يا سيادة الرئيس بإقدامكم على المؤتمر الصحفي تكونون قد قدمتم دليلا ماديا فاضحا على انزعاجكم وضجركم من غدرة أغلبيتكم؛ومهما أفضتم فيه من حديث منمّق تطرون به موقف شيوخكم؛وسكبتم لهم من عبارات المجاملة تطيبون بها خواطرهم؛فإنّ كلّ ذالك سوف يعتبرونه حيلة منكم لن تنطلي عليهم؛وخاصة إن أعلنتم التوجه إلى صناديق الاقتراع.
وعليه فإنّنا نوجه إليكم يا فخامة الرئيس الأسئلة التالية:
ـ فهل تنوون يا سيادة الرئيس عقوبة الشيوخ وتأديبهم في المستقبل؟
ـ فإن كان الجواب بالنفي؛فما هي الضمانات القاطعة التي تقدمونها لهم حتى تنجلي روعتهم؟؛فمن خلال أبواقكم وأقلام قصركم لبس الشيوخ أكفانهم ؛وكتبوا وصاياهم؛ وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة.
ـ فهل سوف يقبل حزبكم مرة أخرى في لوائحه الانتخابية؛كلّ من صوت ضد إرادتكم؛أم أنّهم صاروا منبوذين؟.
ـ الاستفتاء الشعبي المزمع إجراءه؛إذا كانت نتيجته ضد إرادتكم؛وهو احتمال وارد ولكنّه ضعيف؛فهل سوف تقبلون فيه بتطبيق مبدأ المكافأة والعقوبة؛الذي ننادي به ؛لكن هذه المرة علي أنفسكم؛فتعلنون فشلكم يا سيادة الرئيس ثمّ استقالتكم؟.
ـ يا سيادة الرئيس لماذا هذا الحرص الشديد على التعديلات الدستورية؛وهناك ما هو أكثر إلحاحا وضرورة؛كوزارة التهذيب على سبيل المثال؟.
ـ وفي الأخير يا سيادة الرئيس كيف تفسرون طيلة مأمورياتكم؛ولو مرة واحدة لم نشاهد قط وزيرا من وزرائكم أعلن استقالته؛بسبب فشله أو عجزه؟..
ـ يا سيادة الرئيس مبدأ المكافئة والعقوبة حرمنا منه كثيرا؛وأذقنا من غيابه العلقم؛فالترقية والمكافئة صارت لكلّ مهمل فاشل في عمله؛ من وراءه نافذ يحميه؛أو قريب يأويه؛أو مرتش يرشيه.
وها أنتم اليوم يا سيادة الرئيس تكتوون بناره التي تركتم ضرامها؛وأججتم أوارها؛ومن السلامة لكم ولنا أن تشمرعن ساعدك؛وتكشف عن ساقك؛وتنقلب على ماضيك؛وتحصّن نفسك وبلدك بمبدأ المكافئة والعقوبة.
فلماذا يا سيادة الرئيس لا تفعّل مبدأ المكافئة والعقوبة في حياتنا؛فيقال للمسيء أسأت وتدحرج في دركاتك؛وللمحسن أحسنت؛وارتق مع درجاتك.
فما يمنعك من هذا ؟؛فهل هو الخوف أو الجبن من المفسدين؟.
فنرجوكم يا سيادة الرئيس أن تعلنوا لنا في إطلالتكم الصحفية؛أنّه ومن الآن يجب على كافة مؤسسات الدولة أن تطبق وبحزم مبدأ المكافأة والعقوبة.
وأن يكون أول من يطبق عليه القرار بطانتكم؛فتقيلون رئيس الوزراء ورئيس الحزب الحاكم ؛فأقلّ ما يقال عن رفض الشيوخ في ظلّهم ـ وإن كنا من الذين فرحو لصحوتهم كثيرا ـ انّه فشل ذريع كانوا أبطاله.
ـ
غالي بن الصغير