارات والقطاعات الخدمية اقتناء نظم بوثائق تتماشى و العلم الجديد كم سيكلف ذلك ميزانية الدولة ؟
4 - قطاعات أخرى
الطوابع البريدية ، ملابس وميداليات الجيش و أوسمة التوشيح و لوحات السيارات العسكرية و الخدمية الأخرى ستتغير كم سيكلف ذلك ميزانية الدولة ؟
كل وزراة ، وكل قطاع ، سيغير نظامه كم سيكلف ذلك ميزانية الدولة وماذا لو وجه ذلك إلى الفقراء و حل مشكل الطاقة و المياه و الطرق وتدني الرواتب و ارتفاع الأسعار والحد من البيرقروطية الأقتصادية ؟
تغيير العلم .. نحن ونيوزيلندا
القرارات الإرتجالية السريعة بدون دراسة ذات الآثار الوخيمة قواسم مشتركة بين جميع الحكومات السابقة واللحاقة :
قطع العلاقات أو إقامتها مع دولة ما أيام ول الطايع و هيداله ، فتح جامعات وكليات ومعاهد بدافع اللامركزية كلف ميزانية الدولة الكثير ثم جمعة تلك الجامعات ومركزا في جامعة واحدة ، ترحيل آلاف الطلاب إلى مشروع المركب الجامعي بدون سكن وبدون مطعم وبدون توفير نقل ، لتطال تلك التغيرات السريعة الثوابت الوطنية ...
نحن .. ونيوزيلندا
لم تغير انيوزيلاندا عالمها إلا بعد استفتاء شعبي و برلماني دام ثلاث سنوات وبعد ذلك تم اختيار 10.000 لوحة من الأعلام من 40.000 لوحة مقترحة من الشعب استخرج منها العلم انييوزلاندي الجديد و صمم منها أين نحن من ذلك ؟
نحن .. والآخر
نيوزيلاندا وصلت إلى درجة من الرفاهية الأقتصادية والعظمة والتقدم العلمي جعلها تفكر في تمايز نسبي عن التاج البريطاني و العلم الأسترالي أما نحن فإننا مازلزلنا في أبجديات التنمية : نقاط صحة ، نقاط مياه ، أشباه مدن ، مافيش صناعة ، مجتمع استهلاكي ، مناطق معزولة ، وأخرى تعيش حياة ماقبل الحضارة ...
نحن .. والآخر
عندما نقول الآخر ، يعني ذلك أننا نعني " الغرب " أو الدول المتقدمة ، نحن مازلنا " نشيد " الهرم ، مازلنا نشيد القاعدة ، قاعدة البناء الديمقراطي ، والمجتمعي وعليه بديهي أن يتعثر ، أن يسقط بناؤها ، أن ينهار ، أن يتهاوى ، والسبب : هو أن " الآخر " سلك المسلك السليم : البناء من الأساس تصنعه أيادي الجماهير ، البناء سفلي ، سلمي ، تصاعدي نحو الأعلى الديمقراطية الغربية هذه تجربتها ، وطريقتها ، و تونس هي من تنهج سبيلها من العرب ، أما نحن : ف " بناء " ديمقراطيتنا علوي ، سفلي ، وبديهي أن يتحول إلى " أنقاض " فهل يكون البناء من الأعلى إلى الأسفل أم العكس ؟
ديمقراطيتنا " هدية " مكرمة " من الجيش لم تغني من جوع الفقراء ، ولا من قسم عشاق التحرر ، هدية ليست ككل الهدايا ، لم تغني من الجوع ، و ألعوبة غير مودعة .. نحن ، نحن ، مازلنا في مشروع المشروع يظل مشروعا حتى يكتمل