قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده تستعد لإجراء الانتخابات البرلمانية، التي تعتبر أخر خطوات خارطة الطريق الانتقالية، قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف السيسي، خلال استقباله وزير الخارجية والتعاون الإسباني مانويل جارسيا مارجايو في القاهرة الأحد، أن “الاستعدادات الجارية لإنجاز آخر خطوات خريطة المستقبل (خارطة الطريق) المتمثلة في الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الجاري؛ استكمالا لبناء كافة مؤسسات الدولة الديمقراطية”.
وخارطة الطريق أعلنها الرئيس المصري السابق عدلي منصور في يوليو/ تموز من العام الماضي بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي وتتضمن الاستفتاء على تعديل الدستور (أجري في يناير/ كانون الثاني)، والانتخابات الرئاسية (جرت في شهر مايو/ أيار الماضي وفاز بها السيسي) والانتخابات البرلمانية (ينتظر إجراؤها في وقت لاحق من العام الجاري لم يتم تحديده بعد).
وقال إيهاب بدوي المتحدث باسم الرئاسة المصرية في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء إن “الوزير الإسباني استهل اللقاء بالتأكيد على أن مصر تعد نقطة التوازن في المنطقة، ومن ثم فإن تحقيق أمنها واستقرارها سينعكس إيجابيا على كافة دول المنطقة، وسيساهم إسهاماً مباشرا في تحقيق استقرارها”.
وبحسب المتحدث المصري، فإن الوزير الإسباني قال إن بلاده “تدرك أنه لا يمكن أن تزدهر الحريات في أي مجتمع دون تحقيق الأمن أولا”، مشيرا إلى أن إدراك إسبانيا لحقيقة أن عدم استقرار الأوضاع في ليبيا له تداعياته السلبية على حدود مصر الغربية.
وعلى صعيد تطورات الأوضاع في قطاع غزة، استعرض السيسي الجهود والاتصالات المصرية المبذولة لتهدئة الأوضاع، قبل الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة، ملقيا الضوء على عناصر المبادرة المصرية، بحسب بدوي.
وقال المتحدث إن الرئيس المصري “أعرب عن تطلعه لمساندة إسبانيا لجهود التهدئة بين الجانبين، بما يمهد لإقرار هدنة دائمة لحقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وبما يقلص من الانعكاسات السلبية على إمكانية استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين في المستقبل”.
وأشار إلى أن الوزير الإسباني أكد دعم بلاده لإقرار التهدئة بين الجانبين بما يضمن عدم تكرار التصعيد، معرباً عن تأييدها لإقامة دولة فلسطينية في أقرب فرصة ممكنة.
ويعيش قِطاع غزة منذ 7 يوليو/ تموز الجاري، تحت وطأة القصف الإسرائيلي (براً وجواً وبحراً)، وتسببت بمقتل 1060 فلسطينياً وإصابة ما يزيد عن 6 آلاف آخرين.
وأبدى السيسي تطلعه لاستمرار موقف اسبانيا المتفهم للتطورات في مصر، ودعم مدريد لجهود مصر لإقامة نظام سياسي ديمقراطي، ولمكافحة الإرهاب، لاسيما في ضوء الخبرات الإسبانية السابقة في التعاطي مع ملف مكافحة الإرهاب، فضلا عن تعافيها الاقتصادي ونجاحها في التعاطي مع التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية، اخذا في الاعتبار أن قطاعي الصناعة والسياحة الإسبانيين قد لعبا دورا محوريا في هذا التعافي الاقتصادي.
وحذر الوزير الإسباني من خطورة انتشار الإرهاب، ولاسيما في القارة الافريقية، منوها إلى ضرورة تعزيز التعاون مع مصر، ســواء على الصعيد الثنائي أو في إطار سياسة الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي، وكذا عبْر الاتحاد من أجل المتوسط.