محمد سيدى
ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﻣﺎﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺮﺩ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺮﺏ ! ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ، ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ 57 ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭ 6 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ . ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺗﺘﺼﺪﺭ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻲ :
ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ - ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ - ﺍﻟﻤﻼﻋﺐ - ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ - ﻓﻲ ﻋﻮﺍﺻﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ - ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺎﺕ - ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ - ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ - ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ - ﻭ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻟﻦ ﺗﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﻳﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺩﺍﻓﻊ ﻟﻬﺎ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻷﺳﺲ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻫﻮ ﻗﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﺷﺘﻌﺎﻟﻪ . ﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺭﺑﺘﻬﺎ ﻭﺗﻐﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﺃﻭ ﻓﺮﺩ ﻣﺘﺴﻠﺢ ﺑﺄﻱ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺍﻷﻓﻮﻝ ...
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻭ ﺗﻨﺼﻬﺮ ﻗﻮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻲ ﻣﻜﺘﻤﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻵﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ... ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺳﻴﺊ ، ﻭﻻﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻹﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ، ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ، ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ .
ﺃﺧﻄﺎﺀ .. ﻭﺗﺮﺍﻛﻤﺎﺕ ... ﻟﺌﻦ ﺃﺧﻄﺄ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻭﺩﻋﻤﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ - ﺣﺘﻰ ﺟﻴﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ - ﻟﻢ تندﻣﻞ فيه ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﻄ ﺣﻠﻮﻻ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﺄﺧﻔﻘﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻬﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻭﻟﺪ ﻣﻴﻼﺩ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺗﺤﺮﺭﻳﺔ ﻭﺗﻮﻋﻮﻳﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺗﺘﻔﻖ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎﻣﺖ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻛﺜﺮﺓ ﺗﻌﺪﺍﺩﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺞ ﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
- ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻹﺟﺎﺑﻲ - ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻳﺔ - ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻫﺸﺎﺷﺔ .
ﺇﻥ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺗﺤﺚ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺮﻉ ﺳﻤﻮﻡ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﻭ ﺇﺫﻛﺎﺀ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻭﺍﻟﻌﺮﻗﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻗﻤﺔ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ، ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ،
ﻓﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻨﻊ الشعب ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻔﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﺤﺮﻱ ﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﻣﺘﻜﺴﺮﺓ ﺗﺨﻤﺮﻫﺎ ﺳﻮﺳﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ
..... ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﺘﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ.