عبد الفتاح ولد اعبيدن
تذكر مصادر مطلعة أن الحكومة اتصلت على اللجنة المستقلة للانتخابات طالبة منها إجراء الاستفتاء في غضون ثلاثة أشهر، بثلاثة مليارات أوقية ، فردت اللجنة بطلب كتابة العرض ،وأجابت على الرسالة كتابيا، بأن اللجنة مطالبة بديون أكثر من مليار أوقية ، ولا يمكن الدخول في الموضوع المالي دون تسديد المستحقات المستعجلة ، ومن وجه آخر تحيين اللائحة الانتخابية يتطلب على الأقل ثلاثة أشهر، وشهرين بعد ذلك للتحضيرات الأخرى.
إذن أقل فترة خمسة أشهر ، وللملاحظة بعد ذالك يحل موسم الأمطار، ولا يمكن الوصول إلى مناطق عدة من البلاد.
وفي السنة المقبلة يحل أيضا موعد تجديد اللجنة المستقلة للانتخابات ، وهي الغير القابلة للحل من طرف الحكومة ولا يمكن التجديد لنفس الطاقم ، وإن جاءت لجنة أخرى قد لا تكون ملزمة بنفس برنامج سابقتها .
إذن إذا افترضنا النجاح في تعسف المادة 38، إلا أن الظروف المالية والإجرائية بوجه خاص، قد لا تسمح بتنظيم سهل لهذا الاستفتاء، بل قد لا تسمح به مطلقا.
ومع افتتاح دورة برلمانية جديدة قد يلجأ مجلس الشيوخ الممانع إلى التحرك للقدح القانوني والدستوري في اللجوء للمادة 38 .
معوقات مالية وإجرائية وقانونية متنوعة، فقد لا تسمح البتة بالدخول العملي في الاستفتاء المرغوب من طرف الحكومة .
يوما بعد يوم يتعزز الرفض لتغيير العلم والنشيد الوطنيين ،وتزداد الحملات السياسية و الإعلامية ضد ذالك التوجه، أحرى حل غرفة الشيوخ ، التي يقف معظم المنتمين إليها دون ذالك .
إذن هل تقر الحكومة بهذه العقبات الجدية لمراجعة موقفها من الاستفتاء محل الجدل الواسع ، أم أنها ستعمل المستحيل لإدخالها والشعب في نفق لا تدري نهايته.
هذا لاستفتاء مرفوض شعبيا على نطاق واسع ،لأنه يجري في وقت غير توافقي، ويمس من رموز وطنية رسخت في الأذهان والنفوس على مدار وقت معتبر ، منذو الاستقلال وإلى اليوم ، فهل يتفهم النظام القائم هذا الرفض قيل أن يتجسد ربما في شكل أرقام ومعطيات انتخابية ملموسة ، قد تخلف رفضا أوسع وبصورة تمس لا قدر الله من الاستقرار الهش أصلا .
كما أن على المؤسسة العسكرية أن تراجع حساباتها ، فكل هذا محسوب عليها ، لأن مثل هذه التصرفات البعيدة عن الإجماع السياسي ، يقودها رموز محسوبون على هذه المؤسسة العسكرية ، الحاكمة منذو10 يوليو 1978 وإلى اليوم .
إن التأزيم المتصاعد قد يخلف نظرة سلسة عميقة ضد" اصنادره"عموما ،لاستحواذهم على الشأن العام المعنوي والمادي ، ودون شراكة سياسية ذات بال، وإنما يقتصرون غالبا ،على " مشورة فم القربة"كما يقال في المثل الحساني ، على غرار حوارات متكررة لا يحضرها أغلب الطيف السياسي المعارض ، مما يقلل من مصداقيته تلك الحوارات المدعاة.
ومن الجدير بالذكر أن اللون الأحمر المقترح على العلم بحجة تخليد المقاومة ، يلقى رفضا ذهنيا ونفسيا عميقا في "الحوضين " على نطاق واسع، فهل يترجم ذلك انتخابيا وفي الاقتراع على الاستفتاء المثير .
إن الاستفتاء استنزاف للخزينة وتعسف قانوني ومزيد من التأزم السياسي، ويمس من الرمز الوطني الموحد، العلم .
ومن رزقه الله بقسط من التعقل حقيق به الابتعاد عن هذا المأزق السياسي البين الجلي.